نتائج الانتخابات المصرية اصبحت شيئاً محيراً ،ويحتاج لتفسيرات منطقية وفقاً لتواجد القوى السياسية والتيارات والكتل التصويتية، ووفقاً للتنبؤات المتاحة، والارتباطات الحزبية والعقائدية الموجودة فى مصر ،ولعل ما يجعل التحليل سهلاً ومتاحاً ان تلك الارتباطات مدركة ومعلومة للغالبية، وبتحليلات المشهد قبل واثناء وبعد الثورة يمكن ادراك وقبول تلك النتائج او تفسيرها بعيداً عن المنطقية ومدى وزن القوى السياسية، فنحن لدينا اوزان للقوى السياسية متاحة ولها تأثيرها المباشر ومعلوم ارتباطها التصويتى ،فالإخوان المسلمون هى الكتلة التصويتية الاولى المجمعة والتى تصوت جماعياً وفقاً لقرار واحد متفق عليه ولا يؤثر فيها اى مؤثرات اعلامية او احداث متتالية، فالقرار متخذ لمرشح حزب الحرية والعدالة وقرار نهائى،،ونسبة الحضور للتصويت فى تلك الكتلة قد تصل الى 80%..وتمثل نسبة لا تقل عن 20% من مجموع الاصوات الكلية ،يضاف الى تلك الاصوات المتعاطفين مع الاخوان المسلمين من التيارات الاخرى والغير مرتبطين بأحزاب او من يروا ان الاخوان الافضل لقيادة مصر فى المرحلة المقبلة او تفضيلاً لشخص مرشح الاخوان، مجموع كل تلك الاصوات أتاحت للدكتور محمد مرسى الاحتفاظ بالمركز الاول فى نتائج الانتخابات ،ولا يفوتنا عدم دقة تقدير الاخوان فى امكانية فوزه من الجولة الاولى، ونستطيع الوصول لنتيجة ان نسبة 24%،وهى ما اسفرت عنه النتائج بالفعل ،وتتفق مع المنطق ووزن التأثير الحقيقى للإخوان ،واتفق فى عدم تزوير اى اصوات مؤثرة للإخوان وانهم حصلوا على اصواتهم تماماً. اما بقية النتائج، فهذا ما لا يتفق مع المنطق او القوى السياسية ،وما يهمنا هو من حصل على المركز الثانى، هل بالفعل يعكس القوى السياسية المؤيده له او المتعاطفة معه؟ فحصول الفريق شفيق على المركز الثانى بنسبة تقترب للغاية من المركز الاول وربما متساوية تقريباً والفارق لن يتجاوز "2-4"% ،امراً يحتاج لتفسير ، فمؤيدى الفريق المؤكدين هم اعضاء الحزب الوطنى العاملين، والمتعاطفين معه من بعض رجال الشرطة والجيش، والنسبة الاعظم من الاقباط ،وتلك الكتلة مؤكدة له، واخر الاحصائيات وحسب نسبة التصويت التى لم تصل الى 50 % من مجموع الاصوات ،يصبح من صوتوا فى تلك الانتخابات من الاقباط ،ويضاف لهم اعضاء الحزب الوطنى الذين يرون ان الفريق شفيق راعى مصالحهم والانسب فى وجهة نظرهم،،وبحساب بقية المتعاطفين وبالأرقام المتاحة لا يمكن ان يصل ما يحصل عليه الفريق شفيق على النسبة التى حصل عليها والتى تقترب من 23 % من مجموع الاصوات ،وهنا يمكن الاستفسار، من اين جاءت تلك النتائج ؟ ومن استطاع بحرفية شديدة وعمل منظم ان يجعلها حقيقة واقعية؟ والسؤال الذى يحتاج لإجابة منطقية ،كيف يمكن لشعب قام بثورة على نظام ويصوت لنفس النظام ليعيده مرة اخرى ؟ اخيرا: حصول حمدين صباحى على معظم اصوات الثورة والمناطق الرئيسية مثل الاسكندرية وبورسعيد وكفر الشيخ واخرى يدلل على شعبيته، وانه لم يحصل على نفس التركيز من الاصوات فى المناطق التى شهدت تصويت جماعى للفريق شفيق ،واعتقد ان الصباحى قد كسب شعبية جارفة بعد الانتخابات تؤهله ليكون رئيس مصر بعد القادم اذا استمر على نهجه وتواجده فى الشارع وترابطه مع الثورة، والاعتدال فى منهجه، اما بخصوص السيد عمرو موسى، فكان المتوقع ان يكون ضمن الثلاث مراتب الاولى ،ولولا تأثير الاصوات التى اعطت للفريق شفيق لكان بالفعل فى المثلث الانتخابي ، أما بقية المرشحين فكان متوقعا نتائجها، أو قريبة من التخمينات ،ما عدا الدكتور ابو الفتوح التى انصهرت اصوات مؤيديه ولم يعثر عليها، فكانت له شعبية قوية من الثوار وبعض التيارات المؤثرة مثل السلفيين وكثر من الليبيراليين وهذا ما لم يترجم الى نتائج حقيقية، وتلك اخرى علامة استفهام ؟ اننا امام مشهد معقد ويحتاج لتفسيرات عن كيف حصل الفريق شفيق على تلك النسبة؟ ولماذا تراجع الصباحى وابو الفتوح وموسى ،فى مشهد يشوبه الاشاعات المتواترة عن شبه تزوير من تصويت مجندين واضافة اصوات وهمية للقوائم الانتخابية وغيرها وهذا يحتاج للتدقيق والرصد وتحقيقات عالية المستوى ونزيهة من قبل لجنة يثق فيها كل الشعب المصرى. وفى النهاية لا نملك سوى القول ان فوز مرسى قد يكون له شرعية،اما فوز شفيق فشرعيته تحتاج لا زالت كل الشوائب التى صاحبت الاصوات التى حصل عليها ،ولا نفسر ذلك قطعاً او نحكم ان هناك تزويراً ،بل إننى اقول ان نتائج الانتخابات غير منطقية ولا تعكس القوى السياسية الحقيقة فى الشارع المصرى .نقلا عن بوابة الشروق