قالت مصادر أمنية إن اجهزة سيادية تمتلك أدلة على وجود دور تخريبي في سيناء لكل من قطروإيران والإخوان، وأن ذلك يتم تحت أعين المسؤولين الأميركيين. وأكدت المصادر أن قيادات للتنظيمات المتشددة ممن تم اعتقالهم كشفوا عن أن سيناء تحولت إلى بؤرة للتآمر على استقرار مصر، وأن ذلك يتم في سياق خطة ثلاثية يتم تنفيذها بواسطة حماس التي تحتضن المسلحين الفارين من مصر، وتتولى تدريبهم وتتلقى أموالا وأسلحة للقيام بهذه المهمة. وكشفت المصادر ذاتها عن وجود شبكات مالية وتسليحية، ولقاءات سرية بين الأطراف المعنية في أكثر من مدينة لبلورة الخطة. وقال مراقبون إن هذه الحقائق تؤكد طبيعة تنظيم الإخوان واندراجه في خدمة أجندات أجنبية تبدو في الظاهر متناقضة. وفي هذا السياق، أكد محمود كمال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية " أن قيادات التنظيم الدولي بدأت تنقل مقر إقامتها من قطر إلى طهران بمعرفة الأميركيين، وأن وجود الإخوان في إيران يجعل من الجماعة ورقة ضغط في يد طهران على دول الخليج، حتى تراجع مساعداتها لمصر. وأشار إلى أن المخطط، كان يهدف إلى إحداث صدام مباشر بين الشيعة والسنة في المنطقة، وعندما سقط نظام الإخوان قامت أميركا بتبديل المخطط وسارت في خطين متوازيين، الأول استخدام قطر في الدعم المادي لهذه التنظيمات، والثاني استبدال التيار السني بالتيار الشيعي للضغط على دول الخليج التي دعمت التغيير الحاصل في مصر بعد الثالث من يوليو. أما عن مصلحة إيران في دعم الإرهابيين في سيناء، فأشار كمال إلى أن طهران تسعى إلى تهديد إسرائيل كورقة ضغط ضد أميركا في مفاوضاتها معها، مشيرا إلى أن استمرار الوضع بسيناء له تأثير على الوضع السوري، وسيخفف الضغوط عن بشار الأسد. وكشفت المصادرعن أن هناك 36 ضابطا من قوات الحرس الثوري الإيراني موجودون على الحدود بين مصر وغزة، ويتسربون حسب الضرورة داخل سيناء من خلال الأنفاق. وأوضحت أن الإيرانيين الموجودين في غزة، خبراء في صناعة المفرقعات والمواد المتفجرة وأنهم يعملون على إمداد الجماعات التكفيرية المسلحة في سيناء، بكل ما تحتاجه. وأكد الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة "أن عناصر المخابرات الإيرانية نشطة في المنطقة الواقعة بين مصر وغزة وتم ضبط أكثر من صفقة سلاح قادمة لغزة عبر السودان". وقال عكاشة إن المخابرات الإيرانية تقدم الدعم لحماس لتتولى بدورها تدريب الجهاديين على أعمال تخريبية بسيناء ومدهم بالأسلحة". وأشار إلى أن هناك تحالفا أميركيا إيرانيا إخوانيا يسعي إلى إعادة الجماعة إلى واجهة المشهد السياسي المصري في مواجهة التحالف المصري الخليجي الذي يسعي إلى مكافحة الإخوان والجماعات المتحالفة معها. من جانبه أكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية الأسبق أن إيران تدعم حركة حماس من أجل القيام بدور في الشرق الأوسط عبر بوابة القضية الفلسطينية، مؤكدا أن حماس تنقل الدعم الإيراني للتكفيريين على الحدود المصرية مع غزة. وأشار إلى أن التقارب الإيراني الأميركي يكمن في رغبة واشنطن في إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط عن طريق إيران التي تستعين بالإخوان كورقة ضغط على دول الخليج ومصر. بالتوازي، يؤكد الخبراء أن هناك دعما إيرانيا كبيرا للمنظمات الإرهابية بسيناء، لافتا إلى أن طهران تقدم الدعم المالي واللوجيستي لهذه التنظيمات. ويستبعد خبراء أن يكون للتحالف بين الدوحةوطهرانوواشنطن أي دور في تحقيق أي تغيير على أرض الواقع في ظل التفاف الشارع المصري حول ثورة 30 يونيو، وخاصة في ظل الدعم الخليجي لمصر بما يقطع الطريق على الابتزاز من بوابة المساعدات.