يبدو أن كوارث دور الأيتام لن تنتهي بين يوم وليلة، فكل يوم تطالعنا الأخبار بكارثة جديدة تنبيء عن حالة تعذيب تعرض لها أطفال دار ما على يد القائمين والمشرفين عليه، وكان آخر هذه الحالات ما شهدته دار أيتام "إشراقة" بمدينة الشيخ زايد التى تحولت من دار نموذجية قبل الثورة إلى مكان لتعذيب الأطفال بدنيًا وجنسيًا على يد بعض مشرفى الدار. وكانت نيابة أكتوبر تحقيقاً مع نجد محمد خميس، زوجة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد حول الوقائع التي شهدتها الدار بصفتها رئيسة مجلس إدارته ومالكته. بدأت الواقعة إثر تلقى وزارة التضامن الاجتماعي شكوى من جيران الجمعية تُفيد بتعذيب 18 طفل بدار أيتام "إشراقة" وسماعهم أصوات لأطفال يستنجدون من آثار تعدى بعض المشرفين عليهم بالحرق فى أماكن حساسة في أجسادهم ومنعهم من تناول الطعام وحبسهم ومنعهم من الذهاب لمدارسهم وقد تأكد فريق التدخل السريع التابع للوزارة من الوقائع بأنفسهم بعدما تحرك 6 من أعضائه لموقع الدار ورؤية آثار الحرق فى جسد الأطفال وكتابة تقرير عن حالة الدار المتردية وسوء الطعام والشراب الذي يُقدم للأطفال . وبناء على ذلك قررت "والى" عزل مجلس الإدارة وتسليم الدار والأولاد للإدارة الجديدة وتعيين مفوض ومديرة ذات خبرة وأعدت ملفات صحية وتقييم نفسي لجميع الأطفال وحولت موظفي الإدارة الاجتماعية المختصة في مديرية الجيزة إلى النيابة الإدارية للقصور في المتابعة. من جانبها قالت الدكتورة رضوى القاضي مستشارة الحماية بمنظمة اليونسكو إن دور الأيتام تحتاج لرعاية ورقابة أفضل مما يحدث الآن.. مطالبة وزيرة التضامن الاجتماعي بضرورة تطبيق القرار الوزاري الخاص بإلزام دور الأيتام والرعاية بتطبيق معايير الجودة وسياسات الحماية حتى يتم تفعيل الرقابة على الأطفال وعدم تركهم فريسة لأصحاب الجمعيات. وأكدت "رضوى" أن الوزارة تعاملت بشكل حرفي فى حالة تعذيب الأطفال بدار أيتام "إشراقة" التى تخضع لإشراف وإدارة زوجة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد ولكن الأمر لا يحتاج التحرك بعد حدوث الكارثة أكثر من العمل على منع الكوارث قبل وقوعها ووجود إصابات فعلية فى الأطفال وتحويل عدد من الأطفال إلى مجرمين أو مرضى نفسيين . وأشادت بتعامل وحدة التدخل السريع مع الأزمة والتحقيق مع المسئولين فى الدار ونقل الأطفال لأماكن آمنة مثل جمعية "الأورمان" ومؤسسة "face " لرعاية الأطفال . وأوضحت أن أطفال دار أيتام "إشراقة" سيستغرقون وقتًا كبيرًا حتى يعالجون نفسيًا موضحة أنهم يحتاجون للدعم الطبى والنفسى بشكل كبير فى هذه المرحلة . من جانبها حاولت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي السيطرة على الأزمة وإحداث نوع من الرقابة على دور الأيتام وقامت بزيارة مفاجئة لدار إنقاذ الطفولة بعين شمس بمساعدة عدد من نواب دائرة عين شمس وهم محمد الكومي وثروت بخيت ويسري الأسيوطي.