اختار عدد من الفنانين هذا العام دخول الماراثون الدرامى فى رمضان بقصص تحاكى الحارة الشعبية وهو سلاح ذو حدين، إما أن يكون رهانا مضمونا لجذب انتباه قاعدة جماهيرية، أو أن تكون الدراما بعيدة عن الواقع بتقديم الوجه القبيح للحارة الشعبية وهو يوضحه بعض مؤلفى الدراما لهذا العام فى البداية قالت المؤلفة عبير سليمان التى تخوض السباق الرمضانى بمسلسل «ملوك الجدعنة» للنجمين مصطفى شعبان وعمرو سعد وهو العمل الذى استوحت الفكرة الرئيسية منه من الفيلم الشهير «سلام ياصاحبى» وقالت: «الشركة المنتجة تملك حقوق سلام يا صاحبى والحقيقة أن الفكرة كانت للمخرج أحمد خالد موسى من البداية، وبالفعل بدأت العمل على الخط الأساسى للعمل وهو قصة صعود بطلين أصحاب من حى شعبى يقفان فى مواجهة عالم الشر إلى أن تفرقهما المطامع، وهذا السطر نفسه فكرة ملوك الجدعنة لكن بمعالجة تناسب معطيات الحياة فى 2021»، وأضافت: «اعتمدت عند كتابتى للعمل بشكل أساسى على فيديوهات السوشيال ميديا، وتحديدا التيك توك، الذى أتاح لناس كثيرة من الطبقات الشعبية أن تقدم فيديوهات بلسانها وبطريقة كلامها، وأنا أعد الجمهور بحوار مختلف سيكون مسموعًا لأول مرة بفضل البحث الذى أعدته على شباب هذه الأيام، وأعتقد أننا استطعنا تقديم شيء مختلف ولغة جديدة، حتى أن الممثلين فى مرحلة الإعداد علقوا بأن الحوار ليس تقليديا، وأوضحت أنها لم تتناول الحارة الشعبية لا من الوجه القبيح ولا البطل الشعبى وإنما قدمت نموذجا إنسانيا لبطلين ولا يوجد شر مطلق ولا خير مطلق والبطلان متربيان تربية شعبية أساسها الجدعنة والأحداث توضح كيف أصبحا أصدقاء «فى ضهر بعض» ولم يفترقا إلى أن تأتى لحظات يتغيران بسبب مكائد أو أطماع فتحدث الفرقة بينهما وتظهر الجوانب الخفية فيها بعض الشر وتضحية بقيم الصداقة، ونفت سليمان أن يحتوى المسلسل على ألفاظ بذيئة قائلة: «أنا كاتبة حوار حى، حوار شبه الناس فى الشارع، وفى إفيهات وفى ضحك وفى صياعة ولكن أنا مش رقيب وهذا ليس دورى، وهناك عناصر مكملة للعمل مثل مخرج له رؤية فى العمل وممثلين لهم أداء بالإضافة إلى الجهات الرقابية التى من حقها أن توافق أو تضيف وتمنع أشياء، ومن المفترض أن يكون العمل جماعيًا وليس المؤلف فقط. أما المؤلف محمد صلاح العزب فاختار أن يعيد النجاح الذى حققه مع الفنان الشاب محمد إمام فى تجربة «هوجان» فى إطار شعبى جديد ليخوضا لسباق بمسلسل «النمر» فيقول: «أنا ومحمد متفقين على سلسلة درامية وهى سلسلة الأبطال الخارقين الشعبية فمثلا فى هوجان قدمنا «الرجل الأخضر» لكن شعبى مصرى، أما فى «النمر» نقدم نموذجًا لشخصية باتمان أو روبن هود وهذه السلسلة قدمنا منها حلقتين وأتمنى أن نستكملها فيما بعد وأضاف أنه يسعى لتقديم البطل الشعبى «روبن هود الغلابة»، بشكل جيد فإمام يقدم شخصية الشاب الشعبى البسيط، لكن ليس متحرشًا ولانصابًا أو بلطجيًا وتاجر مخدرات كما اعتادت الدراما تقديم النماذج الشعبية فهو جدع ولديه قيم ومبادئ ينصرها ويقف مع الغلبان والضعيف فى دراما اجتماعية غالب عليها الأكشن، فنراه شابا صعيديًا يأتى إلى القاهرة على حى الصاغة، ويبدأ العمل فى قصة صعود ويحاول أن يكون من كبار تجار الذهب، ويضيف العزب أن الحارة الشعبية تغيرت والشخصيات الشعبية نفسها تغيرت ونحن نرصد التغيرات التى تحدث فى الشخصية سواء كانت تغيرات سلبية أو إيجابية، ويتم تقديم نموذج محبب لشخص لديه قيم ومبادئ، وأكد أنه ضد تقديم القبح غير المبرر دراميا فى الحارة الشعبية. وأخيرا علق المؤلف أيمن سلامة الذى يخوض السباق بمسلسل «بنت السلطان» وهو أولى بطولات الفنانة روجينا الدرامية، قائلا: «من وجهة نظرى أنه لا يصح تصنيف العمل دراميًا شعبيًا وغير شعبى لأن العمل طبيعى أن يحتمل عائلة هاى كلاس وأخرى شعبية، وهذا هو نمط الحياة، وملسل «بنت السلطان» يقدم مجتمعية متكاملة فالدراما التليفزيونية مساحتها تستوعب أكثر من طبقة وأضاف أن روجينا ستكون مفاجأة رمضان هذا العام فهى تقدم شخصية امرأة تدعى منار، وأن البرومو الترويجى الأول أوضح أنها قد تقدم أكثر من شخصية وأنها مصابة بالفصام وقد تكون شخصية واحدة تعيش حياتها بفترتين أحدهما حياة شعبية بسيطة والأخرى حياة غنية نوعًا ما وهو ما ستكشفه الأحداث.