يبدو أن "الشبشب" أصبح متحدثا رسميا باسم الخلافات المحتدمة بين جماعة الإخوان وحزب النور والتى امتدت إلى مرحلة جديدة بعد أن تجاوزت حد التراشق بالألفاظ ،والاتهامات بالخيانة والعمالة ، إلى اعتداء أفراد ينتمون إلى الجماعة على قيادات الحزب وضربهم ب"الشباشب "وهذا ما ظهر مؤخرا فى بنى سويف وطنطا. وكانت قيادات حزب النور قد تعرضت للاعتداء من قبل أفراد ينتمون لجماعة الإخوان فى بنى سويف.. حيث تعرض كل من المهندس جلال مرة أمين عام حزب النور، والشيخ عادل نصر مسئول الدعوة السلفية بالصعيد،وسيد مصطفي نائب رئيس الحزب وطارق المهدي ومحمد عياد عضوى الهيئة العليا، والدكتور شعبان عبد العليم أمين الحزب لاعتداء إخوانى خلال مؤتمر عقد تحت اسم "البنيان المرصوص" حيث تعدى 30 شخص ينتمون للإخوان علي قيادات "النور" بالألفاظ النابية،وحاولوا الاشتباك معهم وتسلقوا جدران القاعة ، وكسروا زجاج النوافذ، وألقوا الحجارة على الحضور.. وردد شباب الإخوان عبارات " ليلة أبوكم ليلة سودة "،و "شيل العمة شيل.. يا خاين.. يا عميل" ، و"حزبكم باع القضية، وقبض كل واحد 100". وقد تكررت هذه الواقعة مرة أخرى مع الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بعد أن تعدى عليه أعضاء جماعة الإخوان بالضرب في مسجد ابن تيمية بطنطا أثناء خطبة الجمعة ، بعد أن رسموا شعار رابعة العدوية علي أبواب المسجد وسجلوا اعتراضاتهم على الشيخ ياسر على حائط المسجد ، ثم بدأت الأصوات تتعالى داخل المسجد وتتهم برهامى بالعمالة وتأييد الانقلاب العسكري ،ودعم قتل المصريين برصاص العسكر والداخلية.. ثم تعالت هتافات أحد أعضاء الإخوان "يا منافق .. يا عميل "،عندما تحدث برهامى عن الوضع السياسى الحالى ،وإستمرت الهتافات بعد نزوله من علي المنبر حيث هتف المصلون "الله ينور يا شيخ ياسر، الله ينور على النفاق، الله ينور على قتل الناس".. وتعدى الأمر لإلقاء "الشباشب "عليه . ويأتى هذا الموقف على خلفية تصريحات الشيخ ياسر برهامى خلال درس دينى ألقاه فى مسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة أبوسليمان بالإسكندرية، تحدث فيه عن مستقبل الدعوة السلفية فى حالة عودة جماعة الإخوان للحكم مرة أخرى، حيث قال فيه "عودة الإخوان وهما وافتراضا لا علاقة لهما بالواقع ومحض خيال، لأن المجتمع لفظ التنظيم الذى لم يكن على المستوى المأمول، كما أنه عاند جميع مؤسسات الدولة، وجلب الضرر على العمل الإسلامى فى مصر". وأوضح برهامى خلال هذا الدرس أن جماعة الإخوان كانت ترفع شعارات دون تطبيق، واستشهد بمواقف الإمام أحمد بن حنبل قائلا "الإمام أحمد بن حنبل، الذى يستشهد الإخوان بمواقفه، لم يجمع العامة ليصطدم بهم مع الخليفة وجنده، وعندما طلب الخليفة منه التوقف عن الكلام فى مسألة خلق القرآن توقف ، إلا أنه كان يعلم تلامذته الحق بينه وبينهم، ونحن فى الدعوة السلفية لم نتوقف عن قول الحق سرا وجهرا، وتحملنا أكثر مما تحملناه فى عهد المخلوع مبارك، لكن الكلام حاليا عن الصدام الدموى من أجل كرسى الرئاسة، بلا فائدة". كما جاءت حادث ضرب الشيخ ياسر برهامى على خلفية موقفه أيضا من أحداث جامعة الأزهر حيث قال خلال لقائه بشباب الجامعة في التجمع الأول "لا يجوز تدمير وتخريب المنشآت والمباني العامة والأجهزة وأماكن التعليم لأنها ملك للمسلمين عموما وهي أوقاف إسلامية لخدمة طلاب العلم مشيرا إلي أن الاعتداء عليها جناية في حق الدولة والمجتمع". وقد تباينت مواقف أعضاء النور من هذه الاتهامات حيث آثر البعض عدم الرد ،وحاول آخرون الرد بهدوء ، فى حين تواصل عدد منهم مع قيادات الإخوان ، بينما ندم البعض الآخر على تأييدهم لجماعة الإخوان باعتبارهم طرف فى المشروع الإسلامي.. وفى هذا الإطار قال سلامة عبد البديع عضو الهيئة العليا بحزب النور" أنا عاوز واحد يضربنى 50 جزمة على دماغى لأنى إقتنعت يوما بإنتخاب رئيس ينتمى لجماعة الإخوان وأنا نادم أشد الندم على ذلك".. وأضاف.. "لم أكن أصدق وسائل الإعلام فيما تنشره عن قيام الإخوان بارتكاب أعمال تخريب فى المؤسسات العامة والخاصة وترهيب المواطنين ولكن بعد مهاجمهتم مؤتمر حزب النور بجمعية الشابات المسلمات ببنى سويف صدقت الآن وآمنت". وتابع سلامة.. "إننى أعتذر لضيوفنا ومشايخنا الذين علمونا حسن الخلق وعدم الرد على الذين كنا سببا فى نجاح رئيسهم وفى النهاية خونونا وكفرونا فألف ألف شكر لهم لأنهم أظهروا حقيقة أخلاقهم للمخدوعين الذين دخلوا السجون بسببهم وعموما موعدنا فى الانتخابات المقبلة". بينما اتصل الدكتور شعبان عبد العليم عضو الهيئة العليا للحزب الإتصال بأحد قيادات الإخوان عقب الاعتداء عليه فى بن سويف وقال له "عيب ما تفعلوه" فرد عليه القيادى الإخوانى قائلا له "سأتصرف" ثم اتصل به وقال "هؤلاء ثوار بني سويف وعدد الإخوان فيهم قليل".. بينما أكد عبدالعليم قائلا "بعض الإخوة ببني سويف يعرفون الشباب بالاسم ومن يحركهم من الإخوان وبالمناسبة أرادوا تأديبهم ونهيناهم لله ثم لمنهجنا". من جانبه أكد عادل نصر مسئول الدعوة السلفية بالصعيد أنه رغم أن خلافات جماعة الإخوان مع حزب النور تمتد إلى وقت بعيد، إلا أنها زادت بعد مشاركة الحزب فى خارطة الطريق، ولجنة الخمسين. وأوضح أن الغرض من اعتداء جماعة الإخوان على أعضاء النور ونائب رئيس الدعوة السلفية هو إرهاب الحزب ،وإجباره على الانسحاب من خارطة الطريق ،والحياة السياسية خاصة أن ما يزال لديهم أمل فى عودة مرسى للمقعد الرئاسى مرة أخرى. وأكد أن اعتداءات الإخوان لن تؤثر على مسيرتهم فى خارطة الطريق ،وقال "نحن ماضون فى تنفيذ قرارات الحزب مهما كانت التهديدات ،ونحن لا نأخذ قراراتنا من أحد ،والمتحكم الوحيد فى مواقف النور هى الهيئة العليا للحزب بعد التشاور مع أعضاء الحزب جميعا ". واستنكر نصر اتهامات الجماعة للحزب والدعوة السلفية بالعمالة لأمن الدولة ،ووصف هذا الاتهام ب"الباطل" ، موضحا أن الجماعة تتهم الحزب بالعمالة نظرا لإختلافه معها فى عدد من المواقف السياسية، وبعض المناهج الدعوية ،ورفض الحزب لإراقة الدماء ،واستخدام العنف التى تورطت فيه الجماعة. وتابع نصر.. الحزب حاول نصح قيادات الجماعة بإجراء انتخابات رئاسية والاستفتاء على الرئيس بدلا من المظاهرات المضادة ، للحفاظ على استقرار مصر ، وتجنبا لسيل الدماء ،ولكن الجماعة رفضت رؤية الحزب ثم اتهمته بالخيانة. ونفى نصر استفزاز "النور" للجماعة أثناء المؤتمر ، مؤكدا أنهم تطرقوا فى المؤتمر لمواقف الحزب، وحفاظه على مبادئه ،وعدم تبعيته لأي مؤسسة أو جماعة ،وكذلك توضيح موقفه من الوضع الحالى بعيدا عن الجماعة. ودعا نصر أعضاء جماعة الإخوان إلى التزام أخلاق الإسلام ،وعدم الإساءة للمشروع الإسلامى من خلال تبنى بعض المواقف ،موضحا أن "النور" لن يرد الإساءة بالإساءة وسيكون معبرا عن الوجه الحقيقى للمشروع الإسلامى. أما الدكتور خالد علم الدين القيادى بحزب النور فقد أكد أن عداء جماعة الإخوان الحزب ظهر بشكل واضح بعد موقف "النور" من الدكتور مرسى ، ودعوته لإجراء انتخابات رئاسية ،ثم مشاركة المهندس جلال مرة مع قيادات الجيش والمؤسسات الدينية ،والقوى السياسية فى إعلان خارطة الطريق ،وهذه مواقف تعتبرها الجماعة نوعا من الخيانة والعمالة. وأضاف علم الدين.. جماعة الإخوان تتهم الدعوة السلفية بالعمالة منذ الفتوى التى أصدرها صفوت حجازى وقال فيها إن حزب النور عميل لأمن الدولة ، ثم تمادت الجماعة فى هذا الاتهام بعد دعم الحزب للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بدلا من الدكتور محمد مرسى فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية. وتابع علم الدين قائلا "أندهش من أنهم يتهمونا بالعمالة ثم يطلبون من هؤلاء العملاء الوقوف معهم الآن،ولكن موقفنا ثابت ولن نتخلى عنه بسبب وجود أى نوع من الضغط من أى طرف".