ألقت أجهزة الأمن بالجيزة، القبض على عمرو أحمد زكى، مدير دار أيتام «إشراقة» السابق، المملوكة لنجد محمد خميس، زوجة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، بعد أن ثبت تورطه فى تعذيب 16 طفلاً أثناء عمله مديراً للدار قبل أن يترك العمل الشهر الماضى. وكشفت التحريات والتحقيقات التى جرت تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن المتهم اعتدى بالضرب على الأطفال بعصا خشبية لعدم تنفيذ كلامه. وأوضحت التحريات أن المتهم، حاول التعدى الجنسى على طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، لكن حارس الدار تصدى له، لافتاً إلى أن مدير الدار يعمل بها منذ عام ونصف العام، ثم تم طرده، قبل الاستعانة به من جديد لمدة 4 أشهر، لكنه ترك العمل فى شهر يناير الماضى لتكرار تعديه بالضرب وتعذيبه للأطفال. واستمع إيهاب العوضي، مدير نيابة أكتوبر أول، لأقوال أعضاء لجنة التضامن الاجتماعي، المشكلة لفحص دار رعاية «إشراقة» للأيتام، للتأكد من واقعة تعذيب الأطفال، وقرر أعضاء اللجنة الستة أنهم فحصوا الدار، ووجدوا مخالفات فى التهوية والإضاءة وسوء الطعام والشراب الذى يتم تقديمه للأطفال نزلاء الدار، بالإضافة إلى صحة أقوال الأطفال بوجود آثار تعذيب على أجسادهم. كما استمعت النيابة برئاسة المستشار محمد يسري، رئيس نيابة أكتوبر أول، لأقوال بعض العاملين والذين أكدوا أنهم وجهوا بعض الشكوى للمسئولين من قبل، مؤكدين أنهم لاحظوا بعض الاعتداءات الجنسية والبدنية على النزلاء المتواجدين بالدار، وأيضاً قدموا فى شكواهم من الإضاءة بالدار، فضلاً عن أن الطعام غير مناسب للنزلاء. كما استمعت النيابة إلى أقوال 6 أطفال من المجنى عليهم، والذين أكدوا أنهم تعرضوا للتعذيب البدني، والاعتداء الجنسى من المشرفين على الدار، مشيرين إلى أن مدير الدار «عمرو زكى»، كان يضربهم دائماً بعصا خشبية ، كما أنه كان يحرقهم بالنار فى أماكن حساسة بأجسادهم وتنتظر النيابة التقرير الطبى الخاص بالضحايا لضمه إلى ملف القضية. وأكد الأطفال المجنى عليهم أمام النيابة، أنهم تعرضوا للاعتداء البدنى عليهم، مشيرين إلى أن الطعام غير جيد، والإضاءة غير ملائمة. وقالت مصادر قضائية، إن أحد الأطفال أصيب بحروق فى العضو الذكرى، إثر تعرضه للتعذيب من قبل مدير الدار، لتبول الطفل على نفسه ليلاً. وتنتظر النيابة تقرير الطب الشرعى الخاص بالضحايا لضمه إلى ملف القضية. كشف أخصائى اجتماعى بدار «إشراقة» لرعاية الأطفال، عن تفاصيل التعدى بالضرب لدرجة التعذيب من قبل 3 مشرفين على الأطفال. وقال الأخصائي، إن المدير السابق واثنين آخرين معهما فتاة سيئة السلوك، اعتادوا ضرب الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم 13 عاماً، وأوضح أن المتهم أحدث عاهة مستديمة لأحد الأطفال نتيجة «لسعه بسكينة سخنة بجوار عضوه الذكرى لتبوله لا إرادياً» ، وأشار إلى أن الفتاة كانت تتعمد إشعال السجائر فى حضور الأطفال، متسببة لهم فى أضرار صحية، علاوة على تعديها بالضرب والسب والشتم عليهم بألفاظ خارجة. انتقلت «الوفد» إلى الدار بمنطقة الثورة الخضراء فى الشيخ زايد للوقوف على تفاصيل الواقعة، والتقت ب«هانى عبدالفتاح» «مدير إدارة الأسرة والطفولة بجمعية الأورمان»، والذى انتدبته وزارة التضامن الاجتماعى بعد المأساة التى شهدتها الدار، حيث أكد أن الدكتورة «غادة والى» وزير التضامن قررت عزل مجلس إدارة الدار، لحين اجتماع الجمعية العمومية، وتشكيل فريق لإدارة الدار، وتابع أن الواقعة بدأت ببلاغ للدكتور «غادة والى» من أحد المتطوعين عن مخالفات الدار وعلى الفور أرسلت فريق تدخل سريع من الوزارة، واصطحبوا الأطفال إلى قسم الشرطة، بعد أن شاهدوا الاعتداءات عليهم، وتم تحرير محضر بالواقعة، مضيفاً أن طفلاً واحداً فقط هو من تم التحرش به من قبل مشرف الدار ولكن تصدى له حارس الدار. وأكد أن الأطفال والبالغ عددهم 17 طفلاً منهم 16 بالدار، وطفل تبنته مديرة الدار «نجد محمد» واصطحبته معها إلى منزلها لتربيته دون أى إجراءات قانونية، مشيراً إلى أن المكان مجهز بشكل جيد، وبه غرف نوم مجهزة كالفنادق، لكن قامت مالكة الدار بإغلاق الغرف ومنع الأطفال من الدخول إليها، مما اضطر النزلاء لفرش مراتب للنوم على الأرض، كما أنه يوجد مطعم مجهز وأيضا مغلق بأمر منها. وأضاف «هانى» أن فريقاً من جمعية الأورمان تولى مسئولية الأطفال، بعد أن قمنا بجلب تبرعات لهم عبارة عن ملابس وألعاب وطعام، كما تم انتداب اخصائيين اجتماعيين لمتابعة الحالة النفسية للأطفال، لأنهم محتاجون إلى تأهيل نفسى، فهم اعتادوا الخروج إلى المنطقة الجبلية المتواجدة بالقرب من الدار للهو على الجبل، مما كان يعرض حياتهم للخطر، كل ذلك فى ظل غياب المسئولين عن الدار. وتابع أن اللجنة المشكلة من وزارة التضامن الاجتماعى، والبالغ عددهم 6 لفحص الدار، بناء على شكوى أحد العاملين بالدار، كشفت عن مخالفات فى التهوية والاضاءة وسوء الطعام والشراب الذى يتم تقديمه للأطفال، بالإضافة إلى وجود آثار تعذيب على أجساد الأطفال، مضيفاً أن زوجة رئيس مجلس الوزراء الأسبق، قامت بشراء قطعة وقامت بعمل «وقف» للأرض أى اتفاق بين وزارتى الأوقاف والتضامن الاجتماعى بأن يكون له حق الوصايات على الدار وفى حالة وفاتها تكون الوصايا لنجلها، وذلك لمنع التدخل فى الشئون الخاصة بالدار. وأمرت هيئة النيابة الإدارية، برئاسة المستشار «على رزق» بفتح تحقيق موسع فى ما تم تداوله على بعض المواقع الاخبارية بتعرض أطفال الدار للتعذيب والضرب على أيدى مشرفى الدار، وحرق العضو الذكرى للطفل. «إهمال.. وعدم إنسانية.. وتقصير واضح» 3 كلمات نطق بها المشرف ليلخص حال أطفال الدار وما تعرضوا له على يد «عمرو زكى» المشرف المسئول عن الدار وذلك قبل تركه العمل فى يناير الماضى. وعلق شريف عبدالله، مسئول الأمن فى الدار، أن مديرة الدار تتصف بالبخل الشديد، حيث إنها تقدم للأطفال كميات قليلة من الطعام، ومنذ أيام طلبت منها مبلغاً من المال لشراء «خبز للأطفال إلا أنها رفضت وقالت له خليهم يأكلوا زلط.. مفيش فلوس»، حينها قمت بالاتصال بإحدى المتبرعات وطالبتها بشراء الخبر للأطفال والتى استجابت على الفور، فقد قمت بتسليم عبوات شيكولاتة وأجهزة تليفزيون حديثة إلى النيابة خلال الإدلاء بأقوالى كانت متواجدة منذ 1990 داخل مكتب مالكة الدار والذى يؤكد أنها كانت تمنع عنهم أى شيء ممكن أن يجعلهم يشعرون بالفرحة، وتحفظت عليه النيابة، فكانت تقوم بتقديم كميات قليلة من الطعام للأطفال على الرغم من أنها قامت بتأجير قطعة أرض مجاورة للدار بمبلغ 20 ألف جنيه فى الشهر، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بالتعدى عليهم بالضرب على أقل الأشياء. وتابع: الدكتورة نجد زوجة رئيس الوزراء الأسبق كانت تأتى الدار مرتين فى الأسبوع لكى تطمئن على المكان فقط وليس الأطفال، وعندما تجد تبرعات تقوم بوضعها داخل مكتبها الخاص الموجود بالدار، حيث إننى قمت بتصوير الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب منذ أكثر من سنة، ولكننى لم أتمكن من الوصول إلى المسئولين إلا بعد أن قام الإعلامى وائل الإبراشى بإذاعة الواقعة على الهواء لتعذيب الأطفال بإحدى دور الأيتام.. حينها طلبت من إحدى المتبرعات مساعدتى لتقديم بلاغ ضد مسئولة الدار، نافيًا ما تم تداوله بشأن حدوث وقائع اعتداء جنسى على الأطفال من قبل المشرفين، وإنما وقع بالفعل تحرش بأحد الأطفال ولكن لم يكن تحرشاً جنسياَ. من جانبه أكدت إحدى المتبرعات أن زوجة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد كانت ترفض دائماً تبرعاتهم للأطفال دون إبداء أى سبب وكانت تتشاجر معهم عندما يحاولون التبرع بالطعام للأطفال، حيث قالت إن الأطفال لا يعرفون شيئاً عن معظم أنواع الطعام فهم لم يروه من قبل، مشيراً إلى أن الشيء الوحيد الذى سمحت به الدكتورة «نجد» هو دهان حوائط الدار والتبرع بسراير وبطاطين فقط.