سفراء القرآن ورسل التلاوة العذبة .. حملة القرآن وسدنته .. الصوت الندى .. القراءة الخاشعة .. الدقة والاتقان فى مخارج الحروف هى جواهر زينت سماء الأنشاد والتلاوة وأبهرتنا بصوتها الفريد، أنفرد كلاً منهم بميزة تميزه عن الآخر جعلته بريقا مضيئا في دنيا القرآن، ليأسر قلوب مستمعيه ويجعلهم يستشعرون حلاوة الإيمان و عذوبة التأمل في معاني الذكر الحكيم . 1- الشيخ محمد عبد العزيز حصان احد اعلام التلاوة القدامى الراحلين ، قارىء المسجد الأحمدي بطنطا ، احد عمالقة القرآن الكريم القارىء الشيخ محمد عبدالعزيز حصّان. ولد يوم 28 أغسطس عام 1928م في قرية الفرستق بمركز بسيون مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية فى دلتا مصر . من قراء الرعيل الأول بالإذاعة المصرية وحفظ القرآن الكريم وهو ابن السابعة ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد البصر, فكان ذهنه متفرغاً لشيء واحد وهو حفظ كتاب الله عز وجل .. وبدأت علامات النبوغ والذكاء تظهر عليه وهو طفل صغير مما دفع الشيخ علي زلط الصديق المخلص للحاج عبدالعزيز – لأن يشجعه على الذهاب بابنه محمد إلى كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي رحمه الله ليحفظه القرآن الكريم . تعلم القراءات السبع وحفظ الشاطبية في مدة لا تزيد على عامين فقط فأصبح عالماً بأحكام القرآن قبل العاشرة من عمره ليثبت للجميع أنه يستحق أن يلقب بالشيخ محمد ولم يكتف بهذا الإنجاز الذي كان حلماً يراود أباه والمقربين إليه من الأهل والجيران والأصدقاء . بعد مشوار طويل مع تلاوة القرآن على مدى خمسة عشر عاماً منذ سن الخامسة عشرة وحتى الثلاثين قضى الشيخ حصّان خمسة عشر عاماً قارئاً للقرآن في المآتم والسهرات والمناسبات المختلفة استطاع خلالها أن يبني مجداً وشهرة بالجهد والعرق والإلتزام وعزة النفس والتقوى في التلاوة .. مع الحفاظ على شيء غال لا يكلف صاحبه شيئاّ هو حب الناس. 2- الشيخ محمد رفعت كان من أعظم قراء الذكر الحكيم لقب ب" المعجزة" و"قيثارة السماء"، أسر قلوب الناس بصوته العذب، ولد في 9 مايو 1882، بحي المغربلين بالدرب الأحمر بالقاهرة، ظل مبصراً حتى اتم سنتين من عمره ، كان شديد الجمال عند ولادته فقالت له احدي السيدات لك عيون ملوك، فحسدته وأصيب بمرض ذهب ببصره، ألحقه والده بالكتاب حتى أتم حفظ القرآن الكريم قبل العاشرة . عين في سن ال15 قارئاً للسورة يوم الجمعة، فاشتهر بين الناس، حتى امتلأت ساحة المسجد والطرقات بالناس ليستمعوا إلي صوته الخاشع، كانت تحدث حالات إغماء من شده التأثر بصوته الفريد، وظل يقرأ القرآن في هذا المسجد لمدة 30 عاماً وفاءً له، عمق موهبته بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، وعندما افتتحت الإذاعة المصرية، افتتحها بصوته العذب وقرأ " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً"، أصيب بسرطان الحنجرة الذي عرف وقتئذ ب "الزغطة" وتوقف عن القراءة، ورغم عجزه عن دفع تكاليف العلاج ألا انه رفض العون من أي شخص، فارق الحياة في9مايو1943. 3- الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى الصوت الندى ، التجويد والترتيل الذى يأخذك إلى عالم من الخشوع والتدبر فى آيات الله وملكوته ، وصفه البعض بأنه عمدة فن التلاوة في عصر الرعيل الأول للقراء فى مصر والعالم العربي . كان له طريقته الخاصة للآداء, وكانت متميزة عن طريق باقي القراء, وكان يستمع إلي أصوات الشيخ رفعت, وعلي محمود, وكان يصفهم بأنهم أساتذة وعمالقة لا يتكررون ويعتبر أنهم أصحاب مدارس خاصة في قراءة القرآن. ولد الشعشاعى في 21 مارس عام 1890 في قرية شعشاع مركز أشمون بمحافظة المنوفية. كان والده محفظاً للقرآن، فحفظ القران على يديه، ثم انتقل إلى مدينة طنطا ليأخذ علم القراءات على المتخصصين من المسجد الأحمدي ولتعلم التجويد وأصول المد . وكان لتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع. ثم عاد إلى قريته وبين جوانحه إصرار عنيد على العودة إلى القاهرة مرة أخرى ليشق طريقه فى زحام العباقرة نحو القمة، وكان في القاهرة حشد هائل من عباقرة التلاوة ، وعندما بدأ الشيخ رحلته إلى القاهرة كان أشد المتفائلين يشك أن الشيخ الشاب سينجح حتى في كسب عيشه وكان هذا فى عام 1914، حيث سكن بحى الدرب الأحمر ، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين التلاوة أمثال المشايخ علي محمود ومحمد رفعت ، وكون الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد والذي ذاع صيته فيما بعد وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ الشعشاعي فغامر وألقى بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة فى التلاوة . وذات مساء دخل ليقرأ في الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين (رضي الله عنه) مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ علي محمود والشيخ العيساوي والشيخ محمد جاد الله ، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان فى القمة وأصبح له مريدون وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود علي البنا والشيخ أبو العينين شعيشع وغيرهما كثير. 4- الشيخ سيد متولي عبد العال احد اعمدة تلاوة القرآن الكريم في مصر والذى توفى عن عمر ناهز 68 عاما ، ولد بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية فى 26 إبريل عام 1947م في أسرة بسيطة تعمل بالزراعة ، وكان والده يتطلع إلى السماء داعياً رب العزة أن يرزقه ولداً بعد البنات الأربع ليكون لهم رجلاً وملاذاً بعد وفاته وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائماً. وتأكيداً لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون أحد رجال الدين وخادماً لكتاب الله عز وجل وعاملاً بحقل الدعوة الإسلامية. استجاب المولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الأمل ويبث في قلبيهما السكينة والاطمئنان. مرت الأيام مر السحاب وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره فأخذه أبوه وذهب به إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة مريم السيد رزيق التي قامت بتلقينه الآيات والذكر الحكيم . وتعاهد الإثنان الوالد والشيخة مريم على الاهتمام بالإبن السيد أدق ما يكون الاهتمام, ورعايته أفضل ما تكون الرعاية فتعاون البيت مع الكتاب وقدما العون للطفل ابن الرابعة حتى يتفرغ لحفظ القرآن ومراجعته وإجادة نطقه. وجدت الشيخة مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس. ولما بلغ سيد متولي السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن القرآن وظل يتردد على كتّاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملاً وهو في سن الثانية عشرة. أصبح السيد قارئ القرية في المناسبات والمآتم البسيطة وأحيا ليلة الخميس والأربعين فنجح في ذلك فذهب به والده إلى الشيخ الصاوي عبدالمعطي مأذون القرية ليتلقى عليه علم القراءات وأحكام التجويد. حصل الشيخ سيد متولي على المأذونية خلفاً لأستاذه الشيخ الصاوي ليصبح قارئاً للقرآن ومأذوناً لقريته الفدادنه وذهب السيد إلى قرية العرين المجاورة للفدادنة ليتعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل. بعد ذلك ذاع صيته في محافظة الشرقية وانهالت عليه الدعوات من كل أنحاء الشرقية وبدأ يغزو المحافظات الأخرى المجاورة لإحياء المآتم وكثيراً ما قرأ بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبد الباسط والشيخ حمدي الزامل والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي. في البداية لم يتعد الأجر جنيهاً واحداً عام 1961م وعام 1962م بعد عام 1980م وصلت شهرة الشيخ سيد متولي إلى المحافظات وامتدت في نفس العام إلى خارج مصر فذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت . سافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك وله جمهوره المحب لصوته وأدائه في كل دولة ذهب إليها وهذا الحب والقبول أعز ما حصل عليه الشيخ سيد متولي على حد قوله. 5- الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من أشهر من قرأوا القرآن الكريم مرتلا في العالم الإسلامي، يتمتع بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم لصوته الفريد، ولد عام 1927في مدينة "أرمنت" التي تتبع محافظة قنا، أتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة، لقب ب " الحنجرة الذهبية" و "صوت مكة"، والتحق بالإذاعة المصرية 1951، وكانت أول تلاوة له سورة فاطر، عين قارئاُ لمسجد الإمام الشافعي ثم مسجد الحسين، أصيب بعدة أمراض ألزمته الفراش، حتى أصيب بمرض " الزغطة" الذي منعه من التلاوة والكلام أيضاً، وتعرض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره إلي ورم في الاحبال الصوتية فحرم الناس من صوته النقي، باستثناء 3 أشرطة سجلتها الإذاعة المصرية قبل اشتداد المرض عليه، توفي في 9 مايو 1950. 6 - الشيخ مصطفى إسماعيل يعتبر من ابرز الشيوخ في مصر والعالم الإسلامي، أتقن المقامات وقرأ القران بأكثر من 19 مقام بفروعها، ولد عام 1905، بمحافظة الغربية، كان جده لا يريد أن يعمل حفيده بالزراعة فألحقه بكتاب القرية، ولفت انتباه الشيخ لسرعه حفظه وجمال تلاوته للقرآن الكريم، ومن هنا بدأ الالتزام بالكتاب أتم حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز الثانية عشر من عمره، تعلم أحكام القرآن، بدأ يقرأ أمام الناس ومع مضي الأيام ذاع صيته، وحصل علي وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلي وسام الأرز من لبنان، وسام الفنون ووسام الامتياز من الرئيس مبارك، توفي في 22 ديسمبر 1978. 7 - الشيخ محمود علي البنا من أشهر القراء في العالم الإسلامي، ولد في قرية " شبرا باص" بمحافظة المنوفية، ألحقه والده بالكتاب، وكان الشيخ موسي شديد الحرص عليه حيث ظهرت عليه علامات النبوغ وسمات أهل القرآن، وظهر ذلك في الدقة في النطق ومخارج الألفاظ، كانت أول تلاوة له في الإذاعة في أواخر ديسمبر عام 1948، وكان سنه وقتها 22 سنة، حيث تلي ما تيسر من سورة هود,، اكتسب شهرة عريضة جعلته يحظي بمكانة مرموقة بين القراء، تم اختياره لأن يكون أكبر قارئاً لأهم وأشهر المساجد بجمهورية مصر العربية، وخصوصاً المساجد التي يزورها وفود إسلامية من دول العالم، توفي في 30 نوفمبر 1988م. 8 - الشيخ محمد صديق المنشاوي (1919-1969) واحد من رواد التلاوة، تميّز بأسلوب متميز وحزين بتلاواته. ولد الشيخ محمد بقرية: البواريك، بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، وقد وضع أبوه الشيخ الجليل صديق المنشاوي هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية)، فأخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام خدام القرآن. وقد استمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذي كان سببًا في نجاحه بعد صوته الخاشع، ولُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي ب"الصوت الباكي".