شهد المجتمع المصري في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات الشذوذ، وتزايدت المخاوف من تحول الشذوذ في مصر من مجرد حوادث فردية متواترة إلى ظاهرة تهدد أمن وسلامة المجتمع، لاسيما أن عالم الشواذ صار على ما يبدو مجتمع داخل المجتمع، لهم اماكنهم الخاصة وطرق تواصلهم التي لا يعرفها سواهم، بل وتوسع الأمر ليصبح للشواذ في مصر عقود زواج يكتبونها فيما بينهم، وصفحات ومواقع وجروبات تتفاخر بهم. وما يجعلنا ندق ناقوس الخطر من تزايد الشذوذ في مصر، كونه لم يعد قاصرا على فئة عمرية بعينها، وغالبا ما يؤدي تباين واختلاف الفئات العمرية في الشذوذ إلى ارتكاب جريمة قتل، وانتشرت مؤخرا حالات شذوذ تجمع بين أطفال ومراهقين، أو شباب ومسنين، انتهت أغلبها بقتل أحد الطرفين للآخر، وأحدث الأمثلة على الحالة الأخيرة (شذوذ الشباب والمسنين) تلك التي شهدتها منطقة حدائق القبة. القصة بدأت بين شاب، 24 سنة، ورجل مسن يبلغ من العمر 63 عاما، عندما كان الشاب جالسا في إحدى الحدائق قبل عامين، بمنطقة حدائق القبة، وفؤجئ بالرجل المسن يتقرب إليه ويتودد له، وأخبره أنه يشفق على الشباب ويحرص على تقديم يد العون والمساعدة لهم في ظل مصاعب الحياة، وفي الأخير، طلب المسن من الشاب أن يزوره في منزله ليرى كيف يمكن أن يساعده؟ ذهب الشاب مع الرجل المسن إلى منزله في دائرة قسم الزيتون، وهناك كانت المفاجأة التي لم تخطر له ببال، الرجل الذي بلغ من العمر أرذله، يريده فيما يغضب الله، ويطلب منه ممارسة الشذوذ وإقامة علاقة جنسية معه، ويغريه بأن يمنحه كل ما يريد ويقدم له كل ما يحتاج، وبعد إلحاحا وإصرار من المسن، وفي الأخير استسلم الشاب لنزوات المسن الشيطانية، ومارس معه الشذوذ. يقول الشاب: "أقمت مع الرجل العجوز علاقة جنسية مرتين، لكنني فؤجئت به يقرر قطع العلاقة بيننا، بدون أي أسباب". أحس الشاب بالضياع، بعد أن عصى الله وارتكب الفاحشة، على امل ان يساعده المسن في الحصول على ما وعد به، وأن يكون الرجل "سبوبة يقلب منه قرشين" إلا أن العجوز قرر فجأة قطع العلاقة، ليترك الشاب في غياهب نفسه الأمارة بالسوء، ويقرر وقتها أن طريق المعاصي صار طريقه المحتوم، وانه لا رجعة عن سيطرة الشيطان عليه، فكانت المخدرات هي المحطة التالية في طريقه الشيطاني. تملكت المخدرات من الشاب، وبدأت سلسلة الفواحش والمعاصي، فاتجه بعد ذلك إلى السرقة، وفي فبراير الماضي، اقتحم فيلا مملوكة لخليجيين بقصد الاستيلاء على ما بها، إلا أن سذاجته صرفته عن السرقة إلى شرب الخمور التي وجدها في الفيلا، ونظرا لكونه لم يعتد على الخمور، وبعد أن أسرف في الشرب، أسكرته الخمر وأغمي عليه، وأفاق ليجد نفسه مقبوضا عليه، وحكم عليه بالحبس 3 شهور. في 25 مايو الماضي، خرج الشاب من السجن، وهو عاقد العزم على إكمال طريقه الشيطاني، والانتقام ممن أوقع به في هذا الطريق، فذهب إلى الرجل المسن في شقته، وما أن دخل حتى بادر إلى خلع ملابسه العلوية، ليوهم المسن أنه جاء لممارسة الجنس معه، إلا أن الأخير رفض وأحس منه بالغدر، وطالبه بالرحيل ومغادرة الشقة. لم يجد الشاب مفرا من إيهام المسن بأنه يعتزم الرحيل، وفجأة، أطبق عليه ولف قميصه على عنق المسن وقام بخنقه، ولم يتركه إلا جثة هامدة، وشرع بعد ذلك في سرقة كل ما تقع عليه عنيه في الشقة، من مصوغات ذهبية وهواتف محمولة وبعض المبالغ المالية وساعات يد، ثم هرب. بعد أيام، ارتاب الأهالي وجيران المسن في الرائحة المنبعثة من داخل شقته، وخشيوا أن يكون الرجل قد اصابه مكروه أو تعرض لأزمة قلبية أودت بحياته، فبادروا على الفور بإبلاغ قسم الزيتون، وعلى الفور توجهت قوة من مباحث القسم، إلى الشقة المذكورة، ليجدوا جثة الرجل المسن مقتولا في شقته، وتنبعث منه رائحة كريهة. بدأت على الفور مباحث الزيتون في وضع خطة للبحث عن الجاني والقبض عليه، وكانت البداية بالبحث عن آخر من تردد على القتيل، والاطلاع على كاميرات المراقبة بمحيط الشقة محل الحادثة، وواوفت كاميرات المراقبة الموجودة في صيدلية أسفل عقار المجني عليه بالغرض، بعد ان كشفت وصورت المجني عليه وهو خارج من العقار مضطربا بعد ساعات من دخوله العقار، ولم يتعرف عليه أحد من السكان. وباعداد الأكمنة اللازمة والإجراءات، تمكنت قوة من مباحث القسم برئاسة الرائد أحمد فوزى رئيس المباحث، وقاد فريق البحث تامر فراج، للقبض على المتهم بعد تفريغ الكاميرات، وهو ما حدث بالفعل، بعد أن تمكنت مباحث الزيتون من ضبط الجاني. وبمواجهة المتهم بما نسب إليه باقتل وسرقة المجني عليه، أقر بإقامته علاقة جنسية مع المجني عليه، وأقر أن المجني عليه اعتاد الإيقاع بالشباب واستغلال ظروفهم وإيهامهم بتقديم المساعدة لهم لممارسة الجنس معهم، وهو ما فعله مع كثيرين غيره، واعترف انه يوم الواقعة توجه له لسرقته إلا أن المجني عليه أراد طرده من الشقة، فما كان منه إلا أن خنقه وسرقه. تحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيقات، وقررت نيابة غرب القاهرة التى باشرها سعد أبو العز، برئاسة محمد أبو المعالى وبإشراف المحامى العام عبد الرحمن شتلة، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل بقصد السرقة.