أدي توحش أمراض الشتاء خاصة "الانفلونزا" الموسمية وتغولها في الأيام الماضية في ظل انخفاض درجات الحرارة والطقس السيئپالذي يضرب البلاد لإصابة ملايين المواطنين بامراض الانفلونزا والبرد والرشح لدرجة أن كل بيت مصري أصبح يعاني من أمراض الانفلونزا. الشارع المصري لديه تساؤلات كثيرة عن كيفية مواجهة الوحش الفتاك الملقب بالانفلونزا الموسمية وما هي الأمصال والتطعيمات التي تحمي وتعالج من المرض المزعج؟! طرحنا التساؤلات علي المتخصصين فماذا قالوا؟! يقول د. عمرو قنديل. وكيل أول وزارة الصحة والسكان للطب الوقائي إن الأنفلونزا تصيب جميع الأعمار وقد هاجمت ملايين المصريين منذ بدء موسم الشتاءپوتمثل مرضاً يؤرق شعوب العالم في الشتاء. وقد تؤدي إلي حدوث مضاعفات ووفيات. موضحا أن المنظمات العالمية المعنية بالصحة والأبحاث العلمية أكدت أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة هي كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر. والأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وكذلك القلب. والرئة. والكلي. والكبد. ومرض السكري أو الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي. أشار إلي أنه ينصح المواطنين بالتطعيم سنويا قبل دخول الشتاء لإكسابهم مناعة.. موضحا أن الوزارة اتخذت كل الاجراءات الوقائية والاحترازية بتوفير كل الامصال والتطعيمات وتقدمها كل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وننصح بالتوجه لاقرب مستشفي والالتزام بارشادات الطبيب دون غيرها من ادوية لم يصرح بها طبيب متخصص لكون الفيروسات المسببة للانفلونزا الموسمية منها ما يهدد صحة ومناعة المواطنين. أكد د. نبيل الببلاوي. رئيس الشركة المصرية للمصل واللقاح أنه تم توفير نصف مليون جرعة من لقاح الإنفلونزا الموسمية لشتاء هذا العام. مضيفًا أن سعر الأمبول 35 جنيهًا وفيما يخص اللقاح الثلاثي ¢الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية و أن الشركة تعمل علي إنتاجه محليًا بنسبة 100% خلال الأشهر المقبلة لتغطية احتياجات مصر دون الحاجة إلي الاستيراد من الهند والصين وفرنسا. .. كما نسعي حاليًا لإنتاج المصل الخماسي "السعال الديكي الدفتيريا - التهاب الكبد الوبائي - الإنفلونزا البكتيرية المسببة للالتهاب الرئوي- السحايا" لأول مرة في مصر من الأنتوجين. يري د. أمجد الحداد أخصائي الأطفال ومدير مركز الحساسية والمناعة بالشركة المصرية للمصل واللقاح.أن لقاح الإنفلونزا الموسمية 3 أنواع من فيروسات الإنفلونزا من بينها الموسمي والمعروف إعلاميًا بالخنازير. وأشار "الحداد" إلي أن من ضمن أعراض الإصابة بالإنفلونزا الموسمية التي تصيب الجهاز التنفسي هو حدوث رشح وسعال وزكام وارتفاع بدرجة حرارة الجسم وآلام بالمفاصل والعضلات. موضحًا أن فيروس الإنفلونزا من الممكن أن يحيا خارج جسم الإنسان لفترة تتراوح من ساعتين إلي 8 ساعات حيث يعطي لقاح الإنفلونزا وقاية تتراوح ما بين 70 90% للبالغين. وبالنسبة للأطفال وكبار السن قد يعطي اللقاح وقاية كاملة ولكن يخفف من أعراض مضاعفات الإصابة. ويصف "الحداد" الانفلونزا بأنه مرض مراوغ ويحتاج الي التزام المريض بالعلاج وان هناك نوعين من التطعيمات.. الأول: لقاح غير نشط ويحتوي علي فيروس الإنفلونزا غير حي. ويعطي عن طريق العضل للأطفال من ستة أشهر فما فوق وهو الأكثر استخدامًا في مصر.. والثاني تطعيم حي يعطي عن طريق الاستنشاق أو الحقن للأطفال من عمر سنتين فما فوق حيث تتغير السلالات الفيروسية المسببة للانفلونزا B - A فوق وكلا اللقاحين يحتويان علي سلالتين من انفلونزا سنويا. ينصح د. مصطفي محمدي مدير مركز التطعيمات بالمصل واللقاح.. المواطنين بالتطعيم من أمراض الانفلونزا نظرا لكون شهر يناير هو أكثر الشهور انتشارا للمرض وتكون نسب الاصابة به متزايدة تحديدا للاطفال وكبار السن لضعف المناعة. أشار إلي ان التطعيم يستغرق ما بين 10 إلي 14 يومًا بعد تلقي التطعيم حتي يتمكن الجسم من تكوين مناعة كافية ضد الإنفلونزا ويجب التأكد دائمًا من تجديد التطعيم سنويًا. نظرًا لأنه يتم مواءمة الأمصال كل عام مع فيروسات الإنفلونزا وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية فان موسم الشتاء في العالم وليس مصر يكون محملا بالعديد من الامراض والاوبئة ويجب ان تتخذ الدولة كل الاحتياطات العلاجية والوقائية بشأن ذلك الي جانب التزام المواطن بالحرص علي التطعيم والامصال لمواجهة خطورة المرض . قال د. محمد عوض تاج الدين. أستاذ الأمراض الصدرية. وزير الصحة الأسبق إن الأنفلونزا مرض معد بدرجة كبيرة يصل غالبا إلي النسب الوبائية. موضحا أن انتشار الإنفلونزا يزداد سنويا خلال شهور فصلي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة. مشيرا إلي أن فيروسات الإنفلونزا تعد شديدة العدوي وتنتقل بسهولة من شخص لآخر من خلال رذاذ الهواء الذي يتم إطلاقه أثناء السعال والعطس. كما يمكن للفيروس أيضا أن ينتقل من خلال المصافحة أو ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس. وشدد "تاج الدين" علي أن التطعيم ضد الأنفلونزا ضرورة بالنسبة لمرضي الحساسية الربوية والانسداد الرئوي المزمن.. وأمراض الجهاز التنفسي المزمن. كما أنه ضرورة لأصحاب الأمراض المزمنة والسيدات الحوامل. أكد د. هشام طراف رئيس الجمعية المصرية للحساسية والمناعة علي أهمية الوقاية من مخاطر الإنفلونزا. منوها بعقد المؤتمر الطبي الأوروبي الخامس للإنفلونزا في سبتمبر الماضي. والذي ناقش أفضل الطرق للحد من انتشار الإنفلونزا والوقاية من مخاطرها. محذرا من المضاعفات التي قد تصيب بعض الحالات التي تصاب بالإنفلونزا. خاصة مرضي الأمراض المزمنة والتي تصل إلي حد الإصابة بالالتهاب الرئوي. مما قد تؤدي إلي الوفاة في بعض الحالات. أما د. هشام الحفناوي. مدير المعهد القومي للسكر. فأكد أن الأطباء المتخصصين في أمراض القلب والصدر والسكر أجمعوا علي ضرورة تطعيم المرضي المصابين بتلك الأمراض ضد الإنفلونزا لتجنب مضاعفات الإصابة بالمرض باعتبارهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا. وخاصة كبار السن والأطفال نظرا لأن 90% من حالات الوفاة المرتبطة بمرض الإنفلونزا تكون بين تلك المجموعات من ذوي عوامل الخطورة المرتفعة. قال د. جمال سامي. أستاذ طب الأطفال. ورئيس المؤسسة المصرية للتطعيمات إن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية يبدأ من سن 6 شهور. ويعطي مرتين للأطفال الذين يحصلون عليه لأول مرة في العمر. موضحا أنه من الأفضل الحصول علي التطعيم مبكرا.. ولكن تظل الاستفادة من التطعيم مستمرة حتي قرب نهاية موسم الشتاء في شهر فبراير من كل عام في مصر. وشدد د. عادل الأتربي. استاذ أمراض القلب. رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب. علي ضرورة تطعيم مرضي الهبوط الحاد للقلب والشرايين التاجية ضد الانفلونزا. التي تسبب أزمات قلبية حادة وجلطات يجب تجنبها.. وطالبت د. مني سالم نائب رئيس الجمعية المصرية للسكر والغدد الصماء للأطفال بضرورة توفير التطعيم لكل الأطفال من أجل حمايتهم وشددت علي ضرورة الاهتمام بالاطفال المصابين بمرضي السكر لتقوية مناعتهم وحمايتهم علي مدار العام.