الأسبوع الماضى كان بالفعل أسبوع المواءمات السياسية فى كل من فريق الليبراليين وفريق الإسلاميين. فقد شهدت كواليس حزب النور السلفى خلافا سياسيا حادا حول التمسك بالآراء والأحكام المتشددة للسلفيين، وانحاز معظم قيادات حزب النور إلى ضرورة التمسك بهذه الأفكار وعدم التراجع عنها، خوفا من خسارة أنصارهم من الناخبين السلفيين.. وبرر الفريق المؤيد لعدم التخلى عن الخطاب المتشدد، أن السلفيين لم يحصدوا أصواتًا خارج دائرتهم السلفية، وأن أصوات الطبقة الوسطى من خارج السلفيين ستذهب ،إما الليبراليين أو الإخوان (حزب الحرية والعدالة). ولذلك فإن التراجع عن الأفكار الجماعة السلفية لم يفد الحزب فى كسب أصوات الناخبين الليبراليين، ولكنه سيفقدهم أصوات الناخبين فى دوائر السلفيين، ويظهر الحزب فى موقف المتراجع والمتخلى عن قناعاته فى تطبيق شرع الله، ولذلك عادت النغمة المتشددة للخطاب السلفى فى الفضائيات بعد أقل من 48 ساعة من اختلافها، وإن كان حزب النور قد حرص على الدفع ببعض قيادات الحزب ذات المظهر العلمانى (البدلة والذقن القصير) فى البرامج، وأن يكون هؤلاء القياديون من الخبراء فى مجالات الاقتصاد لإثبات جدارتهم فى المجال الاقتصادي،
المثير أن نفس الحوار قد دار فى كواليس الكتلة المصرية للرد على شائعات تأييد الكنسية لمرشحى الكتلة، فقد اعترض بعض قيادات الكتلة على فكرة إعلان للكتلة يظهر فيه رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الدكتور محمد أبوالغار، الذى يؤكد فيه أبوالغار أن 80% من أعضاء الكتلة مسلمون، وكان وجهة الاعتراض ألا تبدو الكتلة تتبرأ من دعمها لفكرة الليبرالية والحماس للدفع بمرشحين أقباط فى إطار إيمان الكتلة المصرية بالمواطنة، وحذرت قيادات بالحزب فى أن التراجع قد يجعل الكتلة فى موقف الوفد المتأرجح بين الإخوان والليبراليين، وهو موقف جعل الوفد يخسر فى المرحلة الأولي، بل جعله أكبر الخاسرين.
وأضاف المعترضون أن الكتلة تستهدف أصوات ناخبين يؤيدون الموقف الليبرالي، ويتطلعون للدولة المدنية ويرون فى الكتلة تعويضًا عن خيانة الوفد للأفكار الليبرالية.
2
البدوي: الليبراليون مجرد أصفار فحصل على الصفر الأكبر بعد إعلان نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، بدأت بعض قيادات حزب الوفد فى إعادة قصة الصفر الشهيرة. وإضافة النكات والتشنيعات على رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي، وتعود قصة الصفر إلى اجتماع للهيئة العليا للوفد قبل بدء الانتخابات. وقد عرض فى هذا الاجتماع نتائج اللقاءات بين قيادات حزب الوفد والأحزاب الليبرالية، وكان يمثل حزب الوفد فى هذه اللقاءات كل من فؤاد بدراوى وعلاء عبد المنعم، وتوصل الاثنان إلى اتفاق مع أحزاب المصريين الأحرار والديمقراطى المصرى وعدة أحزاب ليبرالية إلى تكوين تحالف انتخابى بينهم، وأن يقود الوفد التحالف بشرط أن يفض الوفد تحالفه مع الإخوان.
وعند عرض بدراوى وعبدالمنعم الاقتراح على الدكتور السيد البدوي، فؤجئ الجميع أن الدكتور البدوى يقول إن سعد زغلول قال صفر + صفر يساوى صفر. وأنا أريد أن أقول لكم صفر + صفر + صفر + صفر يساوى صفر، والشباب والأحزاب الليبرالية لا يملكون شعبية فى الشارع مثل الوفد والإخوان، ورد عليه علاء عبدالمنعم أن هؤلاء هم الذين قاموا بثورة 25 يناير، والمهم أن السيد البدوى استطاع أن يقنع الهيئة العليا بعدم التحالف مع الليبراليين، وبعد حصول الكتلة على 14% من نتائج المرحلة الأولي، عادت بعض قيادات الوفد تتذكر الحكاية بمزيد من السخرية، وقال البعض إن ربنا طرح البركة فى (أصفار الكتلة) وخسف بقوة الوفد فى الأرض، ورغم ذلك الدرس القاسى لرئيس حزب الوفد، فإن الدكتور البدوى لم يستفد من الدرس فعاد مرة أخرى إلى رفض التنسيق مع الليبراليين. وفضل التنسيق مع الإخوان فى المرحلتين الثانية والثالثة