من منا لم يصاب يوما بالأنفلونزا أو تأتيه فجأة نزلة برد، فكل بيت بمصر لا يخلو من مصاب بالانفلونزا مع اقتراب فصل الشتاء، وما أن يصاب أحد أفراد الأسرة بهذا الفيروس حتي تتوالي الإصابات لكل أفراد الأسرة نتيجة عدم اتباع وسائل للوقاية من المرض مثل تجنب استخدام الأدوات الشخصية مثل الفوط أو تجنب العطس وانتشار الرذاذ دون حماية للأفراد أمامه، لكن إصابة الفرد بالفيروس ليس بالأمر الجديد، لكن الأكثر خطورة هو أن يقوم بنقل المرض لأفراد أسرته أو للفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة للمرض قد تنتهي بالوفاة. ويمكن للإنفلونزا أن تصيب أي شخص ... لكن هناك بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة ومعرضون لمخاطر أكبر أمام مرض الإنفلونزا وهم الأطفال الذين هم أيضا أوائل المصابين عادة، ويتعرضون لمعدلات مرتفعة لنوبات الإصابة وحدوث المرض، وكذلك البالغين والعاملين بالرعاية الصحية والمسنين، كذلك فإن الإنفلونزا تمهد الطريق لمضاعفات أخرى مثل الالتهاب الرئوي، وتفاقم مرض السكري، وأمراض القلب، فهؤلاء الأشخاص معرضون لدخول المستشفيات أو تطور الإصابة بالمرض التي قد تصل في أحيان كثيرة إلي الوفاة إذا ما انتقل إليهم فيروس الانفلونزا، لذلك فحماية نفسك وأفراد أسرتك من مخاطر التعرض للانفلونزا أمر في غاية البساطة يبدأ بالإجراءات الوقائية المتمثلة في معرفة طبيعة فيروس الأنفلونزا، فهو مرض معدي جدا ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق استنشاق الرذاذ مباشرة أو من خلال الأسطح الملوثة مثل الأوراق النقدية ومقابض الأبواب ومفاتيح إضاءة الغرف والأشياء المنزلية الأخري، وكل شخص معرض للإصابة بالإنفلونزا، ولذلك ولأن الوقاية تغني عن العلاج فإن الحصول علي التطعيم هو أفضل وسيلة لتفادي التعرض لفيروس الانفلونزا والتطعيم سهل وآمن، ويؤكد الأطباء أن الحصول علي التطعيم مرة واحدة كل عام سيحمي الشخص وأسرته من التعرض للإنفلونزا خلال العام بالكامل، كما أن التطعيم متوافر بعدة صيدليات تحت إشراف مباشر من وزارة الصحة والسكان، وقد أكدت عدد من الاحصاءات العلمية إصابة ما بين 3 إلي 5 مليون شخص بأمراض شديدة كل عام في جميع أنحاء العالم بسبب الانفلونزا، فيما تسببت الانفلونزا في وفاة ما بين 250 ألف إلي 500 الف مصاب سنويا، ويعود ذلك إلي سوء تقدير خطورة المرض علي صحة الانسان ، خاصه بين الاطفال و كبار السن أكثر من 65 عام، ومرضي القلب والأمراض الصدرية ومرضي السكر الذين هم أكثر عرضه 6 أضعاف للإصابه بمضاعفات الانفلونزا، و3 أضعاف أكثر للوفاة عن الشخص الطبيعي، وتشير الإحصائيات العلمية أن 90% من حالات الوفاة بسبب الانفلونزا تحدث بين الأشخاص أصحاب عوامل الخطورة، وأن التطعيم ضد الانفلونزا يعد الوسيلة الوحيدة لتجنب الاصابة بمخاطر الانفلونزا. ويؤكد الدكتور هشام طراف أستاذ أمراض الحساسية بكلية الطب القصر العيني أن فيروس الانفلونزا مختلف عن نزلات البرد، ففيروس الانفلونزا هو أحد أمراض الجهاز التنفسي المعدية بدرجة كبيرة وينتشر عن طريق الهواء من خلال العطس او السعال أو التلامس ويصاب أكثر من 500 مليون شخص حوالي 10% من سكان العالم سنويا ومعدل الإصابة بالانفلونزا من 5 إلي 20% وهو مسئول عن 3 إلي 5 مليون حالة عدوي خطيرة وما بين 250 إلي 500 مليون حالة وفاة سنويا ويعد الأطفال والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة الأكثر تعرضا لمضاعات الانفلونزا وينتشر فيروس الانفلونزا عن طريق الكحه والعطس أو التلامس وأكثر الأعمار إصابة هم الأطفال نتيجة التزاحم في الفصول الدراسية وسرعة اتشار العدوي، وتبدأ أعراض الفيروس خلال يومين أو ثلاثة وهنا قد يسبب الشخص المصاب العدوي للمحيطين به ، ونتيجة للعبء الاقتصادي الناتج عن إصابة الأفراد بفيروس الانفلونزا سواء بتزايد أعراض الأمراض المزمنة أو حتي الوفاة، وترصد منظمة الصحة العالمية في كل عام لأكثر ثلاثة أو أربعة أنواع الأكثر انتشارا لفيروس الانفلونزا في العالم ثم تقوم بابتكار تطعيم مضاد له، وطالبت المنظمة بضرورة توفير المصل للأطفال تحت سن خمس سنوات ولأصحاب الأمراض المزمنة، وفي هذا العام أطلقت وزارة الصحة والسكان حملتها القومية "معا ضد الأنفلونزا للسنة الثانية على التوالي من أجل رفع التوعية بخطورة مرض الأنفلونزا الموسمية وتم توفير تطعيم ضد مرض الأنفلونزا بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات " فاكسيرا" والصيدليات. مرض السكر والإنفلونزا عندما يصاب مرضى السكري بالأنفلونزا، يكونون في خطورة متزايدة للإصابة بمرض مزمن ومضاعفات تؤدي إلى دخول المستشفى والوفاة، وفي الحقيقة فإن مرضى السكر تواجههم خطورة مزدوجة، لأن ارتفاع سكر الدم وهو المشكلة الشائعة لمرضى السكري يؤدي إلى ضعف الوظائف المناعية التي تزيد من التعرض للعدوى، وبالتالي يزيد تأثير مرض السكري على الجهاز المناعي من قابلية التعرض للعدوي، كما أن الإصابة بالإنفلونزا يمكن أن تزيد من خطورة ارتفاع سكر الدم لدى المرض وتفاقم مضاعفات الإنفلونزا لدي مرضى السكري يكونون في خطورة أعلى للتعرض للعدوى والمضاعفات بسبب الإنفلونزا ففي أثناء انتشار أوبئة الإنفلونزا، يكون مرضى السكري أكثر عرضة 6 مرات لدخول المستشفى وتقريبا أكثر عرضة 3 مرات للوفاة بسبب الإنفلونزا ومضاعفاتها عن الأشخاص غير المصابين بالسكري. وللوقاية من الإنفلونزا ولتجنب مضاعفات الإنفلونزا، فإن أفضل طريقة فعالة لمرضى السكري هي الاستفادة من تطعيم الأنفلونزا كل عام. القلب والأنفلونزا الأشخاص المصابون بأمراض القلب يكونون في أعلى خطورة للتعرض للمضاعفات المرتبطة بالإنفلونزا في فصل الشتاء لأن الإنفلونزا تؤثر على القلب والأوعية الدموية بعدة طرق، حيث تسبب الحمى حالات من الوهن والجفاف ونقص التهوية بما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ونقص الأكسجين بالدم الذي يؤدي إلى تسارع ضربات القلب ولزوجة الدم ، وتزداد حالات دخول المستشفي لمرض القلب مع اقتراب فصل الشتاء وتتزايد نسب الوفيات بسبب إصابتهم بفيروس الانفلونزا الذى يؤدي إلي تسارع ضربات القلب وسرعة تكون الجلطات ومن جانبه، أوضح الدكتور شريف الطوبجى أستاذ أمراض القلب ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب ضرورة تطعيم مرضى الهبوط الحاد للقلب والشرايين التاجية ضد الأنفلونزا التى تسبب أزمات قلبية حادة و جلطات يمكن تجنبها. الأطفال والانفلونزا أشار الدكتور جمال سامي، أستاذ طب الأطفال ورئيس المؤسسة المصرية للتطعيمات أن الاطفال لديهم القدرة علي نقل العدوي لمدة تصل الي 10 أيام بعد بدء ظهور الأعراض، كما أن الأطفال بالحضانة والمدارس الابتدائية يمكنهم نقل الفيروس إلي المنازل والمجتمعات حيث يُعد الاطفال أحد الناقلات الفعالة لفيروسات الانفلونزا، وأعلي معدلات العدوي للمرض تظهر بين الأطفال من سن 5 إلي 9 سنوات، موضحا أن التطعيم ضد الأنفلونزا يكون إجباريا بين الأطفال المصابين بالحساسية، كما أن كل من يتعرض للأماكن المزدحمة حيث تكثر العدوى، لافتا إلى أن موسم انتشار الأنفلونزا في مصر يبدأ منتصف أكتوبر وحتى منتصف شهر يناير من كل عام. وطالب الدكتور شريف عبد العال، أمين عام الجمعية المصرية لطب الأطفال بضرورة توفير جميع أنواع التطعيم لكل الأطفال عن طريق الدولة من أجل حمايتهم موضحا ضرروة حصول النساء اللائي سيصبحن حوامل خلال موسم الشتاء علي التطعيم ضد الانفلونزا، وجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 شهور- و59 شهرا. الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة كما أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية ووزير الصحة الأسبق أن التطعيم ضد الأنفلونزا فعال في المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة ويقلل من حالات الدخول إلى المستشفيات ومضاعفات الجهاز التنفسي والوفاة، موضحا أن سلطات الصحة العامة توصي بالتطعيم ضد مرض الإنفلونزا للمرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والبالغين الذين تبلغ أعمارهم أكبر من 50 عاما والأطفال الذين يعانون من الالتهاب الرئوي المزمن (بما في ذلك الربو).
