طب التجديد والهندسة الورائية وزراعة الأعضاء كل هذه المسميات طرحها العلماء حديثا لتتحول بدفة العالم نحو الغير مألوف أو غير المعتاد فبعد ما أبهرنا العلم الحديث بالاستنساخ وقصة "النعجة دوللى" وبعدها تقنيات الحامض النووى والتحكم فى الجينات الورائية أصبح العلماء الأن يتلاعبون بالاجساد . فنجد اليوم رجل أمريكي "ريتشارد نوريس "والذي يبلغ من العمر 37 عامًا،يجرى عملية زرع وجه كامل شارك فيها 100 من الجراحين والممرضين في المركز الطبي بجامعة "مريلاند" في بالتيمور على مدى 36 ساعة بعد أن أصيب بتشوهات مروعة جراء حادث مسلح قبل 15 عامًا. وحصل نوريس على وجهه الجديد من مانح مجهول واحد، تبرع أيضا بقلبه ورئتيه وكبده وإحدى كليتيه لخمسة مرضى آخرين، وقد تم أيضا استبدال لسان وأسنان والفكين العلوي والسفلي لنوريس أثناء العملية الجراحية الماراثونية التي خضع لها. وقد جاءت العملية الجراحية نتيجة لبحث استمر على مدى 10 سنوات ومولته وزارة الدفاع الأمريكية، بهدف مساعدة قدامى المحاربين الأمريكيين الذين شاركوا في حربي أفغانستان والعراق، وأصيبوا فيما يعرف بحوادث الأجهزة المتفجرة المرتجلة وليست العملية التى أجراها نوريس هى الأولى من نوعها فقد كانت كوني كولب هي أول شخص في الولاياتالمتحدة تجرى له عملية زرع وجه، ويعود سبب محنة كوني لزوجها توماس جي. كولب الذي أحدث ثقبا خلال وجهها ببندقيته وكان ذلك في عام 2004 في واحدة من أبشع حوادث العنف المنزلي، وكان بقائها على قيد الحياة يعد معجزة رغم أن 80% من وجهها قد فقد نتيجة للحادثة، وخلف مكانه منظرا بشعا.
إلا أنها خضعت لعملية زراعة وجه ناجحة عندما زرعوا لها وجه سيدة متوفية، وذلك في محاولة لاستعادة حاسة الشم والذوق والقدرة على الكلام والابتسام وما أن التئمت جميع عملياتها ، حتى كشفت للعالم عن وجهها الجديد أمام جميع وسائل الإعلام في العالم كما خضعت سيدة أخرى بفرنسا تدعى "إيزابيل دينوار" لعملية زراعة جزء من الوجه "فم وأنف " بعد أن قضم كلبها جزء من وجهها وأصبحت تعيش الآن كإنسان طبيعي بعد إجرائها لأول زرع وجه ناجحة في فرنسا . وأيضا خضع الفرنسى "باسكال كولر " 30 عام لعملية زراعة وجه فى عام 2008 بعد أن كان من المتعذر التعرف عليه نسبه لإصابته بورم عصبي ليفي، وأصبح وجهه الأن يشبه وجه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل.
أما عن أشهر عمليات زراعة الأعضاء على مر التاريخ فنجد أن أول عملية زراعة قرنية فى التاريخ كانت عام 1905 خضع لها لويس غلوغار الذي كان يعمل باليومية وهو تشيكي الجنسية وقد كان مصابا بالعمى في عينيه الاثنين وفى نيوزلندا كان كلينت هالام أول شخص تزرع له يد بشرية. بعد أن فقد يده عندما كان يستخدم منشارا في سجن روليستون عام 1984 حيث كان يقضي عقوبة احتيال. وفي عام 1998 نجحت زارعة يد أجراها له فريق طبي يرأسه الجراح الاسترالي ايرل أوين والفرنسي جين مايكل دوبراند، وحصل على يد جديدة بعد العملية التي استغرقت 13 ساعة في ليون بفرنسا . ومن عمليات زراعة الأعضاء الغريبة والمثيرة تلك العملية التى أجراها رجل صينى فقد عضوا هاما من جسمه هو " القضيب " أو العضو الذكرى ذلك الرجل الذى عاش معاناة كبيرة إلا أن وجد ضلته فى رجل متوفى دماغيا وافقا والديه على التبرع لذلك الرجل التعيس إلا أنه بعد إجراء العملية بأسبوعين فقط أضطر الأطباء إلى إزالة القضيب حيث سبب للمريض وزوجته مشكلات نفسية كبيرة
ومع كل هذه الزراعات الجسدية من وجه وقرنية ويد وغيرها من الأعجازات التى يقف أمامها العقل متعجبا ً والعين متأملة والقلب نابضا ً بمعدلات غير طبيعية فهل يخرج علينا العلماء بأبهار جديد كنا لا نقبل تصديقه ولماذا لا والعلم الأن يحوى ما لا يحويه جورب الحواة !!!