أثارت التصريحات المتكررة عن زيادة سعر تذكرة المترو مع بداية السنة المالية الجديدة القلق لدى الملايين من مستخدمى هذا المرفق حول طبيعة هذه الزيادة والتصور النهائى لها ومدى انعكاس ذلك على تطور الخدمة المقدمة لهم .. "الموجز" التقت أحمد عبدالهادى المتحدث الرسمى باسم مترو الأنقاق للرد على جميع هذه الأسئلة حيث أكد أن زيادة سعر تذكرة المترو قرارا نهائيا لا رجعة فيه , لافتا إلى أنه هذا القرار هو قرار الوزارة وليس الهيئة لأن الهيئة مجرد مدير ومشغل للمرفق وهو قرار صائب وشجاع وتأخر كثيراً حيث بلغت خسائر المترو أكثر من 100 مليون جنيه سنوياً ولذلك كان لا بد من اتخاذ قرار الزيادة حتى يتسنى لنا تقديم خدمات مميزة لجمهور الركاب. وأضاف أن الزيادة السابقة لسعر التذكرة من جنيه واحد إلى 2 جنيه أدت إلى تقليل حجم الخسائر بنسبة معقولة لكنها لا تكفى ولذلك فإن رفع سعرها سيعمل على إحداث طفرة كبيرة داخل جميع الخطوط إذ إنه سيتم توفير قطع الغيار والصيانة وتقليل الخسائر. وأضاف المتحدث باسم مترو الأنفاق: تقدمنا بعدة مقترحات يتم دراستها حاليا لزيادة سعر التذكرة فهناك اقتراح بزيادة سعر التذكرة بقيمة جنيه لكل 9 محطات على أن تكون بداية السعر 2 جنيه للتذكرة وهناك اقتراح آخر أن تكون بداية سعر التذكرة 3 جنيه ويتم زيادتها بقيمة جنيه لكل 9 محطات على ألا تزيد قيمتها عن 5 جنيهات وفور استقرار الوزارة على الوضع النهائى سيتم الإعلان عنه. وقال , إن تطبيق الزيادة سيكون بعد الانتهاء من تركيب البوابات الجديدة وافتتاح الخط الثالث بالمرحلة الرابعة والتى تبدأ من محطة الأهرام بمصر الجديدة حتى محطة نادى الشمس. وأشار أن الهيئة لا تريد زيادة الأعباء على المواطن ولكن الهدف من زيادة سعر التذكرة هو الحفاظ على المرفق من الانهيار وهو فى النهاية ملك للمواطن بالدرجة الأولى. وتابع عبدالهادى أنه فى إطار التخفيف عن المواطنين سيتم الحفاظ على الاشتراكات المقدمة للمواطنين سواء الطلبة أو الموظفين أو كبار السن وكذلك أى مواطن يستطيع عمل اشتراك كل ثلاثة أشهر أ إشتراك سنوى إذا كان استخدامه للمرفق يوميا والباب مفتوح لعمل الإشتراكات بالأسعار الحالية حتى قبل صدور القرار بيوم واحد. وأوضح أن الهيئة استعدت جيدا لفصل الشتاء وسقوط الأمطار ومواجهة إمكانية تسربها إلى داخل محطات المترو بالخطوط الثلاثة. وأكد أن الهيئة لديها خطط تنفيذية لإحداث طفرة داخل شركة مترو الأنفاق خلال المرحلة المقبلة حيث تعاقدت الهيئة مع شركة "تاليس كوميونيكيش آند سيكيورتى" الفرنسية لتصنيع وتوريد 850 بوابة ذكية لمحطات الخطين الأول والثانى لتحل محل البوابات القديمة الموجودة بهما بتكلفة 160 مليون جنيه بعد تعذر إصلاح البوابات القديمة لعدم وجود قطع غيار لها, لافتا إلى أن البوابات الجديدة تسمح بربط بوابات جميع محطات الخطوط الثلاثة بشبكة تكنولوجية واحدة وتتضمن نظاماً ثنائى التكنولوجيا "مغناطيسى ولا تلامسى" بما يتيح لها استخدام التذاكر المغناطيسية العادية لراكب الرحلة الواحدة إلى جانب الكارت الذكى اللا تلامسى وقد تم الانتهاء من تركيب نحو 259 بوابة بالخط الأول و128 بالخط الثانى حتى الآن وسنواصل استبدال البوابات القديمة بالبوابات الجديدة خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن ذلك سيساعد فى تقديم خدمات مميزة للركاب فضلا عن القطارات المكيفة التى تم إضافتها بواقع 20 قطارا بتكلفة 2.3 مليار جنيه كما أن الهيئة تعمل على تطوير الخط الأول للمترو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى والحكومة الفرنسية. وأشار إلى أن تطوير الخط سيكون أثناء تشغيله واصفا الخط الأول بالعمود الفقرى للقاهرة الكبرى وتطويره يعنى إجراء عملية فى العمود الفقرى وهو يحتاج 26 مليار جنيه لتطويره لأنه يقل نحو مليون و500 ألف راكب يوميا. وتابع حديثه:" لا يمكن تجاهل تطويره لأنه وصل إلى مرحلة صعبة وإذا أهملناه سيحدث به شلل تام فى أى لحظة فمنذ إنشاء هذا الخط عام 1987 لم يحدث أى تطوير فى البنية الأساسية له وكانت هناك مطالبات عدة بتطويره وبالفعل تم وضع الخطة الخاصة بالتطوير فى 2008 إلا أن قيام ثورة الخامس والعشرون من يناير حال دون تنفيذها. وأضاف:" أخيرا انتهى مكتب استشارى فرنسى من إعداد دراسات وتصميمات تطوير وتحديث الخط الأول وتحسين الخدمة وتقليل زمن التقاطر التصميمى". لافتا إلى أن الاستشارى الفرنسى حدد الأعمال المطلوبة لتطوير الخط الأول بشكل تفصيلى وتكلفتها التقديرية حيث حدد حاجة الخط الأول لتطوير نظم الإشارات بقيمة تقديرية 96 مليون يورو، وتطوير نظم التحكم المركزى بالخط بقيمة 14.5 مليون يورو، وتطوير أنظمة الاتصالات بتكلفة 84.5 مليون يورو، وشراء وإعادة تأهيل الوحدات المتحركة "القطارات" بقيمة 630 مليون يورو، وتجديد شريط المترو بقيمة 32 مليون يورو، وتجديد بعض الأعمال الكهرميكانيكية بقيمة 78 مليون يورو وأعمال أخرى بتكلفة 60 مليون يور. وأشار "عبدالهادى" إلى أنه فى إطار خطة التطوير تم توقيع بروتوكول مع محافظ القليوبية يهدف لتحويل محطات المترو إلى نموذجية وعمل "باكيات" داخل المحطات بإيجار رمزى خلال 6 أشهر. وقال إن الخط الثانى ينقل حاليا مليون و100ألف راكب فى اليوم وهو مصمم لينقل مليون راكب و نعمل على تطويره لتزويد قدرته على تغطية عدد الرحلات, مشيرا إلى أن عدد الرحلات فى خطوط مترو الأنفاق حاليا 25 رحلة ومن المقرر أن تصل إلى 35 رحلة بحلول علم 2022. وأضاف عبدالهادى أنه سيتم بدء تنفيذ أعمال الحفر فى المرحلة الثالثة من الخط الثالث للمترو "العتبة- إمبابة" فى يناير الجارى لافتا إلى أنها ستشمل محطات "العتبة، الكيت كات، إمبابة، الدقى، العجوزة، بولاق الدكرور" وستكون بطول 17.7 كيلومتر وستضم 15 محطة منها 8 نفقية و5 علوية و2 سطحية بتكلفة 20 مليار جنيه وأوضح أن العمل فى المرحلة الثالثة من الخط الثالث مقسم إلى ثلاثة أجزاء "الجزء الأول" منها يبدأ من محطة "العتبة" ويمتد بطول 4 كم ويشمل "4" محطات نفقية هى "ناصر، ماسبيرو، الزمالك، الكيت كات" والجزء الثانى من الأعمال يمتد بطول 6.6 كم و6 محطات. وحول ما أثير عن وجود فائض بالميزانية وصل ل700 مليون جنيه سنوياً عقب الزيادة الأخيرة للمترو قال "عبدالهادى" إن هذا كلام عار تماما من الصحة ولو كان الفائض 700 مليون جنيه سنويا كما يردد البعض لكان جرى تطوير البنية الأساسية للخط الأول دون أن تلجأ وزارة النقل إلى الاقتراض كما أن هذا أمر لا يمكن إخفاؤه فهناك أجهزة رقابية تراجع كل ما يتم صرفه وتوفيره داخل الشركة وليس لدينا أى مانع فى نشر الميزانية.