أشارت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية المبكرة بأوكرانيا إلى فوز البرلماني، رجل الأعمال الثري بيوتر بوروشينكو في الجولة الأولى من الاقتراع. وأكدت لجنة الانتخابات المركزية بعد فرز 50,26 % من الأصوات، تقدم بوروشينكو بنسبة 53,86 %. أما رئيسة الوزراء السابقة، زعيمة حزب "باتكيفشينا" يوليا تيموشينكو فجاءت في المركز الثاني بجمعها 13,10% من الأصوات، حسب النتائج الأولية. وبحصوله على 8,49% جاء زعيم "الحزب الراديكالي" أوليج لاشكو في المرتبة الثالثة. يليه زعيم حزب "الموقف المدني" أناتولي جريتسينكو مع 5.47 % من الأصوات. كما نال سيرجي تياجيبكو القيادي السابق في حزب الأقاليم الحاكم سابقا، تأييد 5.09% من الناخبين، فيما حصل مرشح حزب الأقاليم الرسمي ميخائيل دوبكين على 3.36 % من الأصوات. كما حجز المتطرفان أوليج تياجينبوك ودميتري ياروش المرتبتين الثامنة والتاسعة، بحصولهما على 1،3 % و0،9% على التوالي. وذكرت لجنة الانتخابات أن البيانات الأولية تشير إلى أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 60.55% من الناخبين المسجلين، ولكن ذلك في الدوائر الانتخابية التي جرى فيها التصويت فعلا، علما بأن الانتخابات لم تنجح في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك، حيث أعلن المحتجون المناهضون للسلطة في كييف، حالة التأهب القصوى، ومنعوا فتح مراكز الاقتراع. ولم تتجاوز نسبة المشاركة في الدوائر الانتخابية بمقاطعة دونيتسك 14%، كما لم تعلن اللجنة أية بيانات حول نسبة المشاركة في مقاطعة لوجانسك. كما سجلت نسبة مشاركة متدنية في مقاطعتي أوديسا (46%) وخاركوف (48.9%). وبالرجوع إلى شخصية المرشح الأبرز في هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة بأوكرانيا المتأزمة، فمن الجدير بالذكر أن بيوتر بوروشينكو البالغ من العمر 48 عاما يلقب ب"ملك الشوكولا" لامتلاكه عدة معامل لصنع الشوكولا في كل من كييف وفينيتسيا وماريوبل وكريمينتشوج، وأيضا في روسيا وليتوانيا وهنجاريا، هذا عدا إدارته لشركتي سيارات في أوكرانيا ورئاسته ل"القناة 5" الأوكرانية ، حيث تقدر ثروته ب1،3 مليار دولار. وولد بورشينكو في مدينة بولجراد في مقاطعة أوديسا، ويعتبر أيضا، عدا عن لقبه الاقتصادي "سياسيا من الوزن الثقيل"، حيث تبوأ عدة مناصب سياسية بدءا من سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع وحتى وزير الخارجية، بالإضافة إلى رئيس البنك المركزي ووزير التنمية الاقتصادية. وتلخص برنامجه الانتخابي بالشعار القصير "العيش بشكل جديد" مفاده أن "التغييرات الجذرية ضرورية كما للبلاد ككل، كذلك لكل مواطن على حدة، ولكننا لن نستطيع تغيير أوكرانيا اذا لم نتغير أنفسنا، ولم نغير موقفنا من حياتنا وحياة دولة بأكملها". ووعد ب"ببرمجة كاملة للسلطة" بما فيه إجراء انتخابات برلمانية حتى نهاية العام الجاري وإعلان لامركزية السلطة محليا. أما بالنسبة إلى السياسة الخارجية، فيعتبر بوروشينكو مهمته الأولية هي "الكفاح السياسي والدبلوماسي من أجل إعادة القرم والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية" ، ورئيس الدولة، حسب رأيه "يجب أن يستمع إلى كل منطقة من البلاد". وفي مجال الدفاع، يقترح "ملك الشوكولا" زيادة النفقات على تحديث القوات المسلحة، معتبرا أن تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي "ضمانة إضافية لأمن أوكرانيا في إطار فضاء الأمن الأوروبي المشترك". كما يولي أهمية خاصة لتأمين استقلال أوكرانيا في مجال الطاقة، وتنويع امدادات الغاز في وقت واحد مع تطوير الشركات والصناعات للحد من استهلاك الطاقة. ويؤكد الرئيس الأوكراني المحتمل أهمية الحفاظ على اللغة الأوكرانية لغة رسمية للبلاد، مشددا في نفس الوقت على حق اللغة الروسية، وضمانة التطور الحر لجميع اللغات في البلاد.