منطقة أبو السعود هي إحدى المناطق العشوائية بمنطقة مصر القديمة حيث تعيش معظم الأسر في غرف وتعاني من الفقر والحاجة كما تنتشر البطالة بين صفوف الشباب مما دفع ببعضهم إلى تعاطي وبيع المخدرات بمنطقة الأكشاك ودفع بالبعض الآخر للمشاركة مع شباب المناطق المجاورة مثل الجيارة وعزبة أبو قرن إلى "تثبيت" وسرقة المارة بطريق صلاح سالم بالمنطقة المقابلة لعشوائية أبو السعود في ظل غياب تام للأمن مما أصبح يشكل تهديدا لأمن وسلامة المواطنين. كما تعاني المنطقة من إهمال المسئولين وغيابهم عن أداء أدوارهم مما أدى لانتشار القمامة بالمكان دون وجود أي آلية للنظافة وذلك على الرغم من تحصيل رسومها على إيصالات الكهرباء . "الموجز" قامت بجولة في المكان لتنقل عن الأهالي شكواهم وآلامهم عسى أن يستمع إليهم أحد. في البداية قال الحاج رمضان محمود إن منطقة ابو السعود هي واحدة من أقدم العشوائيات الموجودة بالقاهرة ومعظم سكانها من الحرفيين الذين يعملون بالمهن المختلفة ورزقهم يوما بيوم.. مشيرا إلى انتشار أكوام القمامة على الرغم من أن الأهالى يدفعون رسوم نظافة على إيصالات الكهرباء إلا أن الأهالي لا يجدون تفعيلا لهذه المنظومة وهذا ما يدفعهم للتخلص منها بشكل فردي بإلقائها على طريق صلاح سالم في المنطقة المواجهة لنا وذلك لإجبار البلدية على تنظيفها حيث يشهد هذا الطريق اهتماما ومرورا دائما من المسئولين . وأضاف: حالي مثل حال معظم الناس هنا اشعر بالظلم وبأنى أقل من الآخرين وبأن حقنا مهضوم فقد كنت أعمل سائقا تاكسي وحالياً على المعاش ومعاشي هو 500 جنيه ولا يوجد لي دخل سواه ولا أستطيع الآن أن أمارس أي عمل بسبب إصابتي بالعديد من الأمراض منها الروماتيزم والخشونة والسمنة المفرطة . وتابع: أنا رجل متزوج ولدى ثلاثة أولاد فماذا سيفعل لي هذا المبلغ وهل سيكفى لأدفع منه إيجار الغرفة والكهرباء والمياه ومصاريف علاجي هذا بالإضافة الى المأكل والمشرب وبكل صراحة لولا مساعدة أولادي لي ما استطعت مواجهة متطلبات الحياة التي ترتفع كل يوم. وقال: أطالب رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بأن ينظر إلى أحوال أصحاب المعاشات في مصر لأننا لدينا أعباء كثيرة ومعظمنا مرضى وننفق أغلب المعاش على العلاج كما لا يوجد صاحب معاش إلا وينفق من معاشه على عاطل أو أكثر داخل الأسرة الواحدة ولذلك فإن زيادة هذه المعاشات لا يخدمنا بشكل فردي ولكن يخدم شريحة كبيرة من المجتمع. وتابع هذا حقنا وهذه أموالنا ونحن نريد العدل لا أكثر ونريد أن نتساوى بالموظفين الذين وضعت لهم الحكومة حد أدنى أم أنهم بشر ونحن بشر آخرين بالعكس فهو قادر على أن يجد عمل آخر يزيد من دخله أما نحن فلا نستطيع القيام بشيء في عمرنا هذا وبصفتى من أصحاب المعاشات أقول ل"محلب" ارحمنا يرحمك ربنا . نصبة شاى بعد انتهاء الحاج يحى محمود من "نصبته" التي يفترشها أمام بيته ويبيع عليها بعض السندوتشات لأهالي ابو السعود عاد الى حجرته التي يسكنها مع زوجته وأولاده ليقضي بها ساعات الليل انتظار لشقاء يوم جديد.. حيث يقول: أبلغ من العمر الآن 58 عاماً ولدى أسرة مكونة من زوجتي وخمسة من الأبناء وليس لي سوى تلك الغرفة التي اعيش فيها معهم وهم يفترشون الأرض ليناموا عليها ويتركون السرير لأنام عليه وحدي لظروف مرضي حيث لا أتحمل أي احتكاك فظهري مصاب وأنا لا أملك سوى تلك النصبة التي أبيع فيها السندوتشات للأهالي ورزقي على الله وما أكسبه بالكاد يكفيني لأقتات منه وغرفتي هي مطبخي وحمامي وحياتنا كلها هنا وكل أمنيتي في الحياة هي شقة لي ولأسرتي نعيش فيها وأراهم وهم ينامون كالبشر باحترام لأدميتهم . وأضاف: البطالة منتشرة بين صفوف الشباب في المنطقة واليأس والإحباط دفع معظمهم إلى تجارة المخدرات أمام أكشاك أبو السعود حيث ينتشر البيع والتعاطي وهذا يجعلني أخاف على زوجتي وبناتي . وتابع إن شباب المنطقة بالإضافة إلى الشباب من عزبة ابو قرن يقومون بتثبيت الناس على الطريق المواجه للمنطقة وعلى طريق صلاح سالم أمام منطقة أبو السعود وهذا كله يحدث في ظل غياب كامل للأمن عن المنطقة ونحن ندرك انشغال الأمن في قضايا خطيرة كالإرهاب ولكن هذه أيضا قضايا مهمة وحياتنا وحياة بناتنا وحمايتهم لها الأولوية ونحن نطالب بإنشاء نقطة نجدة بجوار المركز الطبي لأبو السعود توفر الأمن والأمان في المنطقة وهذا مطلب أساسي يساعدنا على ما نتحمله من أعباء الحياة وهمومها أما أن نشقى ونعيش بلا خدمات حقيقية وأيضا في غياب الأمن ووجود مخاطر على حياتنا فهذا ما لا يتحمله بشر . فقراء ومهمشون بوجهها الشاحب جلست الحاجة نفيسة أحمد السيد على كرسي بإحدى حوارى منطقة أبو السعود وهي تنتظر القدر وما يحمله لها في قادم الأيام فقد تخلى عنها أولادها وتركوها في آخر عمرها بلا سكن ولا مأوى.. تقول الحاجة نفيسة أنا أرملة وعمري الآن 63 سنة وقد توفى عني زوجي عام 1981 وتركنى مع بنتين وولد قمت وسهرت وتعبت على تربيتهم وفي النهاية تركوني وأنا أعذرهم فنحن بسطاء وكنا نسكن في غرفة تزوج ابني فيها أما أنا الآن فأنا وحدي ولا يسأل علي أحد عني ولا دخل لي سوى معاش زوجي وهو 550 جنيها فقط لا غير. وأضافت أنا أعيش هنا ضيفة على أهل المنطقة واعيش مع كل أسرة فترة في غرفة أحدهم فهم أهلي الذين لا أعرف غيرهم الآن وهم كل مالي وأنا لا أستطيع أن أؤجر غرفة بالنظام الجديد لأسكن فيها فدخلي لا يسمح بذلك لأن أقل غرفة في المنطقة بالنظام الجديد ب 600 ، 700 جنيه وهذا غير مقدم 3000 جنيه يتم دفعه في البداية فمن أين أتي بكل هذه المبالغ. وتابعت أنا سيدة كبيرة في السن ومريضة وقد سبق وأن قمت بإجراء عمليتين في القلب لتركيب دعامات قبل ذلك كما إني أعاني من اصابتي بفيروس C فماذا ستفعل ال 550 جنيه في الشهر كيف أعيش منهم وأنا لا أستطيع العمل ولولا مساعدة أهالي المنطقة لي لما وجدت مكان أنام فيه . وتابعت: أناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي نصير الفقراء والغلابة والمهمشين أن يساعدني وأن ينظر إلي حالتي فأنا أعلم أنه يستجيب إلى مطالب الفقراء وأنا أقول له أملي أن أقابلك وأن تخصص لي مكانا أعيش فيه وأقضي فيه آخر أيام عمري فأنا ومع كامل تقديري لجيراني ولكن ما أدري إلى متى يتحملوني فالإنسان ثقيل ولا أريد أن أموت بالشارع فهل تحقق لي أمنيتي وحلمي ياسيادة الرئيس فأنت أملي الأخير . العيش الحاف وقال نادي مرعي طه: كنت عاملا في أحد الأفران وكان مؤّمن علي ولكنى تعرضت لإصابة في عيني أعجزتني فأحالوني الى المعاش بنصف عجز منذ عام 2009 وقيمة هذا المعاش 480 جنيه ادفع منهم إيجار الغرفة التي أسكن فيها بالإضافة الى ايصالات الكهرباء والمياه بما يصل قيمته إلى 200 جنيه ولا يتبقى لي سوى 280 جنيه من المفترض أن أعيش بهم مع أولادي وزوجتي فكيف افعل ذلك . وأضاف أنه طبعا وعلى الرغم من اصابتي بالغضروف في ظهري إلا أني أسعى وأعمل في أي شيئ حينما تسمح حالتي الصحية لكن هذا لا يدوم بسبب ظروفي وظروف السوق فصاحب أي عمل لا يريد سوى الإنسان والعامل السليم الذي يؤدي أعماله بكفاءة وبلا عطلة . وتابع إن الغلاء يحاصرنا من كل جانب وأصبحنا لا نستطيع الحياة وأن أي إجراء تقوم به الدولة لتحصيل أموال لمشاريعها يقابله التجار بزيادة أسعار السلع ولا ندري ماذا نفعل فنحن الضحايا التي لا صوت لها وأنا مثلا أقسم أني وأسرتي لا نأكل اللحم ولا نشتريها سوى من لحمة "الطشت" وأحيانا كثيرة نأكل العيش حاف بسبب الفقر والحاجة . وأكد أن أصحاب البيوت يرغبون في التخلص من ساكنى الغرف لتأجيرها بالنظام الجديد ولا ندري أين نذهب فهل توفر لنا الدولة مآوى نحن سمعنا كثيراً أنهم وضعوا منطقتنا قيد التطوير ولكننا نسمع ذلك من زمان ومن كثرة الكلام وقلة الفعل أصبحنا لا نصدق كلام الحكومة ولن نصدق ذلك حتى نرى ذلك قبل أن نموت . وقالت الشيماء سيد بكري : أنا متزوجة ولي ثلاثة أبناء وزوجي يعمل في المدابغ وغير مؤمن عليه ويوم يعمل وآخر لا ودخله لا يكفينا ولا يكفي إيجار غرفة نعيش فيها فبالكاد يكفي أكلنا وشربنا ولذلك فقد قبلت أن أعمل بوابة بإحدى عمارات المنطقة حتى نحصل على غرفة نعيش فيها ونوفر مصاريف السكن وأنا احصل على 650 جنيه وزوجي يحصل على مثلهم تقريبا وبالكاد نستطيع أن نحيا فالحياة غالية . وأضافت: حلمنا أن يكون لنا شقة نسكن فيها ونعيش فيها فغرفة السلم التي نعيش فيها مساحتها مترين ونصف المتر فكيف أعيش فيها مع أولادي الثلاثة وزوجي ودخلنا لن يسمح لنا أبدا بمجرد الحلم بأن يكون لنا شقة وأملنا أن توفر الحكومة لنا سكن ولو في آخر الدنيا . وتابعت: تعرضت لإصابة في عيني اليمنى أفقدتني البصر فيها تماما وحينما ذهبت للأطباء أخبروني انى يمكن أن أستعيدها بإجراء جراحة تتكلف 10 آلاف جنيه ولكنى لا أستطيع القيام بها ولا تأمين لي وأناشد رئيس الوزراء أن يساعدني على إجرائها وأنا لا أريد أموالاً وإنما أريد إجراء العملية حتى أستعيد نور عيني مرة ثانية . وأكدت أن الفقراء لم يستفيدوا شيئا حتى الآن من الثورة وإنما يزدادون فقراَ لأن الأجور ثابتة والأسعار تزداد كل يوم ولكنهم لا يدرون ماذا يفعلون سوى أن يوفروا ويتنازلوا كل يوم عن جزء من احتياجاتهم الأساسية وأملنا في الحكومة والرئيس كبير ألا ينسى الغلابة ونحن ندعوا له أن ينصره الله وأن ينصفنا .