تشهد جماعة الإخوان الإرهابية حالة من الارتباك، منذ ثورة 30 يونيو والقبض على قياداتها، كان آخرها تفويض محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية صلاحياته لإبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي للجماعة والمقيم في لندن، معلناً أن مسئوليته عن الجماعة انتهت عند هذا الحد. اختيار إبراهيم منير، أحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية بلندن، مرشدًا عامًا للجماعة تعد المرة الأولى في تاريخ الإخوان أن يصبح مرشدها خارج مصر، بعدما هرب إلى لندن منذ ثورة 30 يونيو. أكد "منير" وجود حالة تضارب في الجماعة بعدما أوضح أن محمود عزت القائم بأعمال المرشد ما زال قائمًا بمهامه ولم يتغير، رغم إعلان الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، وعضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، أنَّ "منير" أصبح مرشدًا عامًا للجماعة. حُكم علي "منير" بالأشغال الشاقة 10 أعوام في قضية إحياء تنظيم الإخوان عام 1965 وكان عمره وقتها 28 عامًا، وفي 26 يوليو 2012 أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي عفوًا عامًا عنه. اختارته الجماعة لتأسيس عدد من المراكز الإسلامية والجمعيات والشركات في الخليج، لتكون ستارًا لعمل التنظيم وتكون حامية لهم ولتواجدهم، وتقدم بطلب للجوء السياسي إلى بريطانيا وبعد خمس أعوام تمت الموافقة على طلبه. ظهر عدم انتمائه لبلده مصر، وأنّه يبحث فقط عن مصالح جماعته من خلال هجومه الدائم على القاهرة التي وصفها بأنها تضطهد المسلمين، وفي المقابل مجَّد بريطانيا قائلًا إنها تُعد كعبة المظلومين، لما تتيحه من حرية لهم، لاسيما قوله إنه بريطانيا لا تتخذ أي إجراءات ضد جماعة الإخوان. لم يختلف "منير" كثيرًا عن الذين يريدون إسقاط الدولة المصرية، فدعا مجلس العموم البريطاني إلى التدخل في الشأن المصري والهجوم عليها بحجة أنها تشهد كمًا هائلًا من الكوارث، وتفتقد لوجود حرية الرأي وأن النظام الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لن يستمر في الحكم إلا بمزيد من ارتكاب جرائم والقمع، وطالب بريطانيا السماح لقيادات الإخوان بالانضمام لمناقشة مفتوحة حول مصر في اجتماع المجلس. تصريحاته أظهرت تناقض جماعة الإخوان، إذ زعم أن المرأة يمكن أن تترأس حزباً سياسياً حال انتخابها، رغم اعتراضات قواعد الإخوان على تولي المرأة وظائف قيادات داخل الجماعة. . "الإخوان تعتبر نفسها طريقة صوفية".. بتلك الكلمات حاول "منير" إنقاذ الجماعة مما تغرق فيه من حالة ضياع، فزعم خلال اجتماعًا بقيادات بريطانية أنَّ الإخوان جماعة دينية وسطية وأنَّ ليس لديهم قيادة دائمة، وأن العضو العامل بالجماعة يؤدى قسمًا مشابه تمامًا لما تفعله كل الجماعات الصوفية فى مصر، زاعمًا أن هذا تقليد موجود منذ حوالى 200 عام مضى. هاجم إبراهيم منير المولود في مصر عام 1937 الجماعة الإسلامية خلال اجتماع اللجنة الخاصة في مجلس العموم البريطاني حول الإسلام السياسي، وقال إن العنف سبيلها للتعبير عن موقفها مما أحدث حالة من التراشق بين قيادات الجماعتين.