رغم براءة ملامحها إلّا أنها تختار دائمًا الأدوار الجريئة، عشقت الشاشة الفضية فصنعت لنفسها مساحة خاصة مع جمهورها وأثبتت أنها قادرة على تجسيد الشخصيات كافة. ريم البارودي.. تعشق دائمًا المغامرة وتهتم بتفاصيل العمل التي تشارك فيه، ورغم ظهورها القليل أثرت بأدوارها المحورية سواء في التليفزيون أو السينما في الجمهور فأصبحت في مصاف النجوم الكبار. أقاويل كثيرة ترددت مؤخرًا عن دخول ريم في حالة اكتئاب شديدة دون أن يعرف أحد سببًا واحدًا لها.. في نص الحوار التالي نتعرف عن أسباب الاكتئاب وكيف خرجت منه؟ وكذا نستفيض في الحديث عن أعمالها الأخيرة والمقبلة ،،، خلال السطور التالية. ** نبدأ من حيث انتهيتِ.. كيف تم ترشيحك لفيلم "سالم أبو أخته" أمام محمد رجب؟ بصراحة شديدة الفنان محمد رجب هو الذي رشحني لهذا الدور في الفيلم ومعه المنتج أحمد السبكي، وسعدت جدًا بذلك لأنني قمت بتجسيد شخصية "دولت" وهي مِعلّمة في إحدى الحارات الشعبية.. واعتبر هذا الدور مميز ومختلف عن باقي الأدوار التي قمت بتجسيدها من قبل، ورغم نجاح الفيلم بصفة عامة ودوري على وجه التحديد إلّا أنه سبب أزمات كبيرة. ** ما هي تلك الأزمات ؟ المنتج أحمد السبكي كسر فرحتي، بعد وضع اسمي على أفيش الفيلم بشكل سيئ، رغم أنني كنت ملتزمة لأبعد حد في أيام التصوير المختلفة، فكنا نصور لأكثر من 20 ساعة يوميًا وانتهينا من الفيلم كاملًا في 14 يومًا فقط، والحقيقة الفنان محمد رجب كان يشجعني كثيرًا ويشكرني على أدائي المميز في كل مشهد ويقول لي "اعملي اللي انت عاوزاه" سواء في تعديل مشهد أو ابداء أي ملاحظات على السيناريو، لكنني صُدمت جدًا حينما وجدت نفسي بهذا الشكل الظالم والقاسي على الأفيش، وتحدثت إلى السبكي وأخبرته باعتراضي ورد علّي بمنتهي القسوة "هو ده اللي عندي" وعاملني على أساس أنني ممثلة مغمورة لا يعرفني أحد، ثم اتصلت بالمخرج محمد حمدي لأخبره بهذا الأمر فقال لي "معاك حق" بعدها عشت حالة نفسية صعبة لفترة طويلة وقررت الابتعاد عن الفن والتمثيل لفترة حتى أتخلص من هذه الصدمة القاسية. ** ألم تخشين من تقديم دور "مِعلّمة" في فيلم شعبي ؟ دائمًا أحب التنّوع في أدواري، وهذا أكثر ما يميزني عن غيري، وبالفعل كنت متخوفة في بداية العمل من رد فعل الجمهور، لكنني اجتهدت كثيرًا في دراسة الشخصية حتى يخرج الدور بشكل جيد ومقبول والحمد لله نال إعجاب فئات الجمهور المختلفة. ** ولماذا قررتِ التزام الصمت قبل طرح الفيلم بدور العرض ؟ هذا أمر طبيعي لأنني أرفض افتعال الأزمات بأي حال من الأحوال، وحتى لا يقال عنّي أنني "بتاعت شو وبروباجندا" على حساب الفيلم، لكن الآن وبعد نجاح الفيلم لن أهدأ حتى يعود لي حقي، خاصة أنني لي رصيد فني وأدوار كثيرة مميزة وأنا "مش كومبارش" كما ردد السبكي أو فكر في ذلك. ** هل موقفك من السبكي يؤكد عدم رضائك عن دور المِعلّمة دولت؟ بالطبع لا.. فأنا راضية تمام الرضى عن دوري في الفيلم وعن الفيلم بشكل عام، خاصة أنه مميز ولا يخدش الحياء العام ويحكي قصة صعود شاب من القاع إلى القمة وهي قصص يفضلها الجمهور ويتعايش معها، كما أرى أن الجمهور وتعليقه الإيجابي على دوري يعد رد اعتبار لي وعوضني عما حدث معي ولذا أشكره على أنه السبب الرئيسي الذي جعلني استعيد الثقة مرة أخرى بنفسي بعد أن فقدتها بسبب ما فعله السبكي. ** تردد أن الفنان سعد الصغير تدخّل لحل الأزمة مع السبكي ؟ هذا حقيقي.. لكن محاولته فشلت، وأنا أشكره كثيرًا على وقوفه بجواري في هذه المحنة، وما أحزنني أكثر الطريقة التي تعامل بها السبكي والتي أشرعتني بأنني مجرد ممثلة مغمورة لا شأن لها ولا وزن فني. ** تم ترشيحك لأداء دورك في "سالم أبو أخته" بعد اعتذار الفنانة مي سليم.. هل أزعجك ذلك؟ اطلاقًا.. لم يزعجني ذلك لأن هذه الأدوار قسمة ونصيب، فأنا اعتذرت مؤخرًا عن بطولة مسلسل "كيد الحموات" مع المخرج أحمد صقر، لآن تركيبتي الشكلية كانت بعيدة تمامًا عن هذا الدور فتم التعقاد مع مي سليم للعب الدور، ولهذا فإن مسألة الاعتذارات والموافقات عادية جدًا في الأعمال الفنية وفي أحيان كثيرة تكون خارجة عن إرادة الفنان. ** وهل صحيح أن الفنانة "مي عز الدين" هي التي اقنعتك بمشاركتها البطوله فى "دلع البنات" ؟ صحيح.. "مي" هي سبب خروجي من حالة الاكتئاب التي سببها السبكي لي، ففي بداية الأمر تحدث معي المنتج محمود شميس وطلب منّي المشاركة في مسلسل "دلع البنات" لكني اعتذرت له بسبب حالتي النفسية السيئة، لكنه أصر وأقنعني بقراءة السيناريو أولًا ثم اتخاذ القرار وقال لي "اقري السيناريو كويس.. دورك هيبقى مفاجأة ليكي وللجمهور"، قم تحدثت معي الفنانة الجميلة مي عز الدين لتقنعني بالدور وبالفعل اقتنعت وسعدت جدصا بمشاركتها للعام الثاني على التوالي في عمل رمضاني بعد مسلسل "الشك" وهي بالفعل فنانة محترمة للغاية واعتبرها أخت لي وصديقة مقرّبة. ** وما طبيعة دورك في المسلسل ؟ دوري في "دلع البنات" سيكون مفاجأة لجمهوري، فسوف أقدّم شخصية شعبية لم أقدّمها من قبل، شخصية البنت الشعبية لكن باداء وتفاصيل مختلفة تمامًا، وأتمنى أن تنال اعجاب الجمهور في رمضان المقبل. ** وماذا عن أعمالك السينمائية المقبلة ؟ حاليًا أدرس مشروعات سينمائية جديدة، ولكنني لم استقر بعد على أي منها لأنني لا زلت أعاني الاكتئاب بتجربتي المريرة في فيلم "سالم أبو أخته" ** برأيك.. هل سيكون الموسم الرمضاني أقوى من الماضي ؟ بالطبع سيكون أقوى بكثير لآن هناك أعمال كثيرة ستكوت مفاجأة للجمهور، فضلًا عن أن عدد من النجوك الكبار يدخلون المنافسة بأعمال مميزة ودراما قوية، وسيؤكد ذلك أمام كل المشككين على حجم مصر الفني وريادتها لهذا المجال. ** ماذا تتمنى ريم البارودي خلال الفترة المقبلة ؟ أتمنى أن يعم الاستقرار مصر بعد حالة التدهور التي شاهدناها منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، والأهم من ذلك كله العمل بجديه وبضمير والوقوف في مصاف الدولة لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، أمّا على المستوى الشخصي فأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور وأن استرد حقي المسلوب من المنتج أحمد السبكي.