انفردنا بالخبر قبل أسبوعين.. واليوم ننفرد بالتفاصيل
لا يخرج حزب الوفد من مأزق إلا ويدخل في مأزق جديد، فمنذ تحالفه مع الإخوان المسلمين يعيش حالة من التمزق السياسي، إذ كيف لحزب يمثل التيار الليبرالي الساعي لإقامة دولة مدنية أن يتحالف مع تيار يرسخ بكل الطرق لإقامة دولة دينية؟.. هذا الموقف دفع عدداً من قيادات الحزب لتجميد عضويتهم بل والنزوح منه إلي أحزاب أخري يرونها الأنسب للتعبير عن هويتهم السياسية. وليس بعيدا من ذلك التوجه الجديد للوفد- في ظل رئاسة البدوي- انتهي الحزب إلي عدة قرارات مثيرة تتعلق بانتخابات مجلس الشعب القادمة، وتنذر بأزمة جديدة تضاف إلي أزماته السابقة، لكن منها ما قد يشعل الحزب خلال الأيام القليلة القادمة. أبرز هذه القرارات قيامه بترشيح عدد من أعضائه ممن خرجوا علي مبدأ الالتزام الحزبي في انتخابات 2010، أما أكثرها دهشة فهو سعيه لضم أعضاء من قيادات الحزب الوطني المنحل، بل والدفع بهم علي قوائم مرشحيه في انتخابات الشعب القادمة. وكان «الوفد» قد انتهي من إعداد قائمته الانتخابية التي ضمت 100 مرشح من قيادات الحزب ونوابه السابقين بالبرلمان ومرشحيه في الانتخابات السابقة، فضلا عن عدد ممن خرقوا قرار الحزب الذي يقضي بانسحاب مرشحيه من الانتخابات وعدم خوض جولة الإعادة في دورة 2010، لكنهم فعلوا عكس ذلك، وهم "فؤاد بدراوي، محمد شردي، طارق سباق، محمد المالكي، نافع هيكل، وعاطف الأشموني". وينضم إليهم سفير نور الذي قال وقتها إنه لو خُيّر بين حزب الوفد ومجلس الشعب لاختار المجلس. السبب الثاني هو ضم القائمة لأسماء من أعضاء الحزب الوطني المنحل والذين انضموا مؤخرا للحزب، وهو ما يراه كثيرون نابعاً من فقدان «الوفد» لدوره وشعبيته التاريخية، وبحسب المصادر فالقائمة الأولية ضمت أسماء كل من: مصطفي عبدالكريم وسيترشح عن دائرة مصر القديمة، ومصطفي الشاذلي عن الأزبكية، وعيد هيكل في دائرة المرج، وصديق عفيفي في جنوبالجيزة، ووليد مراد رئيس نادي الطيران في دائرة مصر الجديدة، وعبدالعليم فوزي عن دائرة منيل شيحة، ورجل الأعمال عبدالحميد بدوي دسوقي، والناقد الرياضي محمود معروف، ومدحت ناصر في دائرة بولاق الدكرور، ورجل الأعمال عبدالسلام الخضراوي عضو شوري سابق عن الحزب الوطني وسيدفع به «الوفد» لخوض المعركة في شبرا الخيمة.. من ناحية أخري انتهي حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين من إعداد قائمته الانتخابية وضمت 100 عضو، منهم النواب السابقون الذين مثلوا الجماعة في برلمان 2005، وعددهم 88 نائبا، فضلا عن 19 نائباً سابقاً من دورة 2000، كما ستدفع الإخوان بمرشحين منها- لم ينضموا لحزب الحرية والعدالة- علي المقاعد المخصصة للنظام الفردي، وهي الميزة التي سيحرم منها حزب الوفد الذي يخوض الانتخابات من خلال القائمة فقط.