توفى صباح اليوم الخميس القارئ الشيخ سيد متولي عبد العال احد اعمدة تلاوة القرآن الكريم في مصر عن عمر ناهز 68 عاما، وشيعت جنازته عقب صلاة العصر من محل مولده بقرية الفدادنة، في محافظة الشرقية. مولده ولد الفقيد بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية فى 26 إبريل عام 1947م في أسرة بسيطة تعمل بالزراعة . وكان والده يتطلع إلى السماء داعياً رب العزة أن يرزقه ولداً بعد البنات الأربع ليكون لهم رجلاً وملاذاً بعد وفاته وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائماً. وتأكيداً لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون أحد رجال الدين وخادماً لكتاب الله عز وجل وعاملاً بحقل الدعوة الإسلامية. استجاب المولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الأمل ويبث في قلبيهما السكينة والاطمئنان. مرت الأيام مر السحاب وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره فأخذه أبوه وذهب به إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة مريم السيد رزيق التي قامت بتلقينه الآيات والذكر الحكيم . وتعاهد الإثنان الوالد والشيخة مريم على الاهتمام بالإبن السيد أدق ما يكون الاهتمام, ورعايته أفضل ما تكون الرعاية فتعاون البيت مع الكتاب وقدما العون للطفل ابن الرابعة حتى يتفرغ لحفظ القرآن ومراجعته وإجادة نطقه. وجدت الشيخة مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس. ولما بلغ سيد متولي السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن القرآن وظل يتردد على كتّاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملاً وهو في سن الثانية عشرة. صيته وشهرته أصبح السيد قارئ القرية في المناسبات والمآتم البسيطة وأحيا ليلة الخميس والأربعين فنجح في ذلك فذهب به والده إلى الشيخ الصاوي عبدالمعطي مأذون القرية ليتلقى عليه علم القراءات وأحكام التجويد. حصل الشيخ سيد متولي على المأذونية خلفاً لأستاذه الشيخ الصاوي ليصبح قارئاً للقرآن ومأذوناً لقريته الفدادنه وذهب السيد إلى قرية العرين المجاورة للفدادنة ليتعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل. بعد ذلك ذاع صيته في محافظة الشرقية وانهالت عليه الدعوات من كل أنحاء الشرقية وبدأ يغزو المحافظات الأخرى المجاورة لإحياء المآتم وكثيراً ما قرأ بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبد الباسط والشيخ حمدي الزامل والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي. في البداية لم يتعد الأجر جنيهاً واحداً عام 1961م وعام 1962م بعد عام 1980م وصلت شهرة الشيخ سيد متولي إلى المحافظات وامتدت في نفس العام إلى خارج مصر فذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت . سافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك وله جمهوره المحب لصوته وأدائه في كل دولة ذهب إليها وهذا الحب والقبول أعز ما حصل عليه الشيخ سيد متولي على حد قوله. مواقف واشتهر الشيخ سيد متولى بخفة الظل وحب المرح ، ومن المواقف الطريفة للشيخ سيد متولى انه كان مدعوا لاحياء حفل افتتاح احد المساجد بقرية ميت يعيش بمحافظة الدقهلية وبدا منظموا الحفل يتفاوضون معه على الاجر لكنه رفض تقاضي اى اجر فى مقابل وجبة عشاء بسيطة عقب الاختتام . يقول عنه احمد الخولى احد ابناء قرية العزيزية بمحافظة الشرقية ويعمل مستشارا قانونيا : تربيت على صوته وحفظت اولى ايات الذكر الحكيم بعد سماعى لسورة يوسف منه وكيف استشعرت عظمة الخالق عز وجل فى تلاوته . ويقول الشيخ جمال حسن امام وخطيب مسجد البحاروة بمركز اولاد صقر بمحافظة الشرقية ان الشيخ هو معشوق الشراقوة على اختلاف اعمارهم فلا تمر ببيت أو شارع الا وتجد فيه صوت الشيخ وعذوبته تترد من مذياع او كاسيت .