شهدت الساعات الأخيرة زخمًا سياسيًا واسعًا عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الجديدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي وصفها بأنها "الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط". وجاءت الخطة بعد مشاورات مكثفة بين واشنطن وتل أبيب وعدد من العواصم الإقليمية، لتطرح تصورًا مفصلًا لوقف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء قوة استقرار دولية في القطاع.
تفاصيل الخطة الأمريكية تضمنت خطة ترامب عدة مراحل للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، موزعة وفق أربعة خطوط أساسية: الخط الأزرق: خط السيطرة الحالي للجيش الإسرائيلي. الخط الأصفر: انسحاب أولي بعد إطلاق سراح الرهائن. الخط الأحمر: انسحاب ثانٍ مشروط بتنفيذ المعايير المحددة في الخطة. الخط الأخضر: منطقة أمنية عازلة دائمة. وأكد البيت الأبيض أن الخطة لا تجبر أي فلسطيني على مغادرة غزة، مشيرًا إلى أن من يرغب في المغادرة سيكون له الحق في العودة، مع تشجيع السكان على البقاء والمشاركة في إعادة إعمار القطاع. كما نصت الخطة على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة تتولى الانتشار الفوري في غزة لتدريب ودعم قوات شرطة فلسطينية محلية.
مواقف الأطراف المعنية نتنياهو: أعلن دعمه الكامل لخطة ترامب، معتبرًا أنها "تضمن استعادة جميع الرهائن وتمنع غزة من أن تشكل تهديدًا لإسرائيل مجددًا"، لكنه شدد في الوقت نفسه قائلًا: "لم أوافق على إقامة دولة فلسطينية، وهذا ليس مكتوبًا في الاتفاق." وأضاف: "إذا رفضت حماس أو تظاهرت بالموافقة ثم عرقلت التنفيذ، فإسرائيل ستتصرف بنفسها، بالطريقة السهلة أو الصعبة." القيادي في حماس محمود مرداوي: وصف الخطة بأنها "فضفاضة وغير مضمونة"، مؤكدًا أن الحركة ستدرسها بحذر. في السياق ذاته، نقلت رويترز عن مصادر دبلوماسية أن رئيس وزراء قطر وكبير المخابرات المصرية سلّما ممثلي حماس نسخة رسمية من الخطة الأمريكية، وأن قيادة الحركة وعدت بدراستها بحسن نية قبل إصدار موقف رسمي. دولة فلسطين: أصدرت بيانًا رسميًا رحبت فيه ب "الجهود الصادقة للرئيس ترامب لإنهاء الحرب"، وأكدت استعدادها للتعاون مع الولاياتالمتحدة ودول المنطقة من أجل اتفاق شامل يضمن إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حل الدولتين. كما تعهدت السلطة الفلسطينية بإجراء انتخابات عامة خلال عام واحد بعد انتهاء الحرب، وتنفيذ إصلاحات شاملة في مؤسساتها ومناهجها التعليمية.
ترحيب دولي واسع لقيت الخطة تأييدًا من عدة عواصم عالمية: رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قالت إن "الاتحاد الأوروبي يرحب بخطة ترامب ومستعد للمساهمة في تنفيذها"، مؤكدة أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم". المستشار الألماني أعرب عن استعداد بلاده لتقديم "مساهمة ملموسة لتنفيذ الخطة"، مشددًا على أن "الفرصة لا يجب أن تضيع". كما أعلنت عواصم أوروبية بارزة دعمها للمبادرة الأمريكية واعتبرتها خطوة جادة لفتح مسار جديد نحو السلام في المنطقة. من جهته، قال المستشار ويتكوف في لقاء مع فوكس نيوز إنه "متفائل للغاية بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة".
في النهاية ترى واشنطن وتل أبيب في الخطة خطوة نحو إنهاء الحرب وترتيب الوضع الأمني في غزة، ينظر الفلسطينيون إليها بمزيج من الحذر والترقب، في ظل مخاوف من أن تكون مقدمة لتكريس واقع جديد يهمّش القضية الفلسطينية ولا يعالج جذورها. وبين التأييد الدولي والمواقف المتحفظة، تبقى الأسئلة الكبرى قائمة:هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الحرب فعلًا؟؛ أم أنها تُمهّد لتسوية جديدة تُفرض على الأرض كما فُرضت خطط سابقة؟.