استدعت الخارجية المغربية سفير الجزائر لدى الرباط احتجاجا على إطلاق عنصر من الجيش الجزائري النار على 10 مدنيين مغاربة عند الحدود المغربية - الجزائرية يوم أمس معتبرة أنه "تصعيد غير مسبوق". وقال وزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الداخلية المغربي محمد حصاد الليلة الماضية أنه "تم استدعاء السفير الجزائري لإبلاغه إدانة المملكة المغربية واستفساره بشأن هذا السلوك المؤسف الذي استهدف مغاربة مدنيين وأسفر عن إصابة أحدهم بجروح حرجة". وأضاف مزوار أن الأمر يتعلق بتصرف يمس المبادئ الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان وحسن الجوار مؤكدا أن الحكومة المغربية قررت "الرد بحزم على الحادث الذي يتنافى كليا مع قواعد القانون الدولي وحسن الجوار" . ومن جهته شدد وزير داخلية المغرب محمد حصاد على ضرورة توضيح ملابسات هذا الحادث ومحاكمة المسئول عنه داعيا السلطات الجزائرية إلى تحمل مسئوليتها الكاملة. وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث مذكرا بحادث إطلاق الجيش الجزائري النار منتصف فبراير الماضي على مراكز حرس الحدود المغربية. وحذر حصاد في هذا الصدد من الانعكاسات التي يمكن أن تنجم عن استمرار إطلاق النار على مناطق الحدود ومراكز الحراسة فيها وما يمكن أن تؤدي إليه من "أوضاع لا يمكن السيطرة عليها". وتشهد العلاقات المغربية - الجزائرية ارتفاعا في حدة التوتر بسبب قضية الصحراء المغربية في الآونة الأخيرة بسبب الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بشأن قضايا التهريب والمخدرات والجماعات الإرهابية والهجرة السرية والجريمة المنظمة. يذكر أن الحدود البرية المغربية-الجزائرية مغلقة منذ صيف 1994 على خلفية تورط مواطنين جزائريين من جنسيات فرنسية في هجوم استهدف فندق (أطلس- أسني) في مراكش والذي فرض المغرب إثره على الجزائريين الراغبين في زيارة المغرب الحصول على تأشيرة.