نظمت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة رفيعة المستوى، للاحتفال باليوم الدولي الأول للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام، حيث يمثل هذا اليوم الدولي فرصة لإعادة التأكيد على مبادئ ميثاق الأممالمتحدة وتشجيع اتخاذ القرارات والدبلوماسية متعددة الأطراف لتحقيق حلول سلمية للنزاعات بين الأمم. وانتهز الأمين العام أنطونيو جوتيريش الفرصة للتأكيد على أهمية إظهار فائدة التعددية. وقال الأمين العام على لسان رئيسة مكتبه ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، التي تحدثت نيابة عنه، إن الاحتفال الأول بهذا اليوم الدولي «يبرز قيمة التعاون الدولي من أجل الصالح العام». مشيرا إلى أنه على مدى 75 عاما تقريبا، ساهمت الآليات متعددة الأطراف التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية في «إنقاذ الأرواح، وتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وحماية حقوق الإنسان، وأخيرا وليس آخرا، ساعدت في منع الانزلاق نحو هوية حرب عالمية لمرة ثالثة». ونقلا عن الأمين العام، قالت السيدة ريبيرو فيوتي: «من مساهمتها في القانون الدولي، أو تعزيز المساواة بين الجنسين، أو حماية البيئة أو مكافحة انتشار الأسلحة الفتاكة والأمراض المعدية، التعددية والدبلوماسية ساهمت في إحلال السلام في كل مكان. إنها تخدم شعوب العالم». ولكنها حذرت من تعرض التعددية لضغوط، في وقت يرزخ فيه العمل متعدد الأطراف تحت ضغط النزاعات التي لم تحل بعد وتصاعد تغير المناخ وتزايد عدم المساواة وتهديدات أخرى. وأضافت:«نحن نواجه مفارقة، فالمشاكل العالمية أصبحت مترابطة بشكل متزايد، وردودنا أكثر تفتتا. نشهد تفاقما لفقدان الثقة في الحكومات والمؤسسات السياسية الراسخة والمنظمات الدولية، فضلا عن انتشار النداءات القومية والشعوبية التي تقسم ولا تجمع. هذه الاتجاهات خطيرة جدا وتتطلب منا عملا جماعيا.» في هذا السياق الصعب، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تنشيط أدوات الأممالمتحدة قائلا «نحن بحاجة إلى تعزيز الالتزام بنظام قائم على القواعد، تعمل في صميمه الأممالمتحدة بفعالية». وشددت رئيسة مكتب الأمين العام على أن إظهار فضائل التعددية وحده لا يكفي، بل يجب اثبات فائدتها. وقالت: «يجب أن نتخلص من كل الشكوك في هذا الأمر لإثبات أن التعددية قادرة بالفعل على تهدئة المخاوف في جميع أنحاء العالم، وتحقيق المساواة والعدالة في العولمة.» شاركت في الاحتفال بهذا اليوم الدولي أيضا رئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا، التي أعلنت أن تعددية الأطراف لا يمكن أن تتحقق بإقصاء الشعوب التي أنشئت الأممالمتحدة لخدمتها: «شعوبنا تطمح إلى حوكمة شاملة، وبالتالي أردت أن أقرب الأممالمتحدة من الشعوب. علينا أن نتعلم التواصل بشكل أنجع مع الأفراد الذين يتواجدون خارج هذه الهيئة.» ويأتي تعزيز التعاون بين الأطراف القائم على احترام الاختلافات بين الأعضاء في صميم عمل الأممالمتحدة، كما أشارت رئيسة الجمعية العامة. وأضافت: «من أجل الوصول إلى السلام والتنمية المستدامين فإن التعددية ليست فقط السبيل الأنجع، بل السبيل الوحيد. علينا أن ندحض هذه الفكرة الخاطئة التي تقول إن تعددية الأطراف تضر بسيادة الدول.».