تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيان أنصار ثورة 14 فبراير حول العودة إلى ميدان الشهداء والمواقف السياسية على ضوء الأحداث والتطورات على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية‏
نشر في الفجر يوم 24 - 09 - 2011

بيان أنصار ثورة 14 فبراير حول العودة إلى ميدان الشهداء
والمواقف السياسية على ضوء الأحداث والتطورات على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية

شعارنا إلى الأبد .. يسقط حمد .. يسقط حمد
لا للتعايش مع السلطة الخليفية
لا للعيش بذل تحت سيطرة السلطة الجائرة والملكية الشمولية المطلقة
يعيش شعار الشعب يريد إسقاط النظام
يعيش شعار حق تقرير المصير
لا للملكية الدستورية الزائفة .. وشعبنا لن يبقى عبيدا وسخرة بعد اليوم
يا آل خليفة إرحلوا .. وعلى حمد وعائلته وحكمه أن يحزموا حقائب الرحيل

بسم الله الرحمن الرحيم

لبس الألآف من أبناء شعبنا رجالا ونساءً وشبابا وشابات وشيوخا وأطفالا الأكفان منذ صباح الجمعة الباكر إستعدادا للزحف إلى ميدان الشهداء وميدان العزة والكرامة ، ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) من أجل الإعتصام فيه مرة أخرى كما أعتصموا فيه منذ إندلاع الثورة وتفجرها في 14 فبراير والإعلان عن الإصرار على المطالب العادلة والسلمية التي طالب بها الشعب وشباب ثورة 14 فبراير قبل أكثر من ثمانية أشهر.
لقد وصلت مجاميع كثيرة إلى الميدان بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة في مختلف مناطق البلاد وتعرضت المظاهرات والمسيرات إلى إطلاق نار الشوزن من قبل قوات الإحتلال السعودي والمرتزقة الخليفيين وسقط الكثير جرحى في القرى القريبة من ميدان الكرامة ، وإستطاع المئات من الشباب والشابات والجماهير الوصول بالقرب من الميدان بين كر وفر ، فهناك إصرار شعبي جماهيري للوصول إلى الميدان رغم الترسانة العسكرية الخليفية والسعودية ، وتوعد السلطة الظالمة والغاشمة بقمع المظاهرات السلمية المطلبية.
لقد قامت قوات الإحتلال السعودي وقوات المرتزقة بإستخدام مفرط للقوة وقامت بدهس المتظاهرين من النساء والرجال والشباب عبر سيارات الجيب التابعة للقوات الأمنية ، كما قامت القوات الأمنية باعتقال العشرات من الرجال والنساء والشباب والتنكيل بهم ، كما قامت القوات الخليفية وقوات الإحتلال بمحاصرة القرى والمدن ونصب نقاط تفتيش للحيلولة دون زحف الجماهير لميدان الشهداء ، وقامت بالهجوم على القرى الواقعة على شارع البديع بأنواع الأسلحة ، كما هاجمت منطقة جدحفص والديه والسنابس وكرباباد والنعيم للحيلولة دون الزحف المقدس لساحة الشهداء والكرامة.
كما حاصرت قوات الإحتلال وقوات المرتزقة الخليفية سائر القرى والمدن في سترة والمعامير والنويدرات والمالكية وشهركان والمصلى وقرى الدير وسماهيج لكي لا يزحف الألآف في مسيرة العودة إلى ميدان اللؤلؤة.
الجماهير وحتى كتابة هذا البيان في يوم الجمعة ليلا تواصل الزحف نحو الميدان ولن تثنيها الآلة القمعية والعسكرية ، ولن تثنيها قوات الإحتلال السعودي ولا قوات المرتزقة الخليفية فهي مصممة على الوصول إلى الميدان والزحف المقدس من أجل الإعلان للعالم عن حقها في تقرير المصير وحقها في المطالبة بإسقاط النظام وإقامة نظام سياسي جديد على أنقاضه.
الزحف متواصل إلى ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) والجماهير وشباب الثورة يطلقون نداءات الى كل شعب البحرين بالتوجه بالقرب من مجمع الدانة ومنطقة السنابس إستعدادا للزحف المقدس نحو ميدان اللؤلؤة وهم يطلقون شعارات يسقط حمد .. والموت لآل خليفة ، وشعارات تطالب قوات الإحتلال بالخروج الفوري والعاجل من البحرين ، كما تطلق الجماهير شعارات الزحف المقدس نحو ميدان الكرامة والشعارات المطالبة بإطلاق سراح الرموز الدينية والوطنية والسجناء السياسيين والناشطين الحقوقيين وكل السجناء الذين تم إعتقالهم ظلما وعدوانا لمشاركتهم في المظاهرات والإعتصامات.
كما أن شعارات الجماهير الثورية تطالب بوقف القمع والتنكيل والتعذيب القاسي للمعتقلين ووقف التطهير العرقي والإثني والطائفي والمذهبي ، ووقف التجنيس السياسي والمطالبة برحيل آل خليفة بشعار "إنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة".
السلطة الخليفية متورطة تماما وهي واقعة في مأزق سياسي داخلي وإقليمي ودولي ، فخطاب الرئيس الأمريكي بارك أوباما في الأمم المتحدة وما دار فيه عن الشأن السياسي البحريني قد جعل السلطة في مأزق سياسي خطير بعد أن طالب باراك أوباما ديكتاتور البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالتوقف عن قمع المظاهرات ، واليوم الجمعة وغدا السبت التي تصادف ذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ويوم التصويت على الإنتخابات التكميلية لمجلس النواب والتي قاطعها الشعب والجمعيات السياسية المعارضة سيكونا يومان للمحك ، فإن قامت السلطة بقمع المظاهرات والتوسل بالقوة المفرطة وسقط الشهداء فسوف تسقط حتميا على الصعيد الداخلي والدولي وسوف يتخلى عنها البيت الأبيض والدول الغربية.
لذلك فإن السلطة ومنذ الصباح الباكر سعت إلى عدم القيام بقتل المتظاهرين وإنما إستخدمت سلاح الشوزن لتوقع الكثير من الإصابات والحروق في أجسام المتظاهرين وسقط الكثير من الجرحى وهناك الكثير لديهم حروق شديدة ومتأثرين بالإختناق لإستخدام المرتزقة وقوات الإحتلال لمسيلات الدموع والغازات الخانقة بكثرة شديدة ، كما قامت قوات المرتزقة كما أسلفنا بدهس المتظاهرين نساءً ورجالا وشبابا وأوقعت إصابات حرجة في صفوف المتظاهرين.
وعلى صعيد آخر فإن قوات الإحتلال السعودي هي الأخرى تسعى للضغط على السلطة الخليفية بإستخدام القوة لمنع الألآف من الشباب والجماهير الثورية من التوجه إلى ميدان اللؤلؤة ، وقد قامت بإرسال أرتال عسكرية من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود إلى البحرين مؤخرا من أجل إيقاف الإحتجاجات والحركة الثورية المطلبية ، وإذا ما قامت قوات الإحتلال بإستخدام القوة مرة أخرى للحد من زحف الجماهير الثورية فإنها ستتعرض إلى ضغوط إقليمية ودولية ، فضلا عن أن شباب الثورة سوف يفاجئون هذه القوات وقوات السلطة المرتزقة بمفاجئات جديدة في الدفاع والمقاومة.
لقد إستنفذت السلطة الخليفية مؤامراتها ومحاولاتها للإلتفاف على الثورة الشعبية ، فالتعويل على الطائفية والمذهبية والإتهامات الرخيصة للثورة والمعارضة قد تبخرت ، وإن العالم بأجمع بات يدرك بأن ثورة البحرين ليست ثورة شيعية وعلى آل خليفة أن يرحلوا ، فعالمنا الجديد لا يقبل بحكم الأقلية للأغلبية ، وعلى السلطة الخليفية الإستجابة للمطالب الشعبية ، فثورتنا ليست طائفية ولا شيعية كما يصفها البعض ووصفها الحكم الخليفي الجائر ، وإن الذين وصفوا الثورة الشعبية المطلبية بأنها ثورة شيعية كما وصفها الشيخ يوسف القرضاوي فقد واجهوا إنتقادات لاذعة وشديدة من قبل الجماهير العربية والإسلامية ومن القيادات الدينية الشيعية والسنية على السواء.
لقد إنتهت حقبة الحكومات الديكتاتورية الوراثية في المنطقة ، ولقد إنتهت الأنظمة السياسية التي مارست الطائفية السياسية وهمشت الأكثرية وأقصتهم لأكثر من قرنين من الزمن ، ولا يمكن في عالمنا الجديد أن تحكم أقلية لأغلبية كثيرة ، لأن هذا خطأ إستراتيجي قد وقع في العراق وفشل وإنتهى كل شيء ، فمكون العراق المتمثل في حزب البعث الصدامي البائد حاول أن يهيمن على كل المكونات كما هو الحال في البحرين.
إن في البحرين أغلبية شيعية لا تحكم وأقلية شيعية تحكم ، والأقلية السنية متمثلة في عائلة وأسرة خليفية وهابية وسلفية وتكفيرية سعت إلى التغرير بأبناء الطائفة السنية لجرهم مع أخوانهم الشيعة إلى حرب طائفية ومذهبية من أجل البقاء في السلطة وحرف الثورة ومطالبها وشعاراتها وإيهام أخواننا السنة بأن الشيعة يريدون الحكم في البحرين على حسابهم.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن البلاد للجميع وأن خيرات البحرين للسنة والشيعة وعليهم أن يبتعدوا عن هذه العائلة الظالمة وأن لا يكتووا بنارها ونار عبثها وإستهتارها ومحاولاتها اليائسة لبث الفرقة والإختلاف بين أبناء الشعب المتحابين.
إن هذه العائلة وهذه السلطة تبحث عن البقاء في السلطة وتبحث عن الثراء الفاحش والتحكم في مصائر الناس والعباد بالحديد والنار ، وتبحث عن الإستقواء بالأجنبي الغربي الأمريكي والبريطاني والسعودي من أجل البقاء في السلطة وأن لا تقدم أي تنازلات سياسية وأن لا تقوم بإصلاحات سياسية جذرية.
إن أغلبية أبناء شعبنا وشبابنا الثوري قد وصلوا إلى حد إستحالة التعايش مع هذه السلطة وأنهم مصممون على إسقاطها بكل ما يملكون من قوة وأساليب سلمية ، ومصممين على رحيل آل خليفة وخروج قوات الإحتلال ، وإن تسطيح المطالب والرجوع إلى المربع الأول قبل 14 فبراير 2011م أصبح من رابع المستحيلات مع هذه الطغمة الحاكمة.
إن الخطاب الذي ألقاه الديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة في الأمم المتحدة دلل دلالة واضحة بأن السلطة الحاكمة لا تريد إجراء أي إصلاحات حقيقية ، وإنما تسعى للإلتفاف على الثورة ومطالبها ، فالطاغية حمد أكد على أن الإصلاحات لابد أن تكون عبر المؤسسات التشريعية المتمثلة في السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ، وهاتين السلطتين هما غير شرعيتان من قبل الشعب ، كما أن دستور المنحة الذي مرره بالقوة في 14 فبراير عام 2002م هو الآخر غير شرعي ، وإن شعبنا بأكثريته صمم على العودة إلى ميدان الشهداء ليقرر مصيره بنفسه ويطالب برحيل الطاغية حمد وحكمه الجائر.

الموقف السياسي من المبادرات الإقليمية

أما فيما يتعلق بالموقف السياسي من الأحداث الجارية في البحرين والتحركات الإقليمية لفصائل المعارضة خصوصا حضور مجموعة من قادة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية برئاسة الشيخ علي سلمان في العراق ولقاءاتها للمرجعيات الدينية ومسئولي مكاتبها في النجف الأشرف ، ولقاءاتها مع المسئولين الرسميين في الحكومة العراقية ، وشخصيات عراقية شيعية أخرى ، بالإضافة إلى ما تحدث به الرئيس الأمريكي عن الوضع في البحرين ، فإن أنصار ثورة 14 فبراير يرون التالي:-

أولا : إن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا خرجت في 14 فبراير مطالبة بإسقاط النظام وأطلقت شعارات يسقط حمد .. والموت لآل خليفة .. وعلى آل خليفة أن يرحلوا .. وواصلت الجماهير بقيادة "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" النضال والجهاد والكفاح والمقاومة حتى يومنا هذا وقدموا في هذا الطريق الشهداء والجرحى والمعاقين والمفقودين وأفشلوا محاولات إجهاض الثورة من قبل السلطة الخليفية والمؤامرات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية وبعض الدول الخليجية.
ثانيا : إن المبادرات السياسية للدول العربية والإسلامية والشخصيات الدينية والسياسية والمرجعية لن تجدي نفعا ما دامت السلطة الخليفية تسعى إلى الإلتفاف على المطالب وتسطيحها ، وتحاول المناورة وإتلاف الوقت.
إن السلطة الخليفية لا زالت تعيش ضمن عقلية القرون الوسطى وهي واقعة تحت رحمة الإحتلال السعودي ورموز وقيادات الحكم الوهابي السعودي الذين يرفضون تماما أي إصلاحات حقيقية في البحرين ويصرون على بقاء الأوضاع على ما هي عليه وإتباع سياسة تطهير عرقي وعنصري وطائفي ومذهبي ضد الأغلبية الشيعية المسحوقة والمهمشة والتي عانت لأكثر من قرنين من الزمن من الظلم والإضطهاد.
ثالثا : إن شعبنا قد فقد الثقة بالسلطة الخليفية وفقد الثقة بالطاغية حمد وقد عرف العالم غدر هذا الديكتاتور وحكومته ، لذلك فإنه يسعى مع شباب الثورة لإسقاطه ورميه في مزبلة التاريخ ، وإن نصر الله قريب ، وإن التعايش مع هذا الحكم يعني بقاء الإستعباد والمهانة والذلة وهذا ما لا يرتضيه شعبنا وقواه السياسية المعارضة وعلى رأسهم شباب ثورة 14 فبراير.
رابعا : أي مبادرة إصلاح حقيقية لابد أن تأتي بعد خروج قوات الإحتلال السعودي والأردني ، وبعد إطلاق سراح الرموز الدينية والوطنية وسائر المعتقلين السياسيين ، وكذلك محاكمة المتورطين في جرائم الحرب ضد الإنسانية والجرائم والمجازر التي أرتكبت بحق شعب البحرين ، والمسئول الأول عن هذه الجرائم هو رأس السلطة الخليفية الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة.
خامسا : لقد وصلت المعارضة السياسية بكل أطيافها إلى مرحلة النضج السياسي وإن إختلاف سقف المطالب لا يعني الفرقة والتناحر ، لأن من يطالبون بمملكة دستورية على غرار الممالك الدستورية العريقة في بريطانيا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها إنما هم يطالبون بإسقاط النظام الخليفي الجائر ، وإن مطالب أغلبية الشعب بإسقاط الحكم الخليفي متفقة مع قيام المملكة الدستورية الحقيقية.
سادسا : إن السلطة الخليفية والسلطة السعودية لن يقبلوا بإصلاحات حقيقية وجذرية في البحرين ، كما أن حلفاء آل خليفة من الأمريكان لن يقبلوا بإصلاحات حقيقية وجذرية ولن يقبلوا ببرلمان قوي ، وإنما الأمريكان لا زالوا يسعون لبقاء حلفائهم الخليفيين مع إجراء إصلاحات سياسية سطحية ، وإن مغازلة جمعية الوفاق من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هي مؤامرة خطيرة لتفتيت الوحدة الوطنية ووحدة المعارضة وإغرائها بإصلاحات سطحية ومن ثم القضاء على جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ، ونحن نحذر أخوتنا في الوفاق إلى الإنجرار للمشروع الأمريكي في الإصلاح السياسي ، فإن البيت الأبيض يسعى إلى أمركة الإصلاحات وأمركة الصحوة الإسلامية وإبعادها عن جذورها الحقيقية الرسالية والإسلامية والقرآنية.
سابعا : إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد إخفاقها لإيجاد شرق أوسط جديد حسب رؤيتها ومشروعها السياسي بالإبقاء على الأنظمة الديكتاتورية والشمولية في المنطقة ، وبعد تفجر الثورات وربيع الثورات العربية في المنطقة وسقوط الفراعنة في تونس ومصر ، تسعى لمصادرة ثورات الشعوب وأمركتها ، كما تسعى في البحرين لسرقة الصحوة الإسلامية وأمركتها ، وكذلك فإنها تسعى لأمركة الثورة في اليمن وأمركة الصحوة الإسلامية في تونس ومصر ، وتحاول أن تستحوذ مع ربيباتها من الدول الغربية على ثروات ليبيا والعالم الإسلامي.
سابعا : على الشعب في البحرين وقواه الثورية الإستقامة على طريق ذات الشوكة وإتباع نهج القرآن والإسلام المحمدي الأصيل ، وإتباع خط المرجعية الدينية والمرجعيات الثورية والرسالية في الأمة خصوصا الإلتفاف حول مرجعية ولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام الخامنائي (دام ظله) ، فإن الإلتفاف حول المرجعيات الربانية والإلهية هو الضمانة الحقيقية للإنتصار على الطاغوت وفرعون البحرين.
ثامنا : إن الولايات المتحدة تسعى مع عملائها من بقايا نظام فرعون تونس وفرعون مصر ، وحلفائها في السعودية والدول الخليجية وحلفائها من الدول الغربية إلى إجهاض الثورات الشعبية ومحاولة "أمركتها" وإغرائها بالمال ، لذلك فإن على شباب الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين أن ينتبهوا إلى مؤامرات الأعداء وعلى رأسهم الكيان الصهيوني والصيهونية العالمية واللوبي الصهيوني في أمريكا وكذلك البيت الأبيض والحكومة البريطانية وأن يفشلوا مؤامراتهم بالحضور في ساحة العمل السياسي كما كانوا يفعلون ويفعلوا صلوات الجمعة والمساجد والمراكز الدينية ويتخذوا منها المنطلق الرسالي والثوري لإفشال هذه المؤامرات الخطيرة.
وأخيرا فإننا نشكر جماهيرنا الوفية في البحرين في كل مكان .. في الساحات وفي القرى والدن التي ثارت من أجل العزة والكرامة ولم تخضع أو تستسلم للتحايل والإلتفاف على مطالبها المشروعة في الشراكة والديمقراطية العادلة وحق تقرير المصير.
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ، وإرادة الشعوب هي المنتصرة ، والرهانات جميعها خسرت وأنتم يا شباب الثورة وجماهيرها بقيتم واقفين صامدين شامخين ، ومن راهن على أن تتعبوا أو تملوا خسر رهانه ، لأنكم كنتم على قدر المسئولية والموقف ولم تهادنوا الطاغوت ولم تستسلموا لفرعون البحرين.

إن إصرار الشعب وشباب الثورة على العودة إلى ميدان الشهداء وميدان الحرية والعزة والكرامة دليل واضح على إستمرار الثورة وتعديها لمرحلة الخطر ، وهذا ما كان الجميع يعولون عليه ، فالقبضة الأمنية والعسكرية والسياسية كانت قوية لكن شعبنا كانت إرادته أقوى وتعدى منطقة الخطر وإجهاض الثورة وبقي صامدا في ساحات الجهاد والنضال حتى يأذن الله له بالنصر على طاغية وفرعون العصر حمد بن عيسى آل خليفة وسلطته الجائرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.