أكد الدكتور محمد سليم العوا أن الشعب المصري يقوم الآن باختيار برلمان جديد متعدد الاتجاهات و يعود الفضل في ذلك لنظام الانتخاب بالقائمه النسبية والتي تساعد علي الوقوف ضد اختيار حزب معين دون سواه و اتاح الفرصه لجميع الأحزاب للمشاركة في البرلمان و تمثيل جميع فئات الشعب المصري . وأشار العوا في ندوة بجامعة بني سويف تحت عنوان " مصر إلى أين " أقيمت عصر " الثلاثاء " 6 ديسمبر أن مصر قد عبرت الخطوة الأولى في إتجاه الديمقراطية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ، وأكد العوا أن المرحلة الأولى من الانتخابات كانت نزيهة وإن كانت هناك بعض حالات التجاوز أو التزوير فكانت في مناطق محدوده ولا تؤثر على النتيجة الإجمالية للانتخابات .
وأكد الدكتور العوا أن هناك جهداً كبيراً بذل من جانب القوى السياسية و رجال الإعلام لتوعية المصريين وإقناعهم بأهمية الإنتخابات البرلمانية ، مما أدى إلى اهتمام 52 % من الشعب المصري بالإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى، وأشار العوا إلي ضرورة حرص الناخبين علي الإدلاء بأصواتهم في المراحل الباقية من الانتخابات البرلمانية .
وأوضح العوا أن ما حدث بين الشرطة و المعتصمين في ميدان التحرير من محاولات لفض الإعتصام والتظاهر ساهم في عقد عدد من الاجتماعات بين القوى السياسية والمجلس العسكري للتفاوض وتحقيق مطالب المتظاهرين ، حيث كانت نتيجة الاجتماع الأول أن يتم إحالة عناصر الشرطه المتهمين بالإعتداء على المتظاهرين الى الجهات المختصة ، وأشار العوا الى أن السبب الرئيسي في هذه الأحداث هو السكوت و التغاضي عن وثيقة علي السلمي لفترة طويلة دون الإعلان عن التخلي عنها .
وأضاف العوا أن المطالب الأساسية التي كانت تعرض على المجلس العسكري من قبل القوى السياسية تركزت عليً كفالة حق المتظاهرين والاعتصام السلمي وقبول إستقالة عصام شرف و حكومته ، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتحديد موعد لتسليم السلطة للمدنيين ، واطلاق سراح كل من تم القبض عليهم ظلماً في التظاهرات ، والموافقه على تشكيل مجلس استشاري بجانب المجلس العسكري .
وعلق العوا علي الشكوك التي أصابت الجميع بخصوص نية المجلس العسكري في تنفيذ هذه المطالب ، ولكن بعد ظهور أعضاء المجلس العسكري في وسائل الإعلام وتأكيد التزام تنفيذ المجلس العسكري بهذه المطالب وأيضاً تحديد موعد لتسليم السلطة للحكم المدني حتى إذا لم يتم الإنتهاء من الدستور. وبهذا فقد تأكدت نية المجلس العسكري في عدم الإستمرار في السلطة ، وهو ما يعتبر أحد مكاسب ثورة 25 يناير .
وأكد الدكتور محمد سليم العوا أن المجلس الاستشاري هو مجلس معاون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في اتخاذ القرارات العامه للبلاد ، وهذه الاستشارات لا تعتبر ملزمة رسمياً ولكنها ملزمة أدبياً ، والمجلس الاستشاري مؤقت ينتهي دوره كلياً بإنتهاء الانتخابات الرئاسية ، وأشار العوا الى أن هذا المجلس الاستشاري يستطيع الاستعانة برأي أي متخصص في مجال معين أو أي خبير وذلك لكي لا يكون هناك احتكار للرأي من قبل أعضاء هذا المجلس الإستشاري المؤقت .
وأكد الدكتور العوا على أنه يجب علي أعضاء البرلمان أن يكونوا عند حسن ظن الشعب المصري بعد انتخابهم ، ولا يجب أن تكون مطالبهم مطالب شخصية وإنما مطالب عامه تحقق أهداف الثوره .