نادرا ما يستطيع فيلم أو شخصية سينمائية ربما تكون خيالية أن تثير أزمة سياسية أو تحدث ثورة اقتصادية، ولكن يبدو أن هذا هو ما حدث مع «روبن هود»، تلك الشخصية الأسطورية التى أحبها الفقراء واتهمها الأغنياء بالسرقة والاحتيال وذلك لإيمانه بمبدأ غريب فى تطبيق العدالة الاقتصادية والمساواة بين أفراد الشعب الواحد وهو «سرقة الأغنياء لإعطاء الفقراء».. والآن، فى الوقت الذى تستعد فيه دور العرض لاستقبال فيلم «روبن هود» للمخرج ريدلى سكوت ظهرت حملة تطالب بتطبيق «ضريبة روبن هود» فى بريطانيا تفرض على المعاملات المالية ويروج لهذه الحملة مجموعة من الممثلين منهم بيل نيتى وبين كينجسلى اللذان قاما بتسجيل فيديوهات للترويج لهذه الفكرة التى تحث على دفع البنوك الدولية نصيبها العادل فى المجتمع من خلال ضريبة دولية وستساعد هذه الأموال فى مساعدة الفقراء فى الداخل والخارج ولمعالجة بعض المشكلات منها التغير المناخى.. وهكذا وحتى فى عصرنا هذا مازال روبن هود رمزا لمساعدة الفقراء ومحاولة لإقامة العدالة الاجتماعية وربما يكون هذا هو السبب وراء عودته إلى شاشات السينما من عصر إلى آخر كزعيم أو ربما كنصير لمن هم فى حاجة إلى مساعدة، فمنذ مئات السنين واسم «روبن هود» هو من أشهر الأسماء على الإطلاق فى الكثير من الدول فكانت البداية فى عام 1228 وبالأخص فى بعض مناطق إنجلترا التى يزعم البعض أنها موطنه الأصلى مؤكدين أن هذه الشخصية حقيقية وهناك من أكد أنه كان مزارعا من ملاك الأراضى الصغيرة أو ربما حارس أو من الطبقة الاجتماعية ولم يشر أحد إلى انه كان من النبلاء كما ظهر فى بعض الأعمال ولكن لم يتوصل أحد حتى الآن إلى حقيقة الأمر ثم بدأت تؤلف الكتب والقصص عن هذه الشخصية التى تحولت إلى أسطورة وكانت أولى هذه الكتابات عام 1475 وتوالت المؤلفات إلى أن اتجهت الأنظار إلى تحويلها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية بدأت منذ فترة التسعينيات إلى الآن وآخرها فيلم المخرج ريدلى سكوت بعنوان «روبن هود» الذى سيعرض قريبا على شاشات السينما وسيقدم سكوت شخصية روبن التى يجسدها راسل كرو فى شكل جديد يتناسب مع أفكار هذا العصر فلن يكون هناك رجال ترتدى ملابس ضيقة مثل العصور الماضية ولن يكون هناك أحاديث حول النيران.. فقط دروع وأقواس وسهام للرد على هجمات الأعداء بلا رحمة، فشخصية روبن هود وقصته فى هذا العمل تهدف إلى تصوير التاريخ الحقيقى لعالم هذا البطل ولكن فى إطار درامى ممتع بسيط وهو ما صرح به سكوت مؤخرا. ويأخذ الصراع بين الخير والشر المتمثل فى الخصمين روبن وشريف نوتنجهام شكلا مختلفا، فلن يكون روبن شخصا مثاليا بدون عيوب، كما لم يصور شريف نوتنجهام كشخصية شريرة خالصة بل كشخصية تحاول الإصلاح ولكن فى ظل ظروف سيئة وهو ما يختلف عن أعمال روبن هود السابقة، كما ان الفيلم مناسب ليشاهده الأطفال حيث انه ليس به معارك ومناظر دموية عنيفة. ويشارك فى بطولة الفيلم الممثلة كات بلانشيت التى تقوم بدور الخادمة ماريان التى يقع فى حبها روبن، مارك سترونج، ماثيو ماكفاديين.