إعلان وقف الحرب.. آخر تطورات الأوضاع عن قطاع غزة

تتحرك الدبلوماسية الإقليمية والدولية بوتيرة غير مسبوقة نحو إنهاء الحرب المدمرة في قطاع غزة، مع مؤشرات قوية على قرب الإعلان الرسمي عن اتفاق شامل برعاية مصرية – أميركية، يستند إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتشير التسريبات المتتالية من واشنطن وتل أبيب إلى أن التوقيع النهائي سيُجرى في شرم الشيخ خلال الأيام المقبلة، في خطوة قد تشكل تحولًا جذريًا في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

تفاصيل الاتفاق وتطورات المفاوضات
كشفت مصادر مطلعة لقناتي العربية والحدث أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على معظم بنود الاتفاق، بينما ما تزال تدرس بعض الملفات الحساسة، وعلى رأسها تسليم جثماني يحيى السنوار وشقيقه، إلى جانب أسماء أسرى طلبت حركة حماس الإفراج عنهم. وأكدت المصادر أن تل أبيب فرضت "فيتو" على الإفراج عن عدد من الأسماء التي اقترحتها الحركة.
القناة الإسرائيلية 13 نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "كافة النقاط الجوهرية تم التوافق عليها، وما تبقّى مجرد تفاصيل صغيرة"، مشيرة إلى أن تسليم رفات القتلى سيتم على مراحل، نظرًا لوجود بعض الجثامين في مناطق لا تخضع حاليًا لسيطرة حماس.
كما أكدت المصادر أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستنطلق فور توقيع الاتفاق، لبحث استكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، والوقف الشامل لإطلاق النار.

الدور المصري والدولي
أبرزت التطورات الأخيرة الدور المحوري لمصر في التوصل إلى هذا الاتفاق، إذ وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لحضور مراسم التوقيع في شرم الشيخ.
وأعلنت مديرة مكتب قناة الحدث في واشنطن ناديا البلبيسي أن ترامب سيصل إلى مصر يوم الأحد المقبل للمشاركة في مراسم التوقيع، مشيرة إلى أن البيت الأبيض أكد أيضًا أن ترامب قد يتوجه إلى الشرق الأوسط يوم الجمعة استعدادًا للزيارة.
كما كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن وصول المستشارين الأميركيين ويتكوف وكوشنير إلى تل أبيب الليلة الماضية، للتحضير للزيارة التاريخية المرتقبة.
مواقف ترامب والتصريحات الأميركية
في تصريحات لافتة، قال ترامب إنه "ربما يزور مصر يوم الأحد" مشيرًا إلى أن "اتفاق غزة بات قريبًا جدًا"، مضيفًا أنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل لا يمكنها أن تحارب العالم بأسره، وقد فهم ذلك جيدًا".
وكشفت وكالة فرانس برس أن الإدارة الأميركية تستعد للإعلان الرسمي عن الاتفاق خلال ساعات، وسط ترقب عالمي كبير لما سيسفر عنه مؤتمر شرم الشيخ.
الموقف الفلسطيني – تيار الإصلاح الديمقراطي يرحب
في بيان رسمي، رحّب تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالاتفاق الذي تم توقيعه في شرم الشيخ، مؤكدًا أنه يمثل "انتصارًا لصمود الشعب الفلسطيني، ونهاية لمذبحة الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بحق أهل غزة".
وأشاد البيان بجهود مصر وقطر وتركيا في التوصل إلى هذا الاتفاق، مثمنًا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي "الذي رفض مؤامرة التهجير ودعم صمود الفلسطينيين في أرضهم"، وداعيًا إلى الإسراع في عقد مؤتمر إعادة إعمار غزة في مصر، وتسريع سفر الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج.
فتح معبر رفح لأول مرة منذ عام ونصف
أعلنت مصادر عبرية أن معبر رفح سيُفتح لأول مرة منذ أكثر من عام ونصف، في خطوة تمثل انفراجة إنسانية كبيرة، وتؤشر إلى بدء تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض، خاصة ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.

ختاما: اتفاق شرم الشيخ يمثل محطة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، إذ أنهى أطول الحروب التي شهدتها غزة، وأعاد للدبلوماسية المصرية دورها القيادي في تحقيق الاستقرار الإقليمي. وفي حال تم التوقيع النهائي الأحد المقبل بحضور ترامب والرئيس السيسي، فإن العالم سيكون أمام لحظة تاريخية قد تعيد صياغة معادلة السلام في الشرق الأوسط.