رحل الشيخ السيد متولى عبدالعال يوم الخميس آخر يوم من رمضان 1436ه الموافق 16يوليو 2015 دون أن يشعر به أحد إلا من سطور قليلة بأحد المواقع لا يتلائم مع سيرته العطرة التى بلغت الآفاق وأخذ صوته يتردد فى كل مكان بمصر وخارجها ..لقد كان الرجل يمتلك حنجرة ذهبية قوية ونفس عميق وصوت جميل ، كان معشوق الناس فى الريف وفى صعيد مصر، يتهافتون على أماكن تواجده فيقبلون عليه فى كل مكان، ولقد خشعنا مع صوته وحفظنا ورائه السور التى كان يتلوها وكأنها يشرحها ويقوم بتفسيرها فى صوت عذب يخلب الألباب، يلون بلون الريف الأخضر الذى وهبه لنا الخالق فى بر مصر، وأشهرها سورة "يوسف" ، وسورة "مريم"، وسورة "طه"، و"المؤمنون"، و"يس"، و"النجم"، و"الرحمن"، و"الحج"، و"الحجرات" و"قصار السور" ... إنه امتداد لدولة التلاوة فى مصر التى علمت الإنسانية كيف يقرأون القرآن وامتد شذاها وعبقا إلى كل الدنيا هى صاحبة الآذان الراقية ، وتمتلىء بألوان من القرءات القرآنية تشجى النفوس الحائرة ولكل لون يختلف عن اللون الآخر، على رأسهم الشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، ومحمد صديق المنشاوى، وكامل يوسف البهتيمى، وعبدالفتاح الشعشاعى، وابنه إبراهيم الشعشاعى، ومحمود خليل الحصرى، وعبدالباسط محمد عبدالصمد، ومحمود على البنا، والقائمة طويلة لا يتسع المقام لذكرهم...
ولد الشيخ السيد متولى فى قرية الفدادنة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية فى 26أبريل 1947م لأب يعمل بالزراعة وقد رزقه الله بأربعة من البنات فرفع يد الضراعة للسماء يطلب من الله أن يرزقه ولدا يكون سندا له ولأخوته البنات، وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائماً. وتأكيداً لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون أحد رجال الدين وخادماً لكتاب الله عز وجل وعاملاً بحقل الدعوة الإسلامية، فاستجاب الله له وعمت الفرحة فى أرجاء المنزل والمنازل المحيطة به الذين شاركوا والده فرحته، ولما بلغ الطفل الخامسة أخذه الوالد إلى كتاب الشيخة مريم السيد زريق بقرية الفدادنة ووجدت الشيخة مريم مخايل النجابة والنبوغ الاستعداد الفطرى لحفظ كتاب الله..
عندما بلغ الابن الخامسة من عمره أخذه أبوه إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة "مريم السيد رزيق". ولما بلغ سيد متولي السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن القرآن. ظل يتردد على كتّاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملاً وهو في سن الثانية عشرة. أصبح سيد متولي قارئ القرية في المناسبات والمآتم البسيطة وأحيا ليلة الخميس والأربعين فنجح في ذلك. أن فذهب به والده إلى الشيخ "الصاوي عبدالمعطي" مأذون القرية ليتلقى عليه علم القراءات وأحكام التجويد. حصل الشيخ سيد متولي على المأذونية خلفاً لأستاذه الشيخ الصاوي ليصبح قارئاً للقرآن ومأذوناً لقريته الفدادنه وذهب سيد إلى قرية العرين المجاورة للفدادنة ليتعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل. بعد ذلك ذاع صيته في محافظة الشرقية وانهالت عليه الدعوات من كل أنحاء الشرقية وبدأ يغزو المحافظات الأخرى المجاورة لإحياء المآتم وكثيراً ما قرأ بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبد الباسط والشيخ حمدي الزاملوالشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي. في البداية لم يتعد الأجر جنيهاً واحداً عام 1961م وعام 1962م. بعد عام 1980م وصلت شهرة الشيخ سيد متولي إلى المحافظات وامتدت في نفس العام إلى خارج مصر. فذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت. قام بتسجيل القرآن لبعض الإذاعات العربية والإسلامية وله تسجيلات تذاع بالأردن وإيران وبعض دول الخليج وسافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك وله جمهوره المحب لصوته وأدائه في كل دولة ذهب إليها وهذا الحب والقبول أعز ما حصل عليه الشيخ سيد متولي على حد قوله. وخاصة إيران والأردن ودول الخليج العربي.. ومازال الرجل ينتقل من نجاح لآخر حتى سجل معظم سور القرآن ورحل فى اليوم الأخير من شهر رمضان سنة 1436ه الموافق 16يوليو 2015م رحمه الله رحمة واسعة..