مدينة نبروه "قلعة الفسيخ" تعد الأصغر مساحة بين مدن الدقهلية، والأقل سكانًا حيث يبلغ تعداد سكانها 7 آلاف نسمة تقريبًا، ويتبعها 14 قرية تبعد عن مدينة المنصورة مسافة 12 كيلو مترا، وتشتهر بين مدن ومحافظات مصر بصناعة الأسماك المملحة "الفسيخ"، حيث بدأت تصنيعه وبيعه لسائر المحافظات منذ القرن التاسع عشر. ومع اقتراب اعياد الربيع من كل عام يزداد توافد الالاف من المراكز والمحافظات المختلفة على محلات الفسيخ لشراء الفسيخ. وتشتهر مدينة نبروة بمحافظة الدقهلية بتصنيع الفسيخ وعندما تطأ قدماك مدينة نبروه فانك تستنشق رائحة الفسيخ، فهى بها أكثر من 90 محلًا ومصنعًا لصناعة الفسيخ، فكل شارع بالمدينة لا يخلو منه محل لصناعة الفسيخ ورثوها الأجيال الجديدة مهنة عن أبائهم وأجدادهم واستطاعوا أن يحافظوا على هذه الشهرة حتى الآن لتبقى المدينة "عاصمة صناعة الفسيخ" على مستوى مصر. ومن أشهر بائعى الفسيخ فى نبروه اهمها "شريف اليمانى،مسعد الغلبان، وخالد شعير" المعروفين بعائلات الفسيخ ويتوافد عليهم هذه الايام المئات من اهالى القرى والمدن المجاورة والمحافظات الاخرى ليصطفوا فى طوابير طويلة للحصول على كيلوات الفسيخ من بينهم فنانين وممثلين وشخصيات مشهورة وبارزة. وقمنا بجولة داخل محلات الفسيخ والتقينا بخالد شعير صاحب اشهر محل لبيع الفسيخ بنبروه والذى أكد لنا أن هناك اقبالا كثيفا هذا العام على الشراء مراحل التصنيع وعن أسرار المهنة يقول شعير: "لابد من اختيار كل شىء فى مرحلة تصنيع الفسيخ بعناية فائقة، فمثلًا لا بد من اختيار الملح الخشن الجيد، وصناديق خشبية، ولا نستعمل غير الصناديق الخشبية لأن الصناديق المعدنية معرضة للصدأ، والصناديق البلاستيكية تتفاعل مع الملح، ومن ثم يرجع العامل الأهم اختيار أفضل أنواع الأسماك لتمليحها". وتبدأ الصناعة بتجهيز البراميل الخشبية وغسل السمك جيدًا، والتأكد من سلامة السمكة، ثم وضع الملح فى الخياشيم، ثم وضع السمك بترتيب معين داخل الصناديق، ووضع الملح الخشن بين صفوف السمك بعنايقة فائقة، وغطاءه بالاكياس البلاستيك وغلقة جيده، ووضع الصندوق الخشبى فى بيئة معينة، تحافظ على السمكة وتجعل من تمليحها أمر ميسور وسهل، دون إفسادها، حتى يتم نضوجة فى فتره تتراوح من 15ل 20 يوما على حسب حجم الفسيخ. الأسعار نار وفيه إقبال يقول شعير إن الإسعار تبدأ من 70 جنيهًا وحتى 120 جنيهًا حسب حجم السمكة، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الأسماك هذا العام رفع السعر، ومع ذلك يوجد إقبال كثيف من الأهالي، منوهًا إلى أن طريقة تمليح الفسيخ اختلفت عن قديما، حيث كان يتم وضع الملح على الفسيخ ووضعه فى الشمس مما قد يلحق به الكثير من الأضرار، أما الآن فيتم غسله جيدًا ووضعه فى البراميل الخشبية ثم يتم غطاءه جيدًا حتى 25 يوما. المواطنون: لازم نشتريه.. عادة ومش هنقطعها دا يوم فى السنة ويقول محمود حسن، موظف، عن غلاء أسعار الرنجة والفسيخ والسردين: "شم النسيم مالوش طعم من غير الرنجة والفسيخ، ولازم نشتريه، حتى لو حاجة بسيطة كده على القد، المهم ناكله مع الأولاد، واتعودنا على كدا"، موضحا أنه يقوم بشراء 2 كيلو من الفسيخ متوسط السعر ب80 جنيها للكيلو ويتناوله هو وأولاده وزوجته. وأضافت هدي شرف "ربة منزل": "الفسيخ كل سنة بيغلى بس نعمل إيه موسم ولازم نشتريه"، مشيرة إلى أن أسعار الفسيخ والأسماك المملحة هذا العام تشهد ارتفاعًا إلا أن المواطنين يقبلون عليها ويشترونها باعتباره يومًا واحدًا في العام. فعادة في شم النسيم يلجأ المواطنون لشراء الأسماك والليمون والخضروات أما الرنجة فتشهد رواجا والتي يبدأ سعرها من 35 جنيها للكيلو والتي لقبها "بطعام الغلابة". محافظ الدقهلية يكثف الحملات على نبروة تزامنا مع اعياد الربيع يذكر أن الدكتور كمال جاد شاروبيم محافظ الدقهلية وجه برفع درجة الاستعداد القصوى بغرف العمليات بالمحافظة ومديريات الخدمات والوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء لتلقى شكاوى المواطنين على مدار 24 ساعة وحلها فورًا استعدادًا لاستقبال شم النسيم،وتكثيف الحملات الرقابية المشتركة؛ للتأكد من صلاحية الأسماك المملحة واللحوم والدواجن المعروضة للبيع حفاظًا على صحة المواطنين.
