45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 26 ديسمبر 2025    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 ديسمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    ترامب: نفذنا ضربات قوية ضد «داعش» في نيجيريا    وسائل إعلام فلسطينية: غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة    كأس الأمم الأفريقية.. زيمبابوي وأنجولا اليوم من أجل التعويض    وفاة كبير مساعدي كيم جونج أون والزعيم ينعاه    إخماد حريق غية حمام امتد لسطح عقار بمنشأة ناصر    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    100 مليون في يوم واحد، إيرادات فيلم AVATAR: FIRE AND ASH تقفز إلى 500 مليون دولار    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    مسئول بمحافظة الجيزة: عقار إمبابة المنهار عمره يتجاوز 80 عاما.. والسكان لم يبلغوا الحي بالشروخ    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    الشهابي ورئيس جهاز تنمية المشروعات يفتتحان معرض «صنع في دمياط» بالقاهرة    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    مصدر سوري يرجح توقيع اتفاق أمني سوري إسرائيلي قريبا    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    حريق هائل في عزبة بخيت بمنشية ناصر بالقاهرة| صور    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    حزب المؤتمر: نجاح جولة الإعادة يعكس تطور إدارة الاستحقاقات الدستورية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشفت القناع عن الوجه القبيح للسلطة الخليفية وفرعون البحرين
نشر في الفجر يوم 29 - 08 - 2011

خطاب الطاغية حمد ورسالة تهديد وزير العدل والحملة القمعية الجديدة للسلطة الخليفية
كشفت القناع عن الوجه القبيح للسلطة الخليفية وفرعون البحرين

بمناسبة خطاب الديكتاتور وفرعون البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قبل ساعة من إصدار هذا البيان أصدر أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين بيانا هاما هذا نصه:-

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطاب الذي ألقاه طاغية البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والذي تحدث فيه عن الوحدة ولم الشمل وذرفه لدموع التماسيح عندما قال بأننا لا نقبل أن يتعرض أحد أبنائنا للإساءة في الحجز أو أي مكان آخر ، وأن من أتهموا بالإساءة لشخصه ولرجال المملكة سوف يصفح عنهم ، وأن لجنة تقصي الحقائق كانت خير دليل على إلتزامنا الكامل لمعرفة الحقيقة وأعطاء كل ذي حق حقه ، وأن جميع القضايا سيصدر فيها الحكم في محاكم مدنية ، وفي مقطع آخر من حديثه وصف الشرطة الذين ماتوا بالشهداء بينما وصف شهداء ثورة 14 فبراير بالقتلى ، كان هذا الخطاب ،خطاب آخر محبط لهذا الطاغية الفرعون في أواخر شهر رمضان المبارك وكخطاباته السابقة ، ولم يقدم فيه أي جديد يذكر ، وقد دلل هذا الخطاب عن ضعف السلطة ومحاولتها المساومة مع الشعب والقوى السياسية ، فالسلطة وعلى لسان وزير العدل قبل أسبوع قامت بحملة تهديد ووعيد للقيادات والرموز الوطنية بالإساءة الى سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم ، وصعدت من حملتها الأمنية والقمعية ، ومن جهة أخرى جاء خطاب الطاغية ليدلل بأن بالونات الإختبار التي أطلقتها السلطة قد جاءت بمردودات عكسية عليها بالحضور الكبير والعظيم لعشرات الألوف من أبناء الشعب في صلاة الجمعة ، مما أفشل خططها ومؤامراتها للنيل من الرموز الدينية والوطنية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يستنكرون هذا الخطاب الضعيف والدال على ضعف الطاغية حمد وتغطرسه ومحاولته لإثبات بأنه لا زال يمتلك الهيبة والقدرة والقوة في إدارة أمور البلاد والسلطة ، بينما هيبته وسطوته وسلطانه وصولجانه قد إنتهى إلى الأبد من اليوم الأول لإنطلاق الثورة ، وفي اليوم الأول لقيامه بمسلسل الغدر والخيانة والمكر ضد أبناء الشعب في دوار اللؤلؤة في فجر الخميس الدامي وما تلاه من خيانات وغدر وسفك للدماء وزهق للأرواح والأنفس ، وما تلاه أيضا من إستجلاب الجيوش الأجنبية وإصدارة لقانون الطوارىء وإشرافه المباشر مع قائد قوات درع الجزيرة على عمليات القمع والتنكيل ضد أبناء الشعب ونقضه للقانون وهدمه للمساجد والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء الصالحين وحرقه للقرآن الكريم ، وترويع الآمنين في المدن والقرى وقيامه بجرائم حرب ومجازر إبادة ضد الإنسانية لشعبنا ، وقتله لأكثر من أربعين شهيدا وتعذيبه للألآف من المعتقلين والرموز الدينية والوطنية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرفضون فحوى هذا الخطاب الذي ينم عن بقاء الوضع السياسي على ما هو عليه ، وأنه جاء تمهيدا لتمرير مخطط لعزل رئيس الوزارء وإستبداله بإبنه أو أي شخص آخر ، وإعطاء المجلس النيابي صلاحيات كما هي صلاحيات مجلس الأمة الكويتي مع الإبقاء على صلاحيات الطاغية حمد في تعيين رئيس الوزراء والوزراء ، والإبقاء على الوزارات السيادية في يد الأسرة الخليفية.
إننا نرفض وبقوة تمرير المشروع الجديد والطبخة السياسية الجديدة للسلطة الخليفة وللملك الجزار ، كما رفضنا مبادرة أمير قطر في بياننا خلال زيارته إلى طهران وإننا مرة أخرى نطالب وبقوة لإسقاط الديكتاتور حمد وزمرته العفنة ونطالب بقيام نظام حكم جديد على أنقاض الحكم الخليفي الإستبدادي ، كما ونطالب الشعب وشباب الثورة بالرد القوي والحاسم خلال هذه الأيام والإصرار وبكل قوة على العودة إلى ميدان الشهداء ، وإننا عائدون بإذن الله ولا زلنا على إصرارنا على حقنا في تقرير المصير ورحيل السلطة الخليفية الديكتاتورية.
كما ونطالب الجمعيات السياسية المعارضة بالتحالف والتنسيق مع شباب الثورة والإلتحام مع العلماء والرموز الوطنية والدينية لإفشال هذا المشروع والإصرار على مقاطعة الإنتخابات التكميلية والإصرار على مطالبها السياسية في صياغة دستور جديد وبرلمان كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة ودوائر عادلة ومشاركة فعالة في حفظ الأمن.
وإن أنصار ثورة 14 فبراير لا زالوا على عهدم مع القوى السياسية في المعارضة وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير متمسكين بمشروع إسقاط النظام الديكتاتوري ورفض أنصاف الحلول ، لأن هذه السلطة أثبتت وخلال أكثر من ستين عاما عدم جديتها على تحقيق مطالب الشعب والمراوغة والمناورة وممارسة أنواع الحيلة والمكر للهروب الى الوراء لكي لا تحقق مطالب الشعب العادلة والمشروعة.

يا جماهيرنا الثورية
يا شباب ثورة 14 فبراير

لقدكشف خطاب طاغية البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي ألقاه قبل ساعة من إصدار هذا البيان ورسالة وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف إلى آية الله الشيخ عيسى قاسم التي تحذره من الإستمرار في نشاطه الديني والسياسي عبر منبر الجمعة ، الوجه القبيح للسلطة الخليفية ومعاوية ويزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة.
فسياسة منبع المنابر من التحدث عن الوضع السياسي والإجتماعي والديني والثقافي للأمة هي سياسة بني أمية في زمن معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد بن معاوية وإستمرت آبان الحكم الأموي ، وأشتدت أيضا في ظل الحكم العباسي.
لقد سعى بني أمية وبني العباس إلى منع الأئمة المعصومين من آل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم من الإستفادة من المنابر وخصوصا منبر الجمعة في تنوير الأمة وتثقيفها ورفع مستوى وعيها الديني والسياسي والثقافي ، وفرضوا حالة من الإرهاب والقمع ضد أئمة الهدى وأتباعهم.
وحاليا يسعى الديكتاتور حمد وفي فترة حكمه القمعية والإستبدادية أن يفرض سياسته الإرهابية والقمعية والفرعونية على شعبنا الذي أبى بكل قطاعاته وفئاته وأطيافه السياسية المشاركة في الإنتخابات التكميلية للمجلس التشريعي التي ستقام في سبتمبر القادم.
لقد أعطى العلامة الشيخ عيسى قاسم والجمعيات السياسية المعارضة فرصة تاريخية للسلطة في المشاركة فيما يسمى بمؤتمر حوار التوافق الوطني ، فشاركت الجمعيات وتم تهميشها وإقصائها بإعطائها تمثيل لا يليق بمستوى حجمها وعمقها الشعبي ، وطالبت الجمعيات السياسية المعارضة بإعتماد مرئياتها السياسية ولم توفق لذلك بعد أن تم رفض كل إقتراحاتها وتصوراتها ، وقامت جمعية الوفاق بإرسال رسالة الى الطاغية حمد تطالب فيها بالموافقة على قيام مملكة دستورية ، إلا أنه قد خاب ظنها بالرفض أيضا.
ولذلك فإن الجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية صعدت من عملها الإعلامي والسياسي بعد أن رفع ما سمي بمؤتمر الحوار مرئياته الى الديكتاتور حمد الذي بدوره أصدر تعليماته ومراسيمه الملكية للسلطة التشريعية والتنفيذية بإجراء بعض الإصلاحات السطحية وعودة الأوضاع إلى المربع الأول كما نلاحظها من تلميحه في خطابه الأخير.
وقد سعت الجمعيات السياسية المعارضة بالإعلان عن تصوراتها ومرئياتها للإصلاح الحقيقي والشامل بصياغة دستور جديد ودوائر إنتخابية عادلة ومجلس تشريعي كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة والمشاركة في حفظ أمن المواطنين ، وأعلنت عن مقاطعتها جميعا للإنتخابات التكميلية ، وطلب سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم من الشعب بمقاطعة الإنتخابات لأنها لا تحقق تطلعات الشعب في الإصلاح السياسي الشامل.
وجاء موقف العالم الجليل والطود الشامخ الشيخ عيسى قاسم المطالب لمقاطعة الإنتخابات ضربة قاصمة للمشروع الأمريكي السعودي الصهيوني الذي كانت السلطة تريد فرضه على الواقع وعلى الشعب بالقوة والحديد والنار وبقوة القبضة الأمنية والخيار الأمني ، لذلك إنبرت أصوات نشاز وأفواه نتنة عفنة من السلطة القمعية الخليفية بتهديد الشيخ قاسم والوعيد له بعدم الإستفادة من منبر الجمعة في الأمور السياسية ، وجاء رد سماحته في خطبة الجمعة الماضية ردا ثوريا ومتينا وحكيما وقاطعا ، وجاء رد الجماهير البحرينية المؤمنة هو الآخر ردا ثوريا بحضورها بمئات الألآف في خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز ، حيث قدر حضور الجماهير بأكثر من مائة ألف مصلي حضروا الصلاة ورددوا هتافات تدافع عن مواقف العلامة الشيخ عيسى قاسم وتندد برسائل التهديد له.
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يرون بأن رسالة التهديد والوعيد التي بعثها وزير العدل(الجور) والشئون الإسلامية والأوقاف الخليفي للشيخ عيسى قاسم كانت رسالة ضارة ولكن رب ضارة نافعة ، فجاءت هذه الرسالة لتوحد صفوف الشعب وتكاتفه ورص صفوفه ووحدة القوى السياسية المعارضة في الجمعيات المعارضة والقوى السياسية ، فأصبح الشعب واعيا بأن السلطة الخليفية كانت تريد شق الوحدة الوطنية وإيجاد الإختلاف بين الجمعيات السياسية المعارضة المطالبة بالإصلاح السياسي وإقامة مملكة دستورية على غرار الممالك العريقة في الدول الغربية ، وبين شباب ثورة 14 فبراير والقوى السياسية المطالبة بإسقاط النظام.
لقد كشف الطاغية حمد وحكمه الديكتاتوري بهذه الرسالة بأنه كان يريد أن يكون سماحة الشيخ والجمعيات السياسية المعارضة أداة طيعة في يده وفي يد سلطته يحركهم كما يشاء وإلى أي شيء يبتغي ، ولم يعرف بأن من وظائف العلماء هو قول كلمة الحق و"كلمة حق عند سلطان جائر" ، وإن سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم قد قام بواجبه الشرعي والإسلامي من على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لنصيحة الحاكم الطاغية والدفاع عن حقوق الشعب السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، وهذا ما كان يقوم به الأئمة المعصومين وأتباعهم وشيعتهم على إمتداد التاريخ.
إن حكام آل خليفة في البحرين يتبعون نهج أسلافهم الطغاة والجبابرة من آل أمية وآل بني سفيان وآل مروان بالتسمك بالحكم وجعله ملك عضوض لا يقاسمون الناس ، ولو نازعهم أحد على هذا الحكم لأخذوا الذي فيه عيناه ، وهذا ما حدث بالفعل في البحرين عبر سنين وعقود من الزمن.
فالحكم الأموي الوراثي قد تجلت مصاديقه في البحرين والسعودية ، ويسعى آل سعود وآل خليفة الوقوف في وجه الصحوة الإسلامية وإجهاض ربيع الثورات العربية خصوصا في البحرين ، ويدعي حكم آل خليفة بأنه يتبع كتاب الله وسنة رسوله وهو يقوم بقتل الناس وزهق الأرواح والأنفس وتعذيب الأبرياء في السجون ويأتي بشعب آخر من شذاذ الآفاق والمرتزقة مكان شعب البحرين الأصيل ويدعي أنه يسير على نهج الاسلام.
إن الفتنة التي وقعت في البحرين وما أصابنا ولا يزال يصيبنا من هم وغم وأذى جاء بسبب نقض العهد والميثاق الذي قطعه الطاغية على نفسه قبل عشر سنوات بأن يحكم البلاد وفق الدستور العقدي ووفق بنود ميثاق العمل الوطني ، فخان ونكث وعوده وإنقلب على دستور 1973م ، وعلى الميثاق وفرض دستور المنحة في 14 فبراير 2002م ، وحكم البلاد بصلاحيات مطلقة عبر المراسيم الملكية وعبر مسرحيات سياسية وطائفية سياسية مقيتة.
لقد كان عهد الطاغية حمد من أسوأ عهود الحكم الخليفي الديكتاتوري ، وبمجيئه على الحكم ونقضه للعهود والمواثيق سقطت الأقنعة عن الذين يدعون الإصلاح وطرحوا المشروع الإصلاحي ، وتبين للناس حقيقة دعواهم وكذبهم وغدرهم.
ولقد ناضل الشعب لأكثر من عشر سنوات من أجل الإصلاح السياسي الحقيقي والجذري ، وفجر الشعب وشباب ثورة 14 فبراير ثورتهم المجيدة وكسروا حاجز الخوف ونزلوا إلى الشارع نساءً ورجالا وشبابا وشابات وأطفالا وشيوخا ، وإحتشد مئات الألوف في ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) وفي المسيرات والإعتصامات ولم يخافوا من بطش وسطوة السلطة وبطشها وسطوة بعض المتسلطين على رقاب الناس وأقدارهم فأصبحوا قارون زمانهم يمتلكون المليارات والأراضي وسواحل البحر ، بينما يعيش الشعب الفقر والحرمان ، كما حرمتهم السلطة الخليفية أبسط حقوقهم السياسية منذ أن تربعت على الحكم منذ أكثر من قرنين من الزمن.
ومن أجل شرعيتها فقد تشبثت السلطة الخليفية بأشباه العلماء أمثال عبد اللطيف المحمود والسعيدي الذين يمثلون الخط السلفي التكفيري الوهابي في البحرين ، جاء هذا بعد تفعيل قرارات ما جاء في مطبخ المؤامرة على شعب البحرين وبالخصوص الطائفة الشيعية بإيجاد جمعية وتجمع بإسم الطائفة السنية "تجمع الوحدة الوطنية" تتخندق ورائه السلطة من أجل إضفاء الشرعية الإسلامية لها ، كما فعلت السلطة السعودية بالتخندق وراء أشباه العلماء من رموز الوهابية لإضفاء شرعية على حكمها الديكتاتوري الوراثي ، وهذا ما فعله بني أمية في التاريخ ، فكان لهم شريح القاضي وأمثاله كثيرون من الذين أصدروا فتاوى ليزيد بن معاوين بن أبي سفيان لقتل الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه في يوم عاشوراء.
لقد إتضح للقاصي والداني في البحرين وخارج البحرين بأن السلطة الخليفية كانت تريد إغفال الجمعيات السياسية المعارضة والشعب ، وكانت أيضا تريد إستغفال شعوب المنطقة والعالم العربي والإسلامي وكل شعوب العالم ، حيث قالت في بداية تفجر الثورة في 14 فبراير بأن المعارضة قد رفعت سقف المطالب بإسقاط النظام ،ولم تقبل بالجلوس على طاولة الحوار ، وقد إفتضح أمرها أبان مؤتمر الحوار وبعده حيث أرادت أن تعيد الحياة السياسية إلى المربع الأول بناء على توصيات أمريكية سعودية.
وبعد أكثر من ستة أشهر من المظاهرات والإعتصامات والإحتجاجات الشعبية أصبحت الوحدة الوطنية والشعبية أكثر قوة وتماسكا ، وأصبحت الجماهير الثورية أكثر وعيا لمخططات السلطة ومناوراتها السياسية وألاعيبها ، فلم تعد السلطة قادة على تمرير مشاريعها ومؤامراتها بتسطيح المطالب واللعب على ذقون الجماهير والجمعيات السياسية ، فالجمعيات السياسية المعارضة مصرة على تحقيق مطالبها ومشروعها السياسي في الإصلاح الشامل ، وشباب ثورة 14 فبراير والقوى السياسية المعارضة مصرة هي الأخرى في الإستمرار في مشروعها في إسقاط النظام وحق تقرير المصير ، وكل جماهير شعبنا الثورية ستقاطع الإنتخابات التكميلية وسترفض أي مشروع للإصلاح يهمش دور الشعب والقوى السياسية ويرجع البلاد إلى المربع الأول إلى ما قبل ثورة الرابع عشر من فبراير.

أيها الجماهير الثورية في البحرين
أيها القوى الثورية المطالبة بحقوق الشعب
يا شباب ثورة 14 فبراير

منذ اليوم الأول لتفجر ثورة الغضب في 14 فبراير طرح شباب الثورة شعار الشعب يريد إسقاط النظام ، والموت لآل خليفة ، ويسقط حمد ، وإنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة ، وشعارات ثورية أخرى ، ولم تكن هذه الشعارات مرتفعة ، فشباب الثورة لم يرفعوا من سقف مطالبهم ، فأكثر من ستين عاما من النضال الوطني والإسلامي وكان شعبنا يطالب بهذه المطالب التي طالبت بها الجمعيات السياسية والحركة الدستورية ، ولكن لم يحصل شعبنا خلال فترة نضاله إلا على الفتات ، وجاءتنا عشر سنوات عجاف من الظلم والديكتاتورية والطائفية والمذهبية وإستبدال شعب بشعب آخر عبر التجنيس السياسي الطائفي ، لذلك فإن المطالبة بإسقاط النظام وحق تقرير المصير ، جاء بعد أن يئس الشعب والقوى الثورية من القدرة على التعامل مع هذه السلطة وإصلاحها ، وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!!.
لذلك فإن شباب الثورة يثقون ثقة تامة بسلامة مشروعهم السياسي المطالب بسقوط الطاغية وحكمه الديكتاتوري وإن الأبطال في البحرين وخصوصا في منطقة الدير الأبية أستطاعوا ليلة الجمعة أن يحييوا إعتصام حق تقرير المصير ويقهروا المرتزقة بصمودهم وثباتهم وبفضل الله إستطاع إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير أن يلقوا كلمتهم في ساحة الإعتصام وبكل صمود وعزيمة ونحن نبارك لهذه الجهود التي بذلت والضحايا التي وهبت نفسها في إقامة هذا الإعتصام وإنجاحه النجاح البار وفي قلب المحرق وفي ساحة الشهيد زكريا العشيري في بلدة الدير، كما ونثمن جهود شباب الثورة في كل المدن والقرى التي خرجت وأنتفضت ضد الظلم والطغيان حتى ليلة البارحة ونطالبهم بأن يجلجلوا هذه السلطة بالسلطة ومرتزقتها ويفشلوا فحوى بيان الطاغية حمد ويهتفوا بسقوطه وسقوط نظامه الديكتاتوري الفاشي.
إن الطاغية حمد قد إستنجد بالأمريكان وآل سعود لبقاء حكمه من السقوط ، وقد بقي هذا الحكم المتهاوي على جماجم الأبرياء ودماء الشهداء وآهات الجرحى وآهات المعوقين والسجناء في قعر السجون ، وآهات الثكلى والأرامل ، ولكن هذا الحكم لن يبقى مع الظلم وإن زوال حكم الديكتاتور حتمي طبق السنن الإلهية والقرآنية وشعبنا يرفض البقاء تحت حكمه ، فهو قد فقد هيبته وشرعيته كما أن حكمه قد فقد الشرعية ومستحيل لشعبنا أن يبقى تحت رحمة حكم ديكتاتور عميل للأميركان وفتح حدوده للإحتلال السعودي وسائر الجيوش الغازية لقتل وذبح شعبنا فالشعب يريد أشعاره الثورية قائلا:


يا من لأمريكا سجد .. يسقط حمد يسقط حمد
خوان وناكث للعهد .. يسقط حمد يسقط حمد
يالغيرة ما عنده بعد .. يسقط حمد يسقط حمد
هذا شعاري للأبد .. يسقط حمد يسقط حمد

إن على الطاغية حمد أن يتنحى عن السلطة مع سائر رموز حكمه ، وأن يفسحوا المجال لأن تعود المياه لمجاريها ويحكم الشعب نفسه في ظل حكم شعبي عادل يحفظ لكل الشعب حريته وكرامته وعزته وإستقلاله ، شيعة وسنة ، وأن يعترف بجرائمه التي أرتكبها بحق الشعب وسفكه للدماء وزهقه للأرواح والأنفس وإدخاله البلاد في نفق سياسي مظلم لا تحمد عقباه.

وأخيرا فإننا نطالب جماهير شعبنا وشباب الثورة والقوى السياسية بإتخاذ جانب الحيطة والحذر والوعي الكامل لألآعيب الملك الطاغية ومناوراته السياسية ، فلا ميثاق خطيئة بعد اليوم ، ولن يصوت الشعب على ميثاق خطيئة آخر ليعطي الشرعية مرة أخرى للسلطة الخليفية ، وإن شعبنا لن يتعايش مع هذه الطاغية وحكمه الفاسد المفسد ويطالب برحيله ومحاكمة الطاغية وأزلامه في محاكم جنائية دولية عادلة لينال جزائه العادل والقصاص له على ما قام به من مجازر ومذابح وجرائم ضد شعبنا في البحرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.