جماعة أنصار بيت المقدس ولدت من رحم المجموعات التكفيرية المسلحة التي أسسها الشاطر وقيادات الإخوان، فقد قام خيرت الشاطر بالتنسيق مع كتائب القسام لتدريب العناصر المسلحة في معسكراتهم في غزة علي القنص وصناعة المتفجرات وتنفيذ المهام القتالية الصعبة وكيفية استخدام الأسلحة الثقيلة"، وفي هذا السياق ظهر "عادل حبارة" منفذ مذبحة رفح "2" الذي تلقي تدريباته في تلك المعسكرات قبل أن يشكل مجموعة مسلحة بتمويل إخواني، فضلا عن علم مؤسسة الرئاسة بنشاط هذه المجموعة في سيناء. الجميع يعرف أن تنظيم «القاعدة» الذي أسسه أسامة بن لادن كان موجهاً بالأساس نحو أمريكا، وظل ذلك هو الهدف حتي تفجير برجي التجارة، وهنا أدركت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تنظيم «القاعدة» لا يمكن مواجهته وأن تفريق وتوزيع ذلك التنظيم الإرهابي جدير بإبعاد أمريكا عن الخطر، وبعد أحداث سبتمبر 2001 قدمت أجهزة الاستخبارات تقارير موسعة عن التنظيم وأعداد المنخرطين وأماكن تواجده، كما قدم ال«سي آي إيه» تقارير عن الجماعات التكفيرية وباقي التنظيمات الأخري المسلحة التي يمكن انضمامها إلي تنظيم «القاعدة»، وعكفت الإدارة الأمريكية علي تلك المعلومات للتفكير في طريقة يمكن من خلالها الاستفادة من تنظيم «القاعدة» بدلاً من مواجهته وتكبد الخسائر أمامه، ووفق الوثائق التي نشرتها الصحف الأمريكية منذ تفجير برجي التجارة فإن اجهزة الاستخبارات الأمريكية قامت بإعداد خطة استراتيجية لمدة 20 عاماً «2000-2020»، كما تشير الوثائق إلي أن الإدارة الأمريكية قامت بهيكلة التنظيم والتنسيق بين جهود الجهاديين أنفسهم. ونتيجة لذلك كانت الحركة في وضع جيد يؤهلها الاستفادة من التطورات الجديدة التي شهدها العالم العربي في 2011 أو ما عرف بالربيع العربي والذي شاهدنا جميعاً كيف استفاد التنظيم الإرهابي منه وكيف صعد بأشكال مختلفة وكيف كادت مصر تسقط تماماً فريسة له بفضل التقارب الذي حدث بين الرئيس المعزول وقيادات الإخوان من ناحية وقيادات التنظيم في سيناء وغيرها من ناحية أخري، كانت أمريكا تطمح إلي أن يتم تشكيل قاعدة أساسية للتنظيم الإرهابي في مصر بدعم غير مباشر من الرئيس محمد مرسي كما سنري. وكانت هذه الخطة تشمل "سبع مراحل علي عشرين عاماً، لذلك فإن عام 2013 يشكل فيها بداية المرحلة الخامسة وهي الأخطر في عمر تنظيم «القاعدة» حيث أطلق عليها اسم مرحلة «إعلان الدولة» وتم وضع تصور زمني لتنفيذها يبدأ من 2013-2016 حيث يأمل تنظيم «القاعدة» بإقامة دولة إسلامية أو خلافة في السنوات الثلاث المقبلة، وذلك بفضل تراجع النفوذ الغربي في العالم الإسلامي، بالإضافة إلي ضعف إسرائيل.. وتم بالفعل تقلص نفوذ الولاياتالمتحدة والغرب في المنطقة، كما يتضح من عجز واشنطن في الآونة الأخيرة علي صياغة الأحداث في مصر وسوريا. ومع ذلك، لاتزال الولاياتالمتحدة تحتفظ بوجود عسكري كبير في المنطقة فضلاً عن حفاظها علي علاقاتها مع الدول العربية.. ونظراً لعدم الاستقرار القائم في جميع أنحاء المنطقة، ضمنت إسرائيل لنفسها تفوقاً عسكرياً نوعياً أكثر مما تمتعت به من قبل وعادت أكثر استقراراً في حين تشتعل النيران في العالم الإسلامي!! وقد استشعر تنظيم «القاعدة» أهمية تلك المرحلة «الخامسة» بوصول تنظيم الإخوان المسلمين إلي السلطة ودخول السلفيين إلي منظومة السياسة في مصر، وبصرف النظر عن الخطوات التي اتخذها نظام محمد مرسي في التقارب مع الإرهابيين والتي بدأت بالعفو الرئاسي عن المجرمين المسجونين علي ذمة قضايا اغتيالات وقتل وإرهاب، فإن هناك عشرات الخطوات الأخري التي انتهجها نظام محمد مرسي لتقوية تنظيم «القاعدة» وفتح المجالات أمامه وتم فتح قصور الرئاسة المصرية لاستقبال المجرمين من الخلايا الإرهابية بخلاف اللقاءات السرية بين قادة هذا التنظيم وقيادات جماعة الإخوان في مصر، ولابد هنا أن نتوقف أمام تقارير جهاز الأمن الوطني عن نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، وطبيعة علاقته بالجماعات المسلحة في سيناء، وهي التقارير التي تؤكد أن الشاطر عقد عدة صفقات مع القيادي السلفي محمد الظواهري لتحويل سيناء إلي إمارة إسلامية وتمكين الجماعات "التكفيرية والجهادية" من إدارة أمورها. ووفق تلك التقارير الخطيرة فإن الشاطر فوض عدداً كبيراً من الخارجين علي القانون لإشاعة الفوضي بين قري المنطقة الشرقية مقابل تسليحهم وتمويلهم مادياً، وكان نواب تنظيم الإخوان في البرلمان السابق هم مسئولي التفاوض مع المسلحين ونقل التكليفات إليهم، كما أن الشاطر منح الظواهري مبالغ مالية كبيرة للعمل علي السيطرة علي الجماعات التكفيرية في سيناء والتنسيق مع كل مجموعة من خلال "رموز كودي". ورصدت تقارير الأمن الوطني تورط "السلفية الجهادية" والإخوان بالتنسيق مع مؤسسة الرئاسة في جلب كميات من الأسلحة لدعم الجيش الحر في سوريا، مقابل دعم الجماعات التكفيرية السورية ل"إخوان سوريا" مستقبلا، وهي صفقة أتمها الشاطر ومحمود عزت وغزلان وصفوت حجازي. وتنفرد «الموجز» بنشر وثيقة خطيرة تحمل تاريخ 9 أغسطس 2012 ورقم 4219 سري جداً صادرة من اللواء سامي سيدهم مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام والأمن الاجتماعي جاء فيها الآتي: "في ضوء ما تشهده منطقة شمال سيناء من أحداث عنف واحتمالية سعي تلك العناصر لارتكاب أعمال إرهابية ضد المؤسسات السيادية والأمنية والحيوية بالبلاد بهدف تشتيت الجهود الأمنية بالدولة واحتمالية امتداد تلك العمليات إلي المحافظات القريبة من منطقة سيناء، كذا مجري قناة السويس الملاحي لممارسة ضغوط علي صانعي القرار لوقف أية عمليات عسكرية ضدهم وقد تتعدد صور الأعمال العدائية المحتملة التي قد تستهدف المقار الأمنية والمنشآت السياحية والحيوية بالبلاد من قبل العناصر المتطرفة بسيناء والعناصر الفلسطينية.. وفقا لمايلي: استهداف تلك المنشآت بأسلحة ثقيلة، القيام بهجوم مسلح علي تلك المنشآت والعاملين بها.. الدفع بانتحاريين لتفجير أنفسهم أمامها، استخدام سيارات مفخخة للهجوم علي تلك المنشآت. مما يتطلب في إطار التعامل مع تلك المخاطر تأمين مسار الأجهزة السيادية والحيوية والأمنية.. واهتماما خاصا من خلال مايلي: تفعيل أداء أفراد الأمن بتلك المقار وتلقينهم باحتمالية حدوث تلك العمليات، الاستعانة بكلاب المفرقعات وأجهزة الكشف الحديثة، تأمين العمق المحيط حول تلك الأجهزة، تفعيل استخدام التكنولوجيا الداعمة لعمليات التأمين، توعية العاملين بتلك الأجهزة بأبعاد المرحلة الحالية وضرورة التجاوب مع التعليمات الأمنية والاسهام في إنجاح تلك العملية التأمينية. وهناك وثيقة أخري بتاريخ 21 مايو 2012 تحت بند سري جداً وهي أيضا صادرة عن اللواء سامي سيدهم وجاء نص الوثيقة كالآتي: ورد كتاب السيد اللواء مدير أمن شمال سيناء رقم "41" المؤرخ 21 الجاري مرفقا به صور كتاب إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع "مكتب مخابرات العريش" بشأن توافر معلومات تفيد باحتمال قيام بعض العناصر البدوية التي تحمل الفكر الجهادي والتكفيري باستهداف عناصر وزارة الداخلية خلال الفترة القادمة بهدف ضرب كافة الإجراءات التي تهدف لإعادة إحكام السيطرة الأمنية علي المحافظة.. وخاصة عقب قيام عناصر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بضبط كل من المدعو أحمد سلامة ومحمد أبوحلو وشقيقه إسماعيل المقيمين بقرية الطايرة برفح سيناء، وذلك أثناء محاولتهما تهريب شحنة من الأسلحة والذخائر من دولة ليبيا إلي سيناء.. إضافة لاحتمال قيامهما باختطاف أو تنفيذ عملية اختطاف لأي من عناصر وزارة الداخلية أو القوة متعددة الجنسيات واستغلال ذلك في الضغط علي القيادة السياسية للإفراج عن ذويهما. ولابد هنا من الإشارة إلي أن "جماعة أنصار بيت المقدس ولدت من رحم المجموعات التكفيرية المسلحة التي أسسها الشاطر وقيادات الإخوان"، فقد قام خيرت الشاطر بالتنسيق مع كتائب القسام لتدريب العناصر المسلحة في معسكراتهم في غزة علي القنص وصناعة المتفجرات وتنفيذ المهام القتالية الصعبة وكيفية استخدام الأسلحة الثقيلة. وفي هذا السياق ظهر "عادل حبارة" منفذ مذبحة رفح "2" الذي تلقي تدريباته في تلك المعسكرات قبل أن يشكل مجموعة مسلحة بتمويل إخواني، فضلا عن علم مؤسسة الرئاسة بنشاط هذه المجموعة في سيناء. وتضم التنظيمات المسلحة نحو 3 آلاف مسلح، ثلثهم من "الحمساويين"، تحت إشراف القيادي السلفي محمد الظواهري الذي ينسق بدوره مع أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة»، كان الإرهابيون الذي قتلوا الضابط الشهيد محمد أبوشقرة قد ارتبطوا بعلاقات قوية مع خيرت الشاطر وقيادات الإخوان ونائب محافظ شمال سيناء السابق، أعد الشاطر قائمة بأسماء ضباط أمن الدولة الذين حققوا مع قيادات الإخوان لتدبير عمليات اغتيالهم. وتكشف تلك التقارير كيف انتقل نشاط تنظيم «القاعدة» كاملاً إلي القاهرة، فقد أدرك التنظيم أن "المرحلة الخامسة" وهي مرحلة تأسيس دولة الخلافة ستكون بمساعدة الرئاسة المصرية وتلك فرصة لن تأتي مرة أخري، خاصة أن المرحلة الخامسة بالنسبة للتنظيم هي تمهيد للمرحلة السادسة التي أطلقوا عليها اسم "المواجهة الشاملة"وتبدأ من 2016-2020 حيث يتوقع التنظيم بحلول هذه الفترة اندلاع حرب شاملة مع الكافرين، الأمر الذي سيؤدي إلي الوصول إلي المرحلة السابعة والأخيرة وهي مرحلة -"الانتصار النهائي" في عام 2020- التي من شأنها أن تؤدي إلي هزيمة الكفار ونجاح الخلافة. ورغم خروج الشعب المصري لمواجهة نظام المعزول ونجاح ثورة 30 يونيو في الإطاحة بجماعة الإخوان بدعم الجيش المصري الذي استشعر خطورة الجماعة علي أمن مصر القومي، إلا أن محاولات تنظيم «القاعدة» لاستعادة الحلم القديم لن تتوقف ولذلك يتم حالياً استغلال حالة عدم الاستقرار في المنطقة حتي تتمكن الحركة الجهادية -الماهرة جداً والتي تتعلم من تجاربها الماضية- من البحث عن متعاطفين يمكن من خلالهم العودة للوجود والسيطرة علي مفاصل الدول التي تعاني من الفوضي في مصر وسورياوالعراق وليبيا أيضاً. ولاشك أن ثورة المصريين ومساعدة الجيش المصري لفرض السيطرة علي الأوضاع والتخلص من جماعة الإخوان أجهضت الكثير من طموحات تنظيم «القاعدة» وكذلك الإدارة الأمريكية في تحويل الإرهاب تجاه مصر لتكون قاعدتهم للخلافة، ولكن مازالت تلك الجماعات علي مختلف توجهاتها الإرهابية سواء كانت جماعات تكفيرية أو مسلحة تسعي إلي إعادة التنسيق فيما بين قادتها من خلال تجنيد عناصر جديدة وفتح بؤر للإرهاب في مناطق مختلفة، فلم يتوقع تنظيم «القاعدة» سقوط أكبر داعم له بتلك السرعة، فقد عقد الآمال علي تحقيق المرحلة الخامسة والوصول إلي السادسة، ولكن الضربة المصرية أسقطت تلك الطموحات التي بدأت كما قلنا منذ أحداث سبتمبر وخططت الإدارة الأمريكية وأجهزة مخابراتها لتحويل هذا الخطر إلي الشرق، فقد دفعت أمريكا الثمن غاليا في المرحلة الأولي والتي بدأها تنظيم «القاعدة» منذ 2000-2003 تحت اسم "مرحلة الإفاقة" وكان الهدف من هجمات 11/9 هو استفزاز الولاياتالمتحدة من أجل إعلان الحرب علي العالم الإسلامي، وبالتالي "إفاقة" المسلمين.. وكان تنظيم «القاعدة» يأمل أيضاً بأن تساعد الهجمات علي بث رسالته لجمهور عالمي. أما المرحلة الثانية فأطلق عليها اسم "فتح العيون"، 2003-2006 وكان يأمل تنظيم «القاعدة» أن يحوّل نفسه من منظمة إلي حركة أوسع نطاقاً، فضلاً عن نشر قاعدته إلي بلدان عربية أخري.. ووفقاً لهذه الخطة يكون العراق مركز الجهاد لإعداد الكوادر للميادين المستقبلية. هناك دلائل علي أن هذه المرحلة أتت بثمارها أيضاً. ف"جماعة التوحيد والجهاد" أصبحت تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين «العراق» في عام 2004 وبعد ذلك بعامين، أنشأت مجموعة من السجناء اليمنيين الهاربين تنظيم «القاعدة» في اليمن، والذي أصبح فيما بعد تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية عندما اندمج مع الفرع السعودي في عام 2009 وفي أوائل عام 2007، انضمت المنظمة الجهادية "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والتي مركزها في الجزائر إلي حظيرة الجهاديين أيضاً، متعهدة ب"البيعة" لأسامة بن لادن وغيرت اسم الحركة إلي تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي. أما المرحلة الثالثة وكان يطلق عليها اسم "النهوض والوقوف علي القدمين"، 2007-2010 فكانت تهدف إلي زيادة انتشار التنظيم في بلدان المشرق العربي وتم التركيز علي سوريا علي وجه التحديد، وفي غضون ذلك، تم احتواء حملة إرهابية مدعّمة علي مستوي منخفض ضد نظام الأسد في سوريا وهزيمتها. ووفق الترتيب فالمرحلة الرابعة التي اطلقوا عليها اسم "استعادة العافية وامتلاك القوة القادرة علي التغيير" 2010-2013 كانت هي الأهم حيث شهدت تلك الفترة سقوط الأنظمة العربية ووقف التنظيم يشاهد الخريطة ويتلقي التعليمات من الإدارة الأمريكية التي كانت تمهد بدورها لسيطرتهم علي الشرق وإبعادهم تماماً عن محيط مصالحها سواء في أمريكا أو إسرائيل، وذلك عبر مساندة جماعة الإخوان في مصر وتونس ودخولهم إلي الحياة السياسية. فمن المعروف أن الجهاديين لم يلعبوا أي دور في الانتفاضات التي أسقطت الأنظمة في تونسوالقاهرة وصنعاء وطرابلس، والتي أدت إلي الحرب الدائرة في سوريا، غير أن الحركة تمكنت من الاستفادة بصورة كبيرة من الاضطرابات. فمن خلال برنامج "الدعوة" في البلدان التي انفتحت أبوابها أمام الجماعات الجهادية، كانت هذه الحركات -بما في ذلك المنظمات الجديدة المعروفة ب"أنصار الشريعة" في شمال أفريقيا- قادرة علي نشر رسائلها وتوسيع قواعدها من كونها في طليعة المنظمات الجهادية إلي تحوّلها إلي حركات اجتماعية. وأظهرت الحركة الجهادية أنها قد تعلمت أيضاً من اخفاقاتها في العراق. ففي مناطق الحرب مثل سوريا، حاولت حشد الدعم لها من خلال توفيرها الخدمات الاجتماعية.. كما حاولت أيضاً تجنب تنفير السكان السنة عن طريق استعمال العنف المفرط، والتركيز بدلاً من ذلك علي اختيار أهدافها ضد القوات العسكرية والأمنية وضد المسلمين من غير السنة أيضاً. وفي حين كانت الحركة الجهادية العالمية قد تعثرت وتأخرت في مرحلة واحدة، إلا أنها فتحت جبهة في سوريا بحلول عام 2013، وحصلت علي قاعدة تُسهل قيامها بعمليات في جنوب تركيا. كما أقامت وجوداً جهادياً صاعداً في شمال سيناء لبسط الإرهاب في إسرائيل، ولايزال تنظيم «القاعدة» في العراق -الذي استعاد نشاطه- يحتفظ بعلاقات وثيقة مع السلفيين في الأردن.. لذلك، فإن الحركة ككل بنت نفسها جيداً نحو المراحل المقبلة من خطتها الأوسع. وفيما يخص مصر فإن الأمر أصبح بأيدي أولادها في قطع جذور هذا التنظيم المتعدد الأوجه والذي يبدأ من قيادات الإخوان وينتهي عند أخطر الجماعات المسلحة التي تسعي إلي بناء دولة الخلافة بالقتل والترويع والاستقواء بالغرب، وأصبحت مصر بعد ثورة 30 يونية في أقوي اختبار للصمود أمام محاولات تلك الأطراف العودة مجددا أو علي الأقل إشاعة الفوضي والتخريب وإرهاق المؤسسة العسكرية. إن مصر التي انتفضت لإسقاط الإخوان عليها أن تواصل انتفاضتها لإزاحة هذا الإرهاب وذيوله المنتشرة بين عناصر الطابور الخامس الذي يدعم الإرهاب تحت شعارات حقوق الإنسان ومناصرة الشريعة وما إلي ذلك من شعارات لا تهدف سوي إلي هدم الدولة المصرية ومؤسساتها.