تزوجت مرتين ولديها 5 أولاد.. وأول امرأة مسلمة تتولي هذا المنصب ترفض عنف الإخوان وتري في وجودهم علي الأراضي البريطانية حائلا دون تعيين المسلمين في المناصب العليا تلقب بأقوي امرأة مسلمة في بريطانيا وتجري اتصالات دولية للقضاء علي "الإسلاموفوبيا" في العالم في الوقت الذي تحتضن فيه بريطانيا أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الفارين من القاهرة.. ومنها تحاك المؤامرات حيث إن مكتب الجماعة في لندن يعد هو الأكثر نشاطا حاليا.. هناك من يرفض هذا ويخطط بكل قوة لطرد هذه القيادات من إنجلترا باعتبار أن وجودها يمثل خطرا علي الإسلام نفسه.. يأتي علي رأس هؤلاء سعيدة وارسي وزيرة شئون الأديان والجاليات في بريطانيا والتي ترفض عنف الإسلاميين بشكل عام وما يقوم به أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أحداث عنف في مصر بشكل خاص.. "وارسي" تري في وجود الإخوان علي الأراضي الإنجليزية أمرا يهدد حلمها بحصول الإسلاميين علي مقاعد بالبرلمان والحكومة. وترفض "وارسي" التدخل في الشأن المصري وأن يكون لبلادها أي دور فيما يحدث بالقاهرة، حيث قالت: إنه من المهم ألا تظهر بريطانيا الآن وكأنها تحدد للشعب المصري ما يجب فعله لحل الأزمة الحالية التي تتعرض لها البلاد. وأضافت، في ردها علي سؤال في مجلس اللوردات حول التطورات في مصر، أن بلادها بالفعل تشارك في المساعي لحل الأزمة في مصر خلال سفير بريطانيا في القاهرة، والمهم فقط ألا يبدو كمتدخل في التطورات هناك، وكما لو كنا نقول للشعب المصري ما عليه فعله لحل هذه الأزمة. وكان زعيم حزب العمال في مجلس اللوردات ترايزمان، قد اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بالاكتفاء بإرسال تعليق علي موقعه علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ولم يسع للتعامل مع المسئولين في مصر حول التطورات الجارية الآن. وتري سعيدة وارسي أن العنف الطائفي ليس قدر المجتمعات متعددة الأديان مثل بريطانيا، مشيرة إلي أن الإسلام لا يبرر العنف ولا يدعو إليه بل يهدف إلي ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الجميع. وتري أن أولوياتها يجب أن تكون نشر الحرية الدينية وحماية حقوق الإنسان في اعتناق أي ديانة يريدونها، لأن هذا الأمر يعمل علي إنشاء مجتمعات أكثر عدلا وتقدما. مؤكدة أنها تقف إلي جوار المسلمين المعتدلين وتحاول الاتصال ببعض المنظمات الإسلامية لاتخاذ خطوات من شأنها القضاء علي ظاهرة الإسلاموفوبيا التي بدأت تنتشر في المجتمعات الغربية بعد انتهاج بعض الحركات الإسلامية العنف. وانتقدت وارسي اضطهاد بعض الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط للمسيحيين مثلما حدث من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 30 يونية موضحة أن هذا الأمر يعد كارثة عالمية مأساوية تتطلب ردا دوليا حاسما بالضغط علي السلطات لحماية الأقليات الدينية دون إشعارها بالتدخل في شئونها. وكانت وارسي قد عبرت عن غضبها الشديد عقب الهجوم المسلح الذي استهدف حفل زفاف قبطي في مصر خلال الفترة الماضية، معتبرة أنه مثال للاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون نتيجة تحريض دين ضد آخر وطائفة ضد أخري. وأضافت وارسي : أن تكون مسيحيا في أجزاء معينة من العالم اليوم يعني تعريض حياتك للخطر، فمن قارة إلي قارة يواجه المسيحيون التمييز والتعذيب وحتي القتل دون محاكمات وفقا لقولها، هكذا ببساطة بسبب الدين الذي اتبعوه. مؤكدة أن الإرهابيين يستهدفون المسيحيين في الشرق الأوسط، وبات ينظر إليهم بوصفهم قادمين جدد أو عملاء للغرب علي الرغم من استقرارهم في هذه المناطق لقرون. وفي رأي وارسي تمثل العقيدة الخطوط العريضة للصراع الحديث وهو أمر زادت حدته في الفترة الأخيرة، ما يشكل خطرا علي العالم كله. وحاولت التوضيح أن الجماعات الإرهابية ليس هدفها فقط هو نصرة الإسلام، حيث أن كل هذا العدد من الوفيات حول العالم بسبب المتشددين هدفه زعزعة الاستقرار في المجتمعات والدول، لكنهم يستخدمون الدين كغطاء لهم وهذا الأمر يظهر مدي عمق وخطورة المشكلة التي يجب التعامل معها علي الفور. وتنتقد وارسي أيضا النظرة التكفيرية التي تجتاح العالم ولاسيما مصر حيث تشير بعض الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين وأنصارها إلي أنها تمثل الدين وتعمل علي تكفير الجانب الآخر، وتقول الوزيرة البريطانية : إن هذا الأمر يتنافي مع النهج الإسلامي القائم علي الاختلاف، لكن ما يحدث الآن هو انشغال من يصفون أنفسهم بأنهم مسلمون بمعتقدات الآخرين. وكانت وارسي قد تعرضت لهجوم منذ عدة سنوات من قبل إسلاميين رأوا أنها مسلمة غير صالحة بسبب عدم رضائهم عن سلوكها السياسي، والأكثر من ذلك كانوا غير راضين عن ظهورها في العلن دون تغطية وجهها،ومن هنا تري أن إدخال الخلاف السياسي في الأمور الدينية يترك المجتمع عرضة لعنف المتطرفين الذين يبررون عنفهم باسم الله، وهذه سلبية خطيرة لاستغلال القوي السياسية السلبية لهذه الخلافات التي لا علاقة لها بالدين، وهو الأمر الذي يكون أكثر ضررا حينما يتساوي هذا الاختلاف مع الجنسية أو الولاء للبلد، والوزيرة البريطانية بذلك تكون قد وضعت يدها علي ما يحدث علي الساحة المصرية حيث خلط السياسة بالدين وتغليب فكرة الخلافة علي الوطن. وأكدت وارسي أنها تدرك حقيقة ما يحدث في دول الربيع العربي، حيث تعتقد أن العنف لا يقتصر علي الإسلام، وأنها تعلم جيدا ما يحدث حينما تستغل الانشقاقات الدينية كوسيلة لإحداث مشكلات سياسية. وعلي مدار عقود، أصبحت الانشقاقات في الصراع التاريخي في أيرلندا الشمالية تتوافق مع الاختلاف الديني؛ ويقصد به ما بين البروتستانت والكاثوليك، وقد أُزهقت خلال تلك الفترة أرواح كثيرة، وبقيت المشكلات وما تخلفه من أضرار. وتؤمن وارسي بأنه علي أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا الانخراط في العمل السياسي البرلماني والترشح في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل القيام بدور أكبر في البلد الذي يعيشون فيه وكي لا يشعروا بالتهميش، وتقول إن سبب الفشل في ذلك غياب التنظيم في هذا الشأن لدي العرب في بريطانيا ووجوده لدي اليهود البريطانيين. وكونها حاصلة علي الجنسية البريطانية لم يبعدها هذا عن مساندة قضايا الدول الإسلامية حيث تري أنه علي بريطانيا معالجة القضية الفلسطينية بعدالة لأنها هي الدولة المسئولة عن حدوثها، لتتجنب حالات الاحتقان وإحساس المسلمين ب "الضيم" فيما يتعلق بهذه القضية وموقف بريطانيا منها، ولكنها في نفس الوقت تتابع الأقليات في دول الشرق الأوسط وكانت قد نادت من قبل بتدخل الغرب لحماية المسيحيين في المناطق الملتهبة من العالم الإسلامي لاسيما في كل من مصر وسوريا والعراق حيث كانت هناك حملة لحرق الكنائس واستهداف المسيحيين خلال أكثر من حادث.. التاريخ العائلي لسعيدة وارسي يشير إلي أنها من مواليد مارس عام 1971 بمدينة ديوسبري شمال إنجلترا، ووالديها من أصول باكستانية وهي محامية بريطانية يطلق عليها أنها أكثر النساء المسلمات نفوذا في بلدها.. درست القانون في جا معة ليدز وحصلت علي شهادة ليسانس الحقوق وبدأت عملها السياسي منذ أيام دراستها الجامعية في مدينة ديوسبري حيث تم انتخابها نائبة لرئيس اتحاد الطلاب في الكلية. تزوجت من ابن عمها نعيم في عام 1990 وطلقت منه في عام 2007، ولديها منه ابنة تدعي آمنة، ثم تزوجت مرة ثانية في عام 2009 من افتخار عاظم ولديها منه أربعة أبناء. شغلت منصب وزيرة ترابط المجتمع والعمل الاجتماعي في حكومة الظل لدي المحافظين، كما شغلت منصب مستشارة خاصة للزعيم السابق لحزب المحافظين مايكل هوارد، للعلاقات بين الجاليات قبل أن تصبح نائبة لرئيس الحزب خلفاً لإريك بيكلز. لعبت وارسي دوراً رئيسياً في إطلاق سراح المعلمة البريطانية جيليان جيبونز، التي اعتقلتها السلطات السودانية عام 2007، وقدمتها للمحاكمة علي خلفية اتهامات بالإساءة إلي الدين الإسلامي، بعدما سمحت لطالبتها في إحدي المدارس بتسمية دمية علي شكل دب باسم محمد. عملت وارسي علي مشروع بحثي عن وزارة القانون في باكستان وترأس حالياً مؤسسة سعيدة الخيرية لتمكين المرأة، ومقرها باكستان. كما تعد من أشد المهتمين بتشريع القوانين الخاصة بقضايا مثل الزواج القسري وختان الإناث ومضغ "القات" تم تعيينها من قبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كوزيرة في مايو 2010، ليضيف سمة تاريخية جديدة إلي حكومته باعتبارها أول حكومة ائتلافية بريطانية ويترأسها أصغر رئيس وزراء في تاريخ البلاد فضلا عن أنها تضم أول وزيرة مسلمة.