من باب الوجاهة الإجتماعية والتشبه بالأجداد خاض الدكتور اليد البدوى شحاته مجال السياة و العمل الحزبى ليتحول من مجرد طبيب صيدلى فى مدينة المنصورة عقب تخرجه من كلية الصيدلة بجامعة الأسكندرية عام 1973إلى رئيس أكبر حزب معارض فى مصر ولم يكن البدوى البالغ من العمر 64 عاماً حيث إنه من مواليد عام 1950 بالمنصورة بمحافظة الغربية رجل سياسة من مطلع شبابه لكنه تعلق بفؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد الذى ساند خاله فى إنتخابات البرلمان عام 1979 إلا أن جدته لأمه كانت على صلة قرابة بالباشا ويبدو أنه كان لها بالغ الفضل فى دخوله إلى حزب الوفد الجديد بعد ذلك بدأ البدوى حياته الحزبية فى عهد رئاسة فؤاد باشا سراج الدين لحزب الوفد عام 1983 أى أنه لم يبدأ العمل الحزبى فى سن مبكرة حيث كان قد تجاوز الثلاثين وكان قد إنتهى عهد الرئيس السادات وبدأ عهد الرئيس الأسبق مبارك وبعد عام واحد من دخوله للوفد خاض البدوى أولى تجاربه الحقيقية فى عالم السياسية بعد خوضه إنتخابات البرلمان على إحدى قوائم الوفد فى الغربية و التى حل عليها فى الترتيب الخامس إلا أن الحظ لم يحالفه ليتكرر الأمر مرة أخرى فى إنتخابات عام 1987هذه المرة على الرغم من أنه جاء على رأس القائمة وبرغم الفشل إلا أنه على البدوى أن يقر بأن لفؤاد باشا سراج الدين بالغ الأثر فيما وصل إليه الان حيث ساعده وسانده فى أن يتدرج فى المناصب داخل الحزب بسرعة غريبة ففى عام 1985 صعد من مجرد عضو عادى بالوفد إلى سكرتير لجنة الوفد بالغربية الأمر الذى أثار أزمة كبيرة وقتها بسبب تجاهل الباشا لقيادات أخرى أقدم منه فى اللجنة وتصعيده على حسابهم وبعد أربع اعوام عينه الباشا عضواً بالهيئة العليا للحزب ليستمر فى موقعه 11 عاماً حتى عام 2000 قبل وفاة الباشا الذى قام بتصعيده أيضاً كأميناً ماعداً للصندوق دون أن يكون قد أثبت كفاءة تذكر فى العمل الحزبى وكان هذا المنصب خطوة جديدة فى حياة البدوى وحفزته ليسعى بعد ذلك لخطوات أخرى كان من بينها تقربه للقيادى الوفدى محمود أباظة الذى كان يشغل منصب رئيس لجنة شباب حزب الوفد فى ذلك الوقت وكان متحالفاً مع الدكتور نعمان جمعة ضد فؤاد بدراوى حفيد الباشا الذذى كان يرى أن الوفد ميراث العائلة عقب وفاة الباشا إلا أن الظروف ساعدت نعمان جمعة فى الفوز بمنصب رئيس الحزب ليصعد حليفه محمود أباظه نائباً له وليصعد أباظة بدوره حليفة البدوى كسكرتير عام مساعد للقطب الوفدى الراحل سعد فخرى عبد النور الذى كان يشغل منصب سكرتير عام الوفد وعقب وفاة عبد النور نجح أباظة فى إقناع جمعة بتصعيد البدوى إلى سكرتير عام الحزب إلا أنه إنقلب على أباظة وتقرب من البدوى الذى كان يعده لن يصبح خلفاً له فى رئاسة الوفد وحاولا معاً إبعاد أباظة عن رئاسة الحزب أو التفكير فيها لينقلب أباظة على جمعة ويخرجه من الوفد بفضيحة مازالت تهز أركان الحزب العريق وتعود المياه مرة أخرى لمجاريها مع البدوى وتشير بعض المصادر الخاصة إلى البدوى كان له يد فى الإطاحة بجمعة وأنه نسق لذلك مع صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى ورئيس مجلس الشورى فى ذلك الوقت لينال منصبه إلا أن الرياح أتت بما لاتشتهى السفن 4 أعوام قضاها البدوى بالقرب من أباظة كسكرتير عام للوفد علماً بأنه كان يجرى إتصالات سرية مع جمعة ويسانده فى موقفه من أباظة وفى الدعاوى القضائية التى رفعها ليعود إلى رئاسة الوفد وقبل ثورة يناير كانت هناك مخاوف من أباظة على خطة توريث جمال مبارك فى الحكم فبدأ التخطيط للإطاحة به وهو ماكان فى إنتخابات الوفد عام 2010 التى إستخدم فيها البدوى سلاح المال لينال رئاسة الحزب ويبعد منافسه عنه بشكل تام ووبعد الإطاحة بأباظة لم يكن أمام البدوى من أعداء سوى فؤاد بدراوى حفيد الباشا الذى إستطاع إستقطابه لصالحه فى الإنتخابات الأولى التى خاضها على رئاسة الحزب ليجده منافساً وحيداً له ومطالباً بحقه فى رئاسة حزبه جده فى الإنتخابات الأخيرة وفى ظروف مريبة لم تنتهى تداعياتها حتى الآن فاز البدوى بمنصب رئيس الحزب للمرة الثانية فى الإنتخابات التى أجريت مطلع العام الحالى على رئاسة الوفد بفارق 209 صوت لتخرج لجنة الإشراف على الإنتخابات بعد ذلك معلنة بطلان النتيجة بسبب بعض التلاعب فى الصناديق الأمر الذى أدى إلى إنشقاق بدراوى عن الوفد وخوضه حرباً شرسة ضد البدوى قضى البدوى حوالى ثلاثين عاماً من عمره وربما أكثر دون أى إنجاز سياسى يذكر لكنه إستطاع أن يحرز رقماً قياسياً فى عقد الصفقات و التربيطات من أجل مصالح خاصة والآن يقوم البدوى بدور جديد من خلال رئاسته لتحالف الوفد المصرى الذى دعى إليه ليضم عدداً من الأحزاب السياسية إستعداداً لأن يخوض حزبه الإنتخابات البرلمانية المقبلة وكان يساعد عمرو موسى فى إنجاح تحالف الأمة المصرية لكن مساعداته ذهبت هباء ولم يكتمل التحالف