كوكب الشرق أم كلثوم قامة عالية بحيث لا يخطر على بال أي من المطربين منافستها الا ربما الموسيقار محمد عبد الوهاب لفترة من الزمن انتهت سريعا بانتقال الأستاذ من مطرب الملوك والأمراء الى موسيقار الأجيال وبالتالي خرج من منافسة الطرب ليتربع على عرش التلحين بلا منافس ليلتقي فوق السحاب مع أم كلثوم في لقاء تأخر كثيراً في فبراير عام 1964 و أغنية أنت عمري بناء على طلب شخصي من الرئيس جمال عبد الناصر ... ومرت الأشهر وجمهور كوكب الشرق العريض ينتظر اللقاء الثاني بين الست والاستاذ خاصة وان لحن أنت عمري فتح شهية بقية ملحني كوكب الشرق للإبداع .. وجاء حفل عيد الثورة المشهود الذي يحضره في العادة الرئيس عبد الناصر وكبار رجال الدولة ومن تبقى في الضوء من الضباط الأحرار وايضا الضيوف العرب والأجانب وكان على رأسهم هذا العام الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا وايضا لأول مره في مصر الايقونة الثورية شي جيفارا .... أما أم كلثوم فقد أعدت لهذا الحفل قصيدة تغنيها لأول مره على المسرح .... قصيدة على باب مصر للشاعر كامل الشناوي ومن ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب في ثان لقاء بينهما.. فكان الحدث وكان الترقب والإنتظار ... وكان ان طلبت أم كلثوم تقديم وصلتها هذا العام لتكون قبل وصلة عبد الحليم حافظ بدلا أن تكون مسك الختام كما تعودت دائماً وصعدت السيدة أم كلثوم على المسرح وتملك منها الوجد والطرب فانطلقت والجمهور يستزيد وهى تعيد .. حتى تلاشى عامل الزمن فلم يشعر أحد بالساعات وهى تنقضي الا عبد الحليم .. وحين حيت أم كلثوم جمهورها الرئاسي وانصرفت الى الكواليس أمسك عبد الحليم بالمايكروفون ليحي الحضور ويعاتب كوكب الشرق والاستاذ معا حيث قال ان منتهى الجرأة ان يغني احد بعد أم كلثوم وان السيده أم كلثوم والاستاذ عبد الوهاب اصروا أن اختم الحفل وانه لشرف كبير ولكن لا أدري ان كان هذا شرف لي أم مقلب !! ومرت الكلمات بردا وسلام على عبد الوهاب فهو كان أدرى بشخصية عبد الحليم وصداقته له جعلت الامر يتوقف عند حدود الكلمه أما ام كلثوم فقد إعتبرت الكلمة إهانة لا تغتفر و دخلت في مرحلة من القطيعة الشخصية مع عبد الحليم وتبعها مناوشات هنا وهناك لن نسترسل في ذكرها