الانفلونزا الموسمية عدوى حادة تنتقل بسهولة من شخص لآخر، يصحبها بداية مفاجئة للحمى، واحتقان الحلق، والصداع، وألم بالعضلات، وقشعريرة، وفقدان الشهية، والتعب، وإعياء عام شديد، وقد يصل غالباً إلى النسب الوبائية. وأوضح الدكتور جمال سامي أستاذ طب الأطفال ورئيس المؤسسة المصرية للتطعيمات، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بمناسبة المرحلة الثانية من الحملة القومية للتوعية ضد الانفلونزا، أن مناعة الأطفال ضعيفة، لذا لديهم القدره على نقل العدوى لمدة تصل إلى 10 أيام بعد بدء ظهور أعراض الأنفلونزا، حيث تصل أعلى معدلات للعدوى بين الأطفال من سن 5 إلى 9 سنوات. وأكد سامي أن فيروسات الإنفلونزا تعد شديدة العدوى وتنتقل بسهولة من شخص لآخر من خلال رذاذ الهواء الذي يتم إطلاقه أثناء السعال والعطس، كما يمكن للفيروس أيضاً أن ينتقل من خلال المصافحة أو ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس. كما يمكن للبالغين المصابين أن ينقلوا العدوى من اليوم السابق لظهور الأعراض وحتى 5 أيام بعد بداية المرض، والأشخاص ضعيف المناعة بدرجة شديدة يمكنهم إطلاق الفيروس لأسابيع أو شهور. ويرى سامي أن التطعيم ضد الانفلونزا لابد يكون اجبارياً بين الأطفال المصابين بالحساسية، وكل من يتعرض للأماكن الزدحمة، حيث تكثر العدوى، مؤكداً أن موسم انتشار الأنفلونزا في مصر يبدأ منتصف أكتوبر وحتى منتصف شهر يناير من كل عام. وأوضح سامي أنه يتم غالباً الخلط الخاطئ بين الإنفلونزا ونزلات البرد أو عدوى القناة التنفسية الحميدة الأخرى، إلا أنه في واقع الأمر، وعلى خلاف نزلات البرد، قد تسبب الإنفلونزا مرضاً خفيفاً إلى شديدٍ، وقد تؤدي أيضاً إلى مضاعفات قد تهدد الحياة، مثل الالتهاب الرئوي الفيروسي أو البكتيري الثانوي وتفاقم حالات طبية كامنة، بما فيها هبوط (فشل) القلب الاحتقاني ومرض السكري. ? ومن جانبه، حذر دكتور هشام طراف أستاذ أمراض الحساسية? ?بكلية الطب القصر العيني والمستشار الإقليمي للكلية الملكية البريطانية بإدنبرا، من المضاعفات التي قد تصيب بعض الحالات التي تصاب بالانفلونزا خاصةً مرضى الأمراض المزمنة والتي تصل إلى حد الإصابة بالالتهاب الرئوي وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، مشيراً إلى أهمية إعطاء هذه الفئة التطعيم الذي يرفع مناعة الجسم قبل دخول الشتاء. وأكد على ضرورة التطعيم ضد الإنفلونزا خاصةً الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الصدرية المزمنة ومرضى القلب والأوعية الدموية ومرضى الكلى والكبد والدم، ومرضى السكر، إضافه إلى المقيمون في بيوت التمريض وغيرها من مرافق الرعاية المزمنة، والنساء اللاتي سيصبحن حوامل خلال موسم الانفلونزا، وجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6- 59 شهراً. وطبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية تسبب الأنفلونزا مخاطر على صحة الإنسان وخصوصاً الأطفال وكبار السن أكثر من 65 سنة ومرضي القلب والأمراض الصدرية ومرضي السكر الذين هم أكثر عرضة 6 أضعاف للإصابة بمضاعفات الانفلونزا. كما تتسبب الانفلونزا على مستوى العالم في 5 ملايين حالة مرضية شديدة، وما بين 250 ألف إلى 500 ألف حالة وفاة. وقد حددت منظمة الصحة العالمية هذا العام التوصيات الخاصة بأخطر 3 سلالات ضد الأنفلونزا التي يتم استخدامها في تركيب اللقاحات الموسمية من شركات تصنيع اللقاحات، حيث قامت إحدى الشركات الفرنسية بإنتاج وتطوير لقاح ضد الإنفلونزا الموسمية.