الزكام، نزلات البرد، الانفلوانزا، الكحة، تلك هي أهم امراض الشتاء الأكثر انتشارا، لكن ومع انتشار الشائعات بأن فيروس جديد قاتل يجتاح الدول يؤدي للوفاة أصبح كثيرون يظنون أن التطعيم ضد الانفلوانزا ضروري لجميع الحالات، غير أن الأطباء يؤكدون عكس ذلك ليضعوا قائمة محددة للحالات الأكثر احتياجا للتطعيم ضد الأنفلوانزا الموسمية. وعن الفروق الأساسية بين نزلات البرد والأنفلوانزا وضح الدكتورهشام طراف أستاذ أمراض الحساسية بكلية الطب قصر العينى والمستشار الاقليمى للكلية الملكية البريطانية بادنبرا، أن نزلة البرد لا تستدعي الجلوس في المنزل ومن النادر الشعور بالحمى والصداع، أما الشعور بآلام الجسم والإجهاد فيكون خفيفا، ويتكرر الشعور بالاحتقان الأنفي وألم البلعوم والعطس، وأحيانا مصحوب بالكحة، ومن مضاعفاته احتقان الأنف والتهاب الأذن. أما الانفلوانزا فتحتاج الجلوس في المنزل والحمى متكررة 3 أو أربع أيام، والشعور بالإجهاد أو الإعياء ثلاثة أو أربعة أسابيع، مع تكرار الصداع، والشعور باحتقان الأنف والعطس والم البلعوم، ومن أخطر المضاعفات السعال والالتهاب الرئوي. تطعيم الأنفلوانزا والحج وأكد دكتور طراف إلى توصيات اللجنة الاستشارية للقاحات ومنظمة الصحة العالمية اكدت ضرورة التطعيم ضد الانفلونزا خاصة الذين يعانون من الامراض الصدرية المزمنة بما في ذلك الربو والسدة الرئوية المزمنة ومرضى القلب والأوعية الدموية ومرضى الكلى والكبد والدم، ومرضى السكر، بالاضافة الى المقيمين في بيوت التمريض وغيرها من مرافق الرعاية المزمنة، والنساء اللائي سيصبحن حوامل خلال موسم الأنفلونزا، وجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6- 59 شهرا، والأشخاص الذين يقيمون مع أو يتولون رعاية أشخاص معرضين لخطر كبير للإصابة بمضاعفات الأنفلونزا. وأكدا "طراف" أن التطعيم ضد الانفلوانزا يحتاج من 7 – 10 أيام كي تبدأ فاعليته وبالتالي فلابد من أخذه قبل السفر لأداء فريضة الحج بفترة كافية ولا توجد له أي أعراض جانبية، مؤكدا ضرورة زيارة عيادة الطبيب قبل تناوله فمجرد الشعور بأي بوادر للانفلوانزا يعطل عمل التطعيم، مشيرا الى ان هناك 3 أنواع من التطعيمات قد تم طرحها ومن بينها "فاكسيجريب" وهو لقاح يحقن بجرعة واحده سنويا تكفى لمنع مضاعفات الانفلونزا. الأطفال ناقل طبيعى لفيرس الانفلوانزا من جانبه، اوضح أ.د. جمال سامى، أستاذ طب الاطفال جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لحديثى الولادة والمبتسرين أن الأطفال لديهم القدرة على نقل العدوى لمدة تصل إلى 10 أيام بعد بدء ظهور الأعراض، كما ان الاطفال بالحضانة والمدارس الابتدائية يمكنهم نقل الفيروس إلى المنازل والمجتمعات حيث يُعد الأطفال أحد الناقلات الفعالة لفيروسات الإنفلونزا، واعلى معدلات العدوى والمرض تظهر بين الاطفال من سن 5-9. وشدد الدكتور جمال على ان مرض الانفلونزا لا يستهان به بدرجة كبيرة، ويصاب به أكثر من 500 مليون شخص 10% من سكان العالم سنويًا على مستوى العالم، ويسببه فيروس الانفلونزا الذى تتغير صفاته بشكل دائم، مؤكدا ان الأنفلونزا ليست مجرد "نزلة برد سيئة " وانه يجب ان تتم مكافحتها وتجنبها وتطعيم الاطفال فى بداية فصل الشتاء لتجنب اخطارها.