الاتراك عقدوا عليها آمالا في محاولة إصلاح أخطائه الفادحة وأن تعدل من الوجه القبيح للسياسة بوجهها الحسن الا أنها خذلتهم تؤمن أمينة بالمثل القائل وراء كل رجل عظيم امرأة، ولكنها أضافت إليه "حتي وإن كان علي باطل" يبدو أن خير النساء أمينة حين استلمت المنصة بسفارة اليابان لتلقي كلمتها لم تكن تدرك أن الصورة التي رسمها لها الأتراك والمسلمون اختفت الآن وتلاشت، فبعد أن بكت وسط مسلمي بورما المعذبين العام الماضي وأصبحت بحجابها ووجهها المشرق مثالاً لخير سيدة مسلمة، تلاشت هذه الصورة اليوم وأصبحت سراباً بعد وقوفها وراء زوجها ودولته إلي جوار جماعة الإخوان، كانت أمينة أردوغان تهم بأن تلقي خطاباً في مقرّ السفارة اليابانية بمناسبة عيد ميلاد الإمبراطور الياباني ولكن وقف النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض "كامير جينج" ليسألها ويوجه لها كلمات لاذعة حين قال لها صارخاً: "بأي صفة تتكلمين هنا؟ ليس لديك أي منصب في بروتوكول الدولة". هذه الكلمات عبرت عن غضب قطاع كبير من الأتراك ضد صمت أمينة علي سياسات زوجها الظالمة، فعلي مدار الأعوام الماضية قدمت أمينة نفسها داعمة للمسلمين في كل أنحاء العالم، ومنصة صلبة للهجوم علي إسرائيل، وزوجة صالحة تزور المصابين والمنكوبين في تركيا وخارجها، وهي لم تكن تفعل ذلك وتنال هذه الأضواء التي أصابتها بالشهرة لولا أن زوجها هو رئيس وزراء تركيا ولولا انخراطها الشخصي في سياسته، فقد كانت داعمة له ويمنحها هو هذه المساحة ليقدم الوجه الطيب لحكومته، تماما كما كان يفعل الرؤساء العرب حين أفسحوا المجال لزوجاتهم ليترأسوا الجمعيات والهيئات الدولية بمصر وليبيا وتونس وسوريا، ولكن ما أن دارت الأيام وسقط نظام حكم الإخوان بمصر حتي ظهر دعم أمينة لسياسة أردوغان التي جعلت منه فاسدا في الأرض ولا يسعي للإصلاح بين الفئات المتصارعة بل يدعم إحدي الطائفتين ويقربها منه ويغدق عليها المال والحماية. تؤمن أمينة بالمثل القائل وراء كل رجل امرأة، ولكنها أضافت إليه "حتي وإن كان علي باطل"، فتعد أمينة أحد أكبر الداعمين لزوجها رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في كل السياسات التي ينتهجها مهما كانت، ويستمر هذا الدعم منذ مظاهرات ميدان تقسيم فنجد أنها لم تظهر لتنتقد تعامل الشرطة الوحشي مع المحتجين ولم تهتم بزيارة المصابين في المستشفيات أو توفير الإسعافات اللازمة لهم كعادتها في كل الحوادث التي تحدث بتركيا حيث اشتهر عنها اهتمامها بالجوانب الإنسانية، هذا إلي جانب ما قالته وكالة أنباء «دوجان»التركية حيث ذكرت أن « 5 سيدات تم القبض عليهن واحتجازهن لدي الشرطة بعد احتجاجهن علي سياسات الطاقة في تركيا أثناء مؤتمر حول تدريب السيدات لترشيد الطاقة في المنزل في حضور أمينة أردوغان، زوجة رئيس الوزراء التركي، وفاطمة شاهين وزيرة الأسرة، والمسئولة عن برنامج مكافحة العنف ضد المرأة»، وأوضحت الوكالة أنه أثناء المؤتمر الذي عقد بقاعة المؤتمرات في اسطنبول تظاهرت السيدات ضد سياسات الطاقة في تركيا؛ فدخل مجموعة من الحراس الشخصيين وجذبوا السيدات الخمس المتظاهرات من شعرهن وأخرجوهن بالقوة من المبني ليتم تسليمهن إلي الشرطة التي احتجزتهن. ولأن الأتراك يعلمون جيدا الدور السياسي الذي تلعبه أمينة مع زوجها في رسم سياساته ومساندتها له فقد عقدوا عليها آمالا في محاولة إصلاح أخطائه الفادحة وأن تعدل من الوجه القبيح للسياسة بوجهها الحسن، لكنها خذلتهم وفضلت الانزواء عن الساحة وعدم التعليق بأي رأي تجاه تعامل الأمن الوحشي مع المتظاهرين والمتظاهرات المعارضون لسياسات زوجها ، كما لم تبد رأيا تجاه ما جري في مصر في عهد الإخوان من حبس للثوار والمعارضين أو بعد عزل مرسي مما جري لشهداء الجيش والشرطة نتيجة الأعمال الإرهابية للجماعات المعترضة علي زوال حكم الإخوان. والآن دار الزمان لتظهر هذه السيدة وزوجها بالوجه الحقيقي لهما، فمنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وتركيا لا تتوقف عن مهاجمة مصر وأردوغان لا يألو جهدا في إحداث الفرقة بين الشارع المصري بدعمه لجماعة خرج ضدها الملايين رافضين لحكمها كان الأحري بأمينة التي تتمسك بارتداء الحجاب وقامت بابتعاث بناتها للدراسة في الخارج في جامعات أمريكية بسبب منع الحجاب في المدارس التركية أن تقول لزوجها رجب قبل أن يخرج من بيته ويهاجم مصر ويدعم جماعة الإخوان ويفرق بين المسلمين ويجعله أهل مصر شيعا، كان الأحري بها أن تقول له كما قالت السيدة المسلمة لزوجها قبل أن يخرج لعمله: " اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلال ، وإياك أن تدخل علينا الحرام ، فإننا نصبر علي نار الجوع، ولا نصبر علي نار جهنم ". وقد استطاع الإعلام العربي والتركي أن يصور أمينة كنموذج للسيدة الأولي والتي سعي سيدات العرب للتقرب منها، حيث ترأست أمينة اجتماعا من أجل غزة في يناير 2009 باسطنبول ضم أبرز سيدات الوطن العربي وهن رانيا زوجة ملك الأردن والشيخة موزة زوجة أمير قطر وأسماء زوجة بشار الأسد ووفاء زوجة الرئيس اللبناني وعائشة ابنة القذافي. واستطاعت أمينة أن تحصل علي تعاطف العالم كله بعد إذاعة مقطع فيديو صور لها خلال تفقدها لمصابي بورما نهاية العام الماضي وقد أجهشت بالبكاء بعد أن رأت معاناة المسلمين هناك، الأمر الذي زاد من شعبيتها بالوطن العربي، حيث اعتبرت هذه الزيارة من قبل أمينة إحدي أوراق الضغط الدولية علي حكومة ميانمار التي تضطهد المسلمين. وكانت أمينة قد زارت مصر بصحبة زوجها في نوفمبر العام الماضي واهتمت بأن تتفقد عددا من دور الأيتام وقدمت الهدايا للأطفال، متمنية أن تتبني تركيا مبادرة إطلاق يوم اليتيم عالميا. وأظهرت أمينة نفسها كسيدة متدينة تمسك علي دينها كالماسك بيده علي الجمر حتي إن البرلمان التركي شهد مشادة بالأيادي وتبادل الشتائم بين نواب حزب العدالة والتنمية وبين الحركة القومية بعد أن سخر ممثل عن الأخير من زوجة أردوغان بسبب الحجاب، في أعقاب حادثة منعها من الدخول لأحد المستشفيات بسبب ارتدائها الحجاب، ونالت أمينة أردوغان تعاطفا إعلاميا لافتا ضد قرار منعها من دخول المستشفي وضد سخرية النائب العلماني منها حتي إن عددا كبيرا من العلمانيين تعاطفوا معها معبرين عن استيائهم من أساليب التعامل مع المحجبات في تركيا.