شرعت مراكز الإقتراع في أوكرانيا اليوم أبوابها لاستقبال الناخبين في أغلبية الأقاليم لانتخاب برلمان جديد. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية عن فتح 32 ألف مركز اقتراع في أوكرانيا و112 مركزا خارج البلاد ستة منها في روسيا وخمسة في ألمانيا بهدف استقبال جميع المواطنين الراغبين في التعبير عن خياراتهم الانتخابية. ويتوقع المراقبون السياسيون أن يكون حجم الإقبال على صناديق الاقتراع كثيفا يتجاوز نسبة الستين في المئة من مجموع الناخبين الذين يزيد عددهم على 33 مليون ناخب. ويخوض 29 حزبا سياسيا عراكا انتخابيا عنيفا لشغل مقاعد البرلمان التي تتوزع مناصفة بين القوائم الحزبية والدوائر ذات المقعد الواحد. وبالرغم من أن عدد مقاعد البرلمان تبلغ 450 مقعدا فإن التنافس يجري على شغل 423 مقعدا فقط بسبب تعذر إجراء الانتخابات في شبه جزيرة القرم وميناء سيفاستوبل التي انضمت إلى روسيا في مارس الماضي واستمرار العمليات الحربية عمليا في الأقاليم الشرقية خاصة في لوجانسك ودونتسك حيث قامت جمهوريات شعبية بإعلان انفصالها عن السلطة المركزية في كييف. ويتنافس 6436 مرشحا على شغل مقاعد البرلمان الذي يتوقع المراقبون أن يكون أكثر راديكالية ومواليا للغرب ومعاديا لروسيا. ووفقا لاستطلاعات الرأي العام في أوكرانيا فإن خمسة أحزاب فقط مرشحة لدخول البرلمان على رأسها تحالف (بوروشينكو) الذي يقوده الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمدعوم من حزب (أودار) بقيادة عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو. ويعد حزب (باتكيفشينا) بقيادة يوليا تيموشينكو من الأحزاب المرشحة لدخول البرلمان بالإضافة إلى الحزب (الراديكالي الديموقراطي الأوكراني) بقيادة أوليج لياشكو وحزب (أوكرانيا القوية) بقيادة سيرجي تيجيبكو و(الجبهة الشعبية) بقيادة رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك. وكانت تطورات الوضع في أوكرانيا أخذت منحى دراماتيكيا في فبراير بعد الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش ولجوئه إلى روسيا. وأخذ البرلمان الذي انتخب ألكسندر تورشينوف رئيسا مؤقتا للبلاد زمام السلطة في يده وقرر إعادة العمل بدستور عام 2004 الذي يقيد صلاحيات الرئيس لصالح السلطة التشريعية. واعتبرت السلطات التنفيذية والتشريعية في شبه جزيرة القرم وميناء سيفاستوبل هذه التطورات في كييف انقلابا على الشرعية وقررت إجراء استفتاء عام في الإقليم حول الاستقلال والإنضمام إلى روسيا. وفي الوقت نفسه ظهرت بوادر حركة تمرد في الأقاليم الشرقية في أوكرانيا وخاصة إقليمي (دونيتسك) و(لوجانسك) اللذين أعلنا استقلالا عن كييف مما مهد الطريق أمام بدء العمليات العسكرية التي أدت حتى الآن إلى مقتل ما يزيد على أربعة آلاف شخص وإصابة آلاف آخرين وتدمير البنية التحتية ولجوء زهاء مليون شخص إلى روسيا.