أمر مثير للسخرية ؛ فالكيان الصهيوني يرفض الحكومة الفلسطينية المرتقبة قبل الإعلان عن تشكيلها .. فمن المنطق أن يأتي الرفض عقب الإعلان عن التشكيل الحكومي .. إلا أن الرفض قد جاء مبكرا ! ولكن لأن (حماس) هي الرعب الحقيقي للكيان ولأن في الوحدة قوة فكان الرفض متوقعا .. فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس - الإثنين - أن حكومة الوحدة الفلسطينية التي تضم حركة حماس الاسلامية لا يمكن اعتبارها شريكا للسلام مع إسرائيل . لكن فيما يعد تحولا في مواقف تتمسك بها إسرائيل منذ فترة طويلة لوح الزعيم الإسرائيلي اليميني باحتمال تسوية مستقبلية بشأن الأراضي إذا تمت تلبية شروطه للسلام .. والتي قوبلت برفض فلسطيني في الماضي . وقال نتنياهو : " هذه التنازلات مؤلمة لأنها تعني على أي حال مساحات من وطننا .. هذه ليست أرضا غريبة وإنما أرض آبائنا ، ولنا حقوق تاريخية وليس مصالح أمنية فقط " . وقال نتنياهو - في كلمة أمام الكنيست قبل محادثات في واشنطن مع الرئيس / باراك أوباما الجمعة - : إن اتفاق الوحدة الذي توصل اليه الرئيس الفلسطيني / محمود عباس هذا الشهر مع حماس عائق أمام السلام .. وأضاف : " إن حكومة نصفها يتألف من أولئك الذين يعلنون يوميا نيتهم تدمير دولة إسرائيل ليست شريكا للسلام " . ويتضمن اتفاق الوحدة : تشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات هذا العام ، ويراه الفلسطينيون أساسيا لرأب الصدع قبل التقدم بطلب للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر / أيلول . ويرى زعماء فلسطينيون أن مثل هذه الإدارة ستتكون من مستقلين ، وأن عباس سيقود أي اتفاقات سلام مع إسرائيل . وتعثرت محادثات السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة بعد فترة قصيرة من استئنافها في سبتمبر / أيلول الماضي بعد أن رفض نتنياهو تمديد وقف جزئي للبناء في المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 . وقال المسئول الفلسطيني / صائب عريقات وهو يعلق على الكلمة : إن نتنياهو اختار "الإملاءات وليس التفاوض " ، وأنه المسئول الوحيد عن خروج عملية السلام عن مسارها . لكن معلقين سياسيين إسرائيليين يرون تخفيفا في خط نتنياهو بشأن المستوطنات . وقال نتنياهو في كلمته : إسرائيل يجب أن تحتفظ "بالكتل الاستيطانية" في أي اتفاق سلام في المستقبل .. وقال معلقون : هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها تلك العبارة ، وأشاروا إلى أنه ربما كان يقصد أنه مستعد لإخلاء مستوطنات معزولة صغيرة من أجل السلام . وأكد نتنياهو الذي من المقرر أن يتحدث أمام اجتماع مشترك لمجلسي الكونجرس يوم 24 مايو / أيار أن اقتحام حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان وقطاع غزة - الذي تديره حماس - من جانب متظاهرين فلسطينيين يوم الأحد هو هجوم على سيادتها . وفتحت القوات الإسرائيلية النار على ثلاثة مواقع حدودية في محاولة لمنح حشود المحتجين من العبور وقتلت 13 شخصا على الاقل من المتظاهرين الفلسطينيين في ذكرى النكبة الذي يصادف قيام إسرائيل في عام 1948 . وقال نتنياهو : إن ترديد محتجين بينهم لاجئون فلسطينيون عبارة أنهم يريدون العودة إلى يافا يبين أنهم لم يتقبلوا بعد وجود الدولة اليهودية . وأضاف : إن " الشرق الأوسط يتغير بشكل كبير وبسرعة ، ومن المحتمل جدا أن تحدث في المدى البعيد تغييرات إلى الأفضل " .. لكنه حذر وهو يشير إلى أحداث يوم الأحد من : أنه " في المدى القصير أو المتوسط فإن وضعنا قد ينطوي على مزيد من المشاكل " . وقال نتنياهو وهو يقرأ من قائمة شروط وضعها من قبل للبرلمان : إن رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل على أنها وطن الشعب اليهودي هو أصل الصراع الإسرائيلي - العربي . وأكد نتنياهو مجددا أن أي دولة فلسطينية في المستقبل يجب أن تكون منزوعة السلاح .. مع بقاء وجود عسكري إسرائيلي على الحدود الشرقية عند (نهر الأردن) ، ورفض عباس أي نشر من هذا القبيل للقوات .