أزمة حادة تعيشها إسرائيل بعد الحديث حول سعى مجموعات من المستوطنين إقامة دولة تقيم الشريعة اليهودية في الضفة الغربية. وتناولت مصادر إعلامية عبرية معلومات توصلت إليها شرطة الاحتلال بعد إجراء العديد من التحقيقات، لا سيما بعد حرق كنيسة في منطقة طبريا في فلسطينالمحتلة عام 1948، تؤكد نوايا هذه المجموعات. ونقلت المصادر أن شرطة الاحتلال بدأت تلاحظ هذا التغيير الأيدولوجي في خط سير هذه المجموعات التي تعرف باسم "فتية التلال" أو مجموعات "تدفيع الثمن" مطلع العام الجاري، واقتناعها أن عمليات حرق المساجد والكنائس لم تعد تجدي نفعاً. وذهبت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى تأكيد أن هذه المجموعات لديها خطة "أكثر طموحاً"، وتتمثل أساساً بتقويض الاستقرار في إسرائيل من أجل تنفيذ انقلاب في الحكم وإقامة نظام جديد يستند إلى الشريعة اليهودية. ويرى الباحث المقدسي حسام عابد أن هناك اتصالاً فكرياً أيدولوجيا بين كل مجموعات المستوطنين الإرهابية التي تعمل في الضفة الغربية والقدس والأرض المحتلة عام 1948، وأنها كلها تصب إلى نفس الهدف وهو تطبيق الشريعة اليهودية. وقال عابد في تصريحات صحفية "بدأت هذه المجموعات العمل قبل سنوات في كل فلسطين، احتجوا على العمال العرب الذين يصادقون اليهوديات في المتاجر، وسيروا مظاهرات احتجاجاً على زواج العرب من يهوديات". وأضاف أن "هذه المجموعات تنشط في عدة مجالات لا سيما في موضوع العرب واليهود وعدم الاختلاط وعدم الزواج ويطلق المستوطنون على أنفسهم أسم مجموعة "لاهافاه"، إلى جانب اقتحام الأقصى والاعتداءات في الضفة الغربية". وكشف عابد أن التحقيقات التي أجرتها شرطة الاحتلال في أعقاب حرق الإرهاب اليهودي لكنيسة الطابغة قرب طبريا توصلت إلى وثائق ومستندات تبين الهدف الذي يسعى المستوطنون للوصول إليه جراء هذه الأعمال الارهابية. وأضاف أن هذه الأفكار تهدف إلى إقامة دولة لليهود في الضفة الغربية، مملكة يهودية بملك يهودي، يحكم بالشريعة اليهودية، والانشقاق عن دولة إسرائيل، أو الأقل التمتع بحكم ذاتي في المستوطنات التي يسيطر عليها هؤلاء الشبان. وأشار عابد إلى أن أبرز الداعمين لهذه التوجهات هو الإرهابي يهودا جليك، والمتطرف بنتسي غوفشتاين، وحفيد الحاخام اليهودي المتطرف مئير كهانا، وتتركز أنشطة هذه المجموعات في شمال الضفة الغربية حيث تتكثف اعتداءاتهم على القرى المحيطة. ورأى أن اختيارهم لمنطقة شمال الضفة الغربية نابع من وجود معظم قيادات المجموعات المتطرفة في هذه المستوطنات هناك، إلى جانب قرب هذه المستوطنات من منطقة مركز إسرائيل، إلى جانب موقع المستوطنات على الجبال والتلال العالية. ورجح عابد أن تحمل الأيام القادمة مزيداً من التصعيد في ظل تزايد الأعمال الإرهابية للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس، لافتاً إلى دعوات أطلقها رئيس حركة "لاهفافاه" المتطرفة، بنتسي غوفشتاين، دعا فيها طلبة المعاهد الدينية إلى إحراق الكنائس.