إنهاء خدمة 15 قيادة.. وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة المحليات بالمحافظات    المركزي للمحاسبات: الإرادة السياسية والرقابة المؤسسية والإعلام ركائز النزاهة الوطنية    الذهب يقترب من أدنى مستوياته.. ماذا يحدث في أسعار المعدن النفيس ؟    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأربعاء 29 أكتوبر    وزير العمل يبحث مع السفير السعودي تنظيم العمالة الموسمية استعدادا لموسم الحج    إدراج شوارع بطنطا ضمن خطة توصيل المرافق استجابة لطلبات النائب حازم الجندى    عاجل- الوزراء: بدء التوقيت الشتوي في مصر الجمعة الأخيرة من شهر أكتوبر    ارتفاع معدل التضخم في أستراليا بأكثر من التوقعات    ترامب: قصف غزة ليس خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار وإنما دفاع عن النفس    ترامب يصل كوريا الجنوبية فى زيارة رسمية تستغرق يومين يشارك خلالها فى قمة أبيك    مكافحة التطرف والإرهاب    موعد مباراة الأهلي وبتروجيت في الدوري    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 29 أكتوبر والقنوات الناقلة    اليوم.. الأهلى يتحدى بتروجت من أجل "صدارة" الدوري    حالة المرور اليوم، كثافات متقطعة على المحاور والميادين بالقاهرة والجيزة    طقس اليوم في مصر.. أجواء خريفية وحرارة معتدلة نهارًا على أغلب الأنحاء    بسبب ماس كهربائي.. حريق هائل داخل مصنع سجاد بالمحلة    اليوم.. الحكم على التيك توكر علياء قمرون بتهمة التعدي على القيم الأسرية والمجتمعية    سوزي الأردنية تواجه أول حكم من المحكمة الاقتصادية    بحضور السيسي وعدد من ملوك ورؤساء العالم، تفاصيل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير    عاجل- 40 رئيسًا وملكًا ورئيس حكومة يشاركون في افتتاح المتحف المصري الكبير    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 فى محافظة المنيا    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 29-10-2025 بعد الانخفاض الأخير    «خطأ عفوي.. والمشكلة اتحلت».. مرتجي يكشف كواليس أزمة وقفة عمال الأهلي    والد ضحايا جريمة الهرم: زوجتى على خلق والحقيقة ستظهر قريبا.. صور    18 قتيلا فى غرق مركب مهاجرين قبالة ليبيا    ننشر الأخبار المتوقعة ليوم الأربعاء 29 أكتوبر    حقيقة وجود تذاكر لحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 29 كتوبر    مصابة بالتهاب الكبد وكورونا، طوارئ صحية بولاية أمريكية بعد هروب قرود مختبرات (فيديو)    خلاف أطفال يتحول إلى كارثة.. سيدتان تشعلان النار في منزل بعزبة الثلثمائة بالفيوم    في الذكرى الأولى لرحيله.. حسن يوسف: فنان من حي السيدة زينب سكن الذاكرة وخلّد ملامح جيل بأكمله    طائرات مسيرة أوكرانية تستهدف مستودع وقود في منطقة أوليانوفسك الروسية    د.حماد عبدالله يكتب: ومن الحب ما قتل !!    جواهر تعود بحلم جديد.. تعاون فني لافت مع إيهاب عبد اللطيف في "فارس أحلامي" يكشف ملامح مرحلة مختلفة    دعاء الفجر | اللهم اجعل لي نصيبًا من الخير واصرف عني كل شر    أحمد عيد عبدالملك: الأهلي يمتلك 3 فرق جاهزة للمنافسة وزيزو مستواه متراجع    نحو 6 آلاف شخص يبحثون عن مأوى مع اجتياح إعصار ميليسا جامايكا    أوكرانيا و"الناتو" يبحثان مبادرة التعاون في مجال الأسلحة    استشهاد 11 فلسطينيا على الأقل في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    «زي النهارده».. العدوان الثلاثي على مصر 29 أكتوبر 1956    «زي النهارده».. حل جماعة الإخوان المسلمين 29 أكتوبر 1954    متحدث الشباب والرياضة يكشف كواليس جلسة حسين لبيب مع أشرف صبحي    بين الألم والأمل.. رحلة المذيعات مع السرطان.. ربى حبشى تودّع المشاهدين لتبدأ معركتها مع المرض.. أسماء مصطفى رحلت وبقى الأثر.. لينا شاكر وهدى شديد واجهتا الألم بالصبر.. وشجاعة سارة سيدنر ألهمت الجميع    الكشف عن حكام مباريات الجولة ال 11 بدوري المحترفين المصري    منتخب الناشئين يهزم المغرب ويواجه إسبانيا في نصف نهائي مونديال اليد    في الشغل محبوبين ودمهم خفيف.. 3 أبراج عندهم ذكاء اجتماعي    ضبط أطنان من اللحوم المفرومة مجهولة المصدر بالخانكة    "كتاب مصر" يناقش ديوان "مش كل أحلام البنات وردي" للشاعرة ياسمين خيري    رسميًا.. موعد امتحان 4474 وظيفة معلم مساعد رياض أطفال بالأزهر الشريف (الرابط المباشر)    تزيد حدة الألم.. 6 أطعمة ممنوعة لمرضى التهاب المفاصل    تدريب طلاب إعلام المنصورة داخل مبنى ماسبيرو لمدة شهر كامل    الحظ المالي والمهني في صفك.. حظ برج القوس اليوم 29 أكتوبر    بمكونات منزلية.. طرق فعالة للتخلص من الروائح الكريهة في الحمام    في جلسته ال93.. مجلس جامعة مطروح يصدر عددًا من القرارات المهمة    لمسة كلب أعادت لها الحياة.. معجزة إيقاظ امرأة من غيبوبة بعد 3 سكتات قلبية    أمين الفتوى: زكاة الذهب واجبة فى هذه الحالة    أذكار المساء: أدعية تمحو الذنوب وتغفر لك (اغتنمها الآن)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس القومى لحقوق الإنسان : 2019 عام إفريقيا في مصر
نشر في الموجز يوم 15 - 01 - 2019

أعرب محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في محاضرته التي ألقاها مساء أمس بمكتبة مصر العامة حول "مصر ومعركة التحرر الإفريقي " أن هذا اللقاء يأتي فى بداية عام 2019 ، هذا العام الذى أقترح إعلانه عام إفريقيا ، و يشجعنا على ذلك عدة بدايات منها رئاسة جمهورية مصر العربية للإتحاد الأفريقى فى هذا العام ، و إختيارها لتستضيف مونديال كرة القدم الإفريقي ، و أن يحصل لاعب الكرة المصرى المحبوب موصلاح على لقب أحسن لاعب كرة فى إفريقيا لعام 2019 للعام الثانى ، و أن تختار لجنة حقوق الإنسان الإفريقية التابعة للإتحاد الإفريقى القاهرة مكاناً لإجتماعها خلال عام 2019 ، و أشياء أخرى قد تبدو بسيطة و لكنها لايمكن أن تحدث إلا بوجود ثقة من دول إفريقيا فى مصر ،و قد رأتها فى التفاعل مع قارتنا الإفريقية و مؤسساتها .
- و يأتى موضوع هذا اللقاء " مصر و معركة التحرر الإفريقي " لنذكر أقراننا من الأفارقة ، كما نذكر أنفسنا بالجهود المخلصة التى قامت بها مصر فى معركة تحرير إفريقيا .
كما نذكر أنفسنا بالمدى الذى إرتبطت فيه مصر بقارتها الإفريقية ، فقد أعطتنا إفريقيا موقعاً وصفه عالم الجغرافيا المصرى " جمال حمدان " بعبقرية المكان و ساهمنا فى معركة تحريرها كما لم تساهم أى دولة أخرى .
و تعتمد مصر كلياً على نهر النيل مما جعل هيرودوت – أحد المؤرخين القدماء – يقول مصر هبة النيل – و هو ما يدفعنى للقول بأن النيل هبة أفريقيا و هو الأمر الذى يزيد من إرتباطنا جغرافياً بهذه القارة و بشكل لا يضاهيه دولة أخرى .
كما يربطنا بقارتنا إفريقيا تاريخ قديم ، فمن الثابت أن الفراعنة إنطلقوا إلى داخل القارة و ظهر ذلك فيما تركوه من آثار ، و إن كنا لا نعرف حتى الآن حدود هذا الدور و إلى أين وصلوا ، فالثابت حتى الآن أنهم وصلوا إلى بلاد بنت التى هى الصومال ، و كذلك إلى ملتقى النيلين الأبيض و الأزرق ، و إن كان هناك ما يشير إلى أنهم وصلوا إلى أبعد من ذلك .
( قصة الرئيس موسوفينى الأوغندى – و هامانى ديورى أول رئيس لداهومى – بنين الآن ) كما لاحظ عالم الإنثروبولوجى G.O.Locas أن ثمة صلة بين الأديان فى مصر الفرعونية و بين الطقوس و المعتقدات فى ديانة البوربا فى نيجيريا .
ثم جاءت فتوحات محمد على للسودان ، و فى عهد الخديوى إسماعيل وصل الجيش المصرى إلى بربره و زبلع فى الصومال ، و إلى هرر فى أثيوبيا ، و كان ذلك لتأمين منابع النيل .
الصحراء عازلاً
خلال حقبة الإستعمار الغربى أتخذت الصحراء لتصبح عازلاً بين الشمال و الجنوب الأفريقى ، ثم جاءت ثورة يوليو لتكشف عن وجه مصر الأفريقى عندما قال جمال عبد الناصر فى كتاب فلسفة الثورة " ... إننا لا نستطيع أن نقف بمعزل عن الصراع الدامى المخيف الذى يدور اليوم فى أفريقيا بين خمسة ملايين من البيض و مائتى مليون من الأفارقة ... "
و بدأت المساعدات لحركات التحرر الأفريقية و الخطوات الثورية التى إتخذها جمال عبد الناصر مثل تأميم قناة السويس ، و كسر إحتكار السلاح ، و إستطاع أن يقضى على ما حاول الإستعمار ترسيخه بإعتبار أن الصحراء عازل و أكد أنها جسر عبرت عليه الثقافة و الحضارة .
و حدد عبد الناصر إستراتيجية السياسة الخارجية بالدوائر الثلاث .
وضع أفريقيا عندما قامت الثورة المصرية
عندما قامت ثورة يوليو 1952 كانت أفريقيا تخضع للإستعمار الأوروبى بالكامل ، و لم يكن هناك دولة مستقلة فى أفريقيا سوى دولتين فقط : أحدهما فى الغرب و هى ليبيريا ، و الثانية فى شرق أفريقيا و هى أثيوبيا . أما مصر فكانت مستقلة قانوناً و لكن كان يحتلها الجيش البريطانى بقوة قوامها 82 ألف جندى .
و لكن كانت هناك حالة غليان نتيجة تفاقم سياسة التفرقة العنصرية و عدم إستجابة دول الإستعمار للوعود التى منحت أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث شاركت أعداد كبيرة من أبناء المستعمرات التى جندتها الدول الإستعمارية و حاربت ضمن جيوشها .
وقفت مصر مع كل حركات التحرير فى أفريقيا ، و لكن كان للسودان معالجة سياسية خاصة .
فعندما بدأت المفاوضات مع الإنجليز بعد قيام الثورة كانت هناك قضيتين أساسيتين : الأولى :- إجلاء قوات الإحتلال الإنجليزية من مصر
الثانية : - مستقبل السودان بما فى ذلك وحدة وادى النيل
- و أصر الرئيس جمال عبد الناصر أن تبدأ المفاوضات بالقضية السودانية و مستقبل السودان قبل قضية الجلاء ، و ذلك للإطمئنان على إجلاء القوات الإنجليزية من السودان حتى لا نفاجأ بخروج القوات من مصر لتبقى فى السودان ، فرغم رغبته الشديدة فى أن يحقق وحدة وادى النيل ، و لكنه وجد أنه من غير المناسب لروح ذلك العصر أن تقوم وحدة بين الشعبين معتمدة من الناحية القانونية على حق الفتح ، و رأى أن أى وحدة لكى تستمر و تدوم لابد أن تعتمد على موافقة الشعب ، و لذلك وجد أنه لامفر من قبول حق تقرير المصير ، و كان هناك إعتقاد فى إمكانية أن تكون الأغلبية السودانية مع وحدة وادى النيل بأى شكل ممكن .
وجاءت الإتفاقية لتعطى السودانيين حق تقرير المصير بإستفتاء على : -
أ- إرتباط السودان بمصر فى أية صورة
ب – أو الإستقلال التام – أى الإنفصال عن مصر
و ذلك بعد فترة إنتقالية مدتها ثلاث سنوات تسحب كل من مصر و إنجلترا قواتها و يجرى الإستفتاء .
و كان معنى ذلك : - إذا كانت نتيجة الإستفتاء الإرتباط بمصر أن تمتد حدود الدولة الجديدة إلى قلب القارة الأفريقية محاطة بسبع دول أفريقية تحتلها دول الإستعمار الأوروبى : فرنسا و إنجلترا و بلجيكا علاوة على أريتريا و أثيوبيا حيث يوجد نفوذ قوى للولايات المتحدة الأمريكية .
- و إذا جاءت نتيجة الإستفتاء بالخيار الثانى و إستقل السودان فسيكون أمن السودان الذى هو عمقنا الإستراتيجى مهدداً من قوى الإستعمار ، لذلك كانت هناك ضرورة و مصلحة لمصر فى القضاء على الإستعمار التقليدى الذى تحتل جيوشه البلاد .
إستراتيجية العمل الأفريقى
ثورة الجزائر
كانت ثورة الجزائر قد قامت 1954 ( أول نوفمبر ) و وقفت مصر بكل قوة مع هذه الثورة . كما وقفت مصر مع المقاومة العسكرية فى مراكش ( عبد الكريم الخطابى ) و كذلك فى تونس .
- كانت عمليات نقل السلاح إلى داخل هذه البلاد تتم بطرق مختلفة إستخدم فيها أى مكان آمن على الساحل و من خلال مراكب مؤجرة و بعضها كانت تشترى ، كما لجأنا فى بعض الأحوال لمهربى السلاح المحترفين .
و كان ذلك كله يتم عن طريق المخابرات العامة ، و كانت المخابرات فى ذلك الوقت هى المطبخ السياسى للرئيس جمال عبد الناصر .
- و كان موقف مصر من دعم ثورة الجزائر هو السبب الرئيسى فى إشتراك فرنسا مع كل من إنجلترا و إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر .
- و قد جاء فشل العدوان الثلاثى على مصر دعماً لدور مصر فى أفريقيا . فبعد أن كنت أجوب أفريقيا متنكراً فى وفد إقتصادى أووفد لشراء اللحوم من أثيوبيا وأرتريا ، أو حاملاً باسبورت لبنانى لتسهيل دخول دول الفرانكوفون و ذلك لدراسة الأوضاع فى أفريقيا و الإتصال بالقيادات و الأحزاب السياسية و حركات التحرير . أصبح هؤلاء هم الذين يخططون للإتصال بى فى القاهرة ، فقد أصبحت القاهرة قاعدة لحركات التحرير الأفريقية .
حركات التحرير الإفريقية
منذ قيام ثورة يوليو 1952 لم تظهر حركة تحرير إلا وقفنا معها و قدمنا لها المساعدات ، و كان أول هذه الحركات هى حركة الماوماو فى كينيا التى جاءت بعد ثلاث أشهر من قيام ثورة 1952 . و هى ثورة طرد قبائل الكيكويو – و الماساى – و هى قبائل شديدة البأس – من الأراضى الخصبة التى عرفت بالأراضى العالية ( High Lands ) حيث تبنى الحاكم العام الإنجليزى فى ذلك الوقت ( سير شارلوت اليوت ) مشروعاً للإستيطان ، دعى فيه عدداً من العائلات الإنجليزية الراقية لإحتلال هذه الأراضى ، حيث منح كل عائلة مساحة كبيرة من الأرض ، و أعلن أن كينيا أصبحت أرض الرجل الأبيض .و إستخدم هذا الحاكم أقصى درجات العنف ضد الأفارقة مدعياً أن حركتهم هذه حركة دينية و إرتداد للتوحش يجب ردعهم . و كان قد تم طرد 600 ألف من أراضيهم كما قتل 7800 من القبيلتين بالإضافة إلى 791 حكم عليهم بالإعدام و نفذ فيهم هذا الحكم كما كان هناك 7000 رهن بالإعتقال .
- قاد جوموكنياتا حركة الماوماو ، و وقفت مصر مع هذه الحركة ، و عندما قدم جوموكنياتا للمحاكمة كلفنا محام إنجليزى للدفاع عنه – و أنشأت برنامجاً إذاعياً باللغة السواحيلية موجهة إلى كينيا و شرق إفريقيا ، كان يتهم الإستعمار الإنجليزى بالعنصرية و يؤيد حق قبائل الماوماو و المساى فى العودة و إسترداد أراضيهم ، كما هاجم بعنف مشروع الحاكم الإستيطانى ، و إستمرت فى المطالبة بإطلاق سراح جوموكنياتا البطل الإفريقى حتى أصبحت شعبيته فى كل القارة الإفريقية شيئاً قريباً من مكانة مانديلا عندما كان فى السجن و أصبح رمزاً لكل سجناء الضمير و مقاومة العنصرية . و وجدنا صداً كبيراً لهذا البرنامج فى شرق إفريقيا كله ( كينا – و أوغندا – و تنجانيتا - و زنزبار ) .
الإذاعات الموجهة إلى أفريقيا و المكاتب السياسية لحركات التحرير
بعد ما وجدناه من صداً كبيراً للإذاعة السواحيلى فى منطقة شرق إفريقيا بدأنا التوسع فى الإذاعات الإفريقية باللغات و اللهجات الإفريقية مع التوسع فى علاقاتنا بحركات التحرر و مقاومة الإستعمار . حيث بدأ بالسماح لحركات التحرر بفتح مكاتب سياسية فى القاهرة ثم بتطور العلاقة مع هذه الحركات نسمح لها بالإذاعة الموجهة إلى موطنها بلغة أهلها ، و كان ذلك فى برنامج يحمل إسم " صوت إفريقيا من القاهرة " وصل عدد هذه الإذاعات فى وقت من الأوقات إلى أكثر من ثلاثين لغة و لهجة منها إلى شرق إفريقيا ( السواحيلى – و الصومالى – و التجرينى - ) و إلى غرب إفريقيا ( الهوسا – و البوربا – و الفولانى و البامبرا ) و وسط إفريقيا ( النيانجا – و الشونا – و اللنجالا ) و إلى جنوب إفريقيا ( لغة الزولو إلخ .. من اللغات ) علاوة على اللغة الرسمية المستخدمة مثل العربية - و الإنجليزية – و الفرنسية – و البرتغالية – و الأسبانية إلخ ...
كانت هذه الإذاعات تنقل أخبار مصر و أخبار الثورات و حركات التحرر فى كل القارة الإفريقية من الجزائر إلى كينيا و روديسيا و جنوب إفريقيا . و إستطاعت هذه الإذاعات بجانب مساهمتها فى تحرير إفريقيا أن تنقل إلى مستمعيها فى كل أنحاء القارة الإحساس بأن مصر هى بحق جزء من القارة الإفريقية إن لم تكن قد أصبحت بالفعل قلبها النابض و قاعدة التحرر فيها .
المكاتب السياسية
أما المكاتب السياسية فكانت تتيح لحركات التحرر أو الأحزاب السياسية التى لها مكاتب فى القاهرة أن تتصل بالعالم الخارجى من خلال السفارات العديدة الموجودة فى القاهرة ، و من خلال وسائل الإتصال المتاحة فى القاهرة و التى كانت غير ممكنة فى الدول المستعمرة .
و كانت مصر تغطى التكلفة الأساسية لهذه المكاتب مثل المقر و الحدالأدنى للتشغيل .
- كنا نسمح أيضا بفتح مكاتب للأحزاب السياسية التى تناضل من أجل الإستقلال فى البلاد التى تتطور دستوريا . ففى كينيا كانت توجد مكاتب ( Kanu – Kadu ) بإعتبار أن الحزبين من الأحزاب الجادة التى تسعى للإستقلال و بالتالى كنا نساعد حزب جوموكنياتا و كذلك حزب أوجنجا أودنجا ( الذى يتبادل أبناؤهما رئاسة البلاد الآن – و كذلك كانت حركات التحرير فى روديسا الجنوبية – زامبيا Zapu +Zanu للحركتين الرئيستين .
- من أجل ذلك إنشئت الرابطة الإفريقية عام 1954 ( 5 شارع أحمد حشمت بالزمالك ) و التى ما زالت موجودة حتى الآن – و كانت تحتوى المكاتب السياسية لحركات التحرير و كانت مَعلَماً معروفاً لكل الأفارقة ، خرجت عدداً كبيراً من رؤساء الدول الإفريقية أمثال سام نيوما ( ناميبيا ) كاوندا ( زامبيا ) و أوجا ستينونيتو ( أنجولا ) أوليفرتامبو ( جنوب إفريقيا ) و زارها مانديلا قبل السجن و بعد خروجه منه ، و آخرين عديدين عرفوها و كانت لهم فيها مكاتب سياسية .
كانت تستقبل كل القادمين من القارة الإفريقية .
- كانت ترعى الطلبة الأفارقة و تتولى إستقدامهم من إفريقيا لملأ المنح الدراسية المخصصة لهم ، كما كانت مكاناً يلتقى فيه الشباب المصرى مع الشباب الإفريقى ، كما كان لها دور ثقافى : فكانت تصدر مجلة إسمها ( نهضة إفريقيا ) و تقيم الندوات و تحتفل بالمناسبات الإفريقية .
المساعدات العسكرية
- كانت المساعدات العسكرية ضرورية للأقاليم التى إتخذها الإستعمار مناطق للإستيطان التى اعتبرت جزءاً من أراضى الدولة المستعمرة – مثل الجزائر و المستعمرات البرتغالية ، أو أعلنت دولة للبيض الأوروبيين و إتبعت نظماً عنصرية و سياسة الفصل العنصرى مثل جنوب إفريقيا و جنوب غرب إفريقيا ( ناميبيا ) و كذلك دول مثل روديسيا الجنوبية ( زمبابوى ) .
- و كانت مصر أول دولة تدرب من هذه المناطق عسكرياً ( فرق صاعقة ) و تمدهم بالسلاح إلى أن إستقلت الجزائر فشاركت فى ذلك . و بعد إستقلال تنجانيتا ( قبل أن تتحد مع زنزبار و تصبح تنزانيا ) و قيام منظمة الوحدة الإفريقية – أنشئت لجنة التحرير الإفريقية – التى كانت مسئولة عن تدريب حركات التحرير من البلاد المذكورة سابقاً و إمدادها بالسلاح بمساعدة الدول أعضاء هذه اللجنة التى تكونت من تسع دول إفريقية كان من بينها مصر و تنزانيا و نيجيريا و كينيا و الجزائر ، و كانت معظم الأسلحة من مصر و الجزائر ، و كانت اللجنة تعمل بإسم الدول الإفريقية جميعها مستندة إلى ما سبق أن أقرته الأمم المتحدة بأن مقاومة الإستعمار أمر مشروع بما فى ذلك المقاومة العسكرية .
- و كانت الدول الإفريقية قبل إستقلالها تخصص لها منحاً فى الكلية الحربية لأن الدول الإستعمارية كانت لا تسمح بوجود ضباط أفارقة و أقصى ما تسمح به هو صف ضابط فقط .
- بعد الإستقلال كانت تتم هذه المساعدات بشكل علنى لأى دولة إفريقية تريد ذلك ، فقد كانت مصر قد كسرت إحتكار السلاح – كما كان التسلح السوفيتى قد بدأ و أصبح لدينا كميات كبيرة من الأسلحة غربية الصنع .
- و من الضرورى أن أذكر هنا أن مصر لم تكن تصدر الثورة إنما تساعد الثورات القائمة .
مساعدة الدول الإفريقية بعد الإستقلال
- لتحرير الإرادة + تعزيز الإستقلال – بعد المساعدة على التحرير
- دعم سياسة عدم الإنحياز
-مقاومة النشاط الإسرائيلى ( إستكمال حلقات الحصار )
- فتح مجال التعاون الإقتصادى – فتح الأسواق
إذا كانت هناك نهضة حقيقة فستكون نهضة صناعية فى المقام الأول –
تجارة الأقمشة + بذور النخيل
1/3 مع تاعالم الثالث
الملاحة – شركة النصر – الطيران
أولا: قروض للدول التى تواجه إسرائيل أو تقطع علاقتها . إسرائيل تعطى قروض
مالى – غينيا – زنزبار – كونغوبرازفيل
ثانيا : تقديم الخبرة الفنية
الدول الإستعمارية تسحب خبراءها – غينيا الإستوائية – مؤتمر القمة الإفريقية 1968 أسبانيا سحبت 4 أطباء و 4 خبراء آخرين
نيجيريا 300 طبيب أثناء الحرب نيافرا
ثالثا : المنح الدراسية فى كل المجالات و قد بدأت هذه المنح منذ فترة التحرير
رابعا : قرارات الإنفصال
كاتنجا – بيافرا
خامسا : - مقاومة الضغوط الإقتصادية
الصومال و الإمتناع عن شراء الموز
سادسا : - التعرض لعدوان عسكرى
أوغندا – و التعرض للعدوان البلجيكى
سابعا : رد فعل لعمل معادى
أ- مقتل لومومبا و تأميم الأموال البلجيكية + رعاية أولاد لومومبا
ب – إعلان إستقلال روديسيا الشمالية ( زمبابوى ) من جانب واحد
و قطع العلاقات الدبلوماسية مع إنجلترا
ثامنا : التبادل التجارى و فتح الأسواق
الأقمشة – شركة النصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.