مع تفاقم مشكلة الأسكان بين الشباب ظهرت لمرة الأخرى الأسرة الممتدة والتى يعيش فيها فى منزل واحد الأبن وزوجته والأحفاد فى منزل واحد تماما مثل مايحدث فى الريف المصرى وهكذا عادت مظاهر الأسرة الزراعية تطفو مرة اخرى كظاهرة اجتماعية جديدةفى داخل المدن فى مصر. اذا كان عودة الأسرة الممتدة لها جوانب ومشاكل عديدة فأن اهم مشاكلها خاصة بتربية الصغار الجدد او الأحفاد الا وهى تضارب السلطات فقد ترى الام انه لاداعى لتكديس الملابس الثقيلة على الطفل فى الشتاء سوى ان الجدة ترى ان عدم تنفيذ هذا الأسلوب فى ملابس الصغير نوعا من الأهمال من الأم وعدم المبالاة. ويحدث تضارب ايضا عندما ترغب الأم فى تعويد صغيرها على الذهاب الى فراش النوم فى ساعة مبكرة وثابتة فى الوقت الذى ترى فيه الجدة انه لا مانع من ترك الطفل حسب رغبته فى السهر او النوم. يقول د.سبوك وهوعالم نفسى متخصص فى نفسية الصغار فى كتابه الشهير (تربية الصغار فى الزمن الصعب)ان تضارب السلطات فى اسلوب تربية الصغير تنشىء نوعا من المباراة بين الأم والجدة والخاسر فيها هوالطفل لأنه يظل مشتت طوال الوقت بين طرفبن مختلفين. كما ان الجدة تحاول توصيل رسالة الى الأم الحديثة هى انك غير جديرة بان تكونى ام!!! ويضيف الدكتور سبوك ايضا ان قد تكون الجدة تعرف بحكم خبراتها الكثيرفى تربية الأبناء اكثر من الأم الحديثة ولكن لا تعلم الجدة ان الطفل فى غاية الذكاء وهويستطيع ان يلعب على تضارب تلك السلطات لمصلحته الشخصية . قد تكون الجدة غير راضية عن زوجة ابنها مثلا وقد تنقل هذا الأحساس من خلال اصدار اوامر تتتناقض مع اوامرها . اوصى د. سبوك الجدات انهن يجب ان يعلمن ان مصدر السلطات فى حياة الصغير يجب ان تكون من امه وابوه فقط ولا داعى لأهداء مزيد من التوتر للأسرة الشابة يكفيها ما تعانيه من مشاكل فى هذا الزمن الصعب.