شاب قوي البنية، قصير القامة، نشأ في أسرة متوسطة الحال بإحدى قرى محافظة أسيوط، ضاقت به الأرض بما رحبت، بحث في كل مكان وسأل "طوب الأرض" عن وظيفة، لكن دون جدوى. وقرر "محمد. ص"، مغادرة بلدته، وأعد العدة وجمع ما يمتلك من مال وقرر الانتقال للعمل بسوق العبور، بعدما أخبره أحد أقاربه بأن "عقدة البطالة" ستنتهي فور ان تطأ قدمه أرض المحروسة. وقبل أن يغادر بلدته، طالبه أحد الأهالي بتسليم بعض الأشياء إلى أشخاص يقطنون بمحافظة الجيزة، وتوجه صاحب ال19عامًا إلى العنوان الذي كتب على الورقة التي كانت بمثابة الدليل له. شوارع متشابهة وكثيرة، منازل متشابهة هنا، وازقة ضيقة هناك، وجد "محمد" نفسه يبحث عن العنوان كي يسلم الأمانة التي حملها طوال رحلته من صعيد مصر، وإذا برجل مسن، يقترب منه بخطوات حثيثة، وسأله عن إمكانية مساعدته وإرشاده، فوجد الشاب الصعيدي طوق النجاة في هذا الرجل. انتهت مهمة "محمد. ص" بنجاح بفضل مساعدة "صلاح. ع"، 50 عامًا، خفير، فشكره وتبادلا أرقام التليفونات، على أمل اللقاء مرة أخرى، وتوطدت العلاقة بينهما بشكل سريع بمرور الأيام. أخذ الشاب يبحث عن فرصة عمل يستطيع من خلالها توفير احتياجاته الشخصية، حتى قرر اللجوء للشخص الذي ساعده للوهلة الأولى التي قدم فيها للعاصمة، واخرج هاتفه المحمول، وأجرى اتصالا ب"صلاح"، وأخبره أنه يعاني البطالة، ويبحث عن فرصة عمل، فطلب منه الأخير المجيء لمنزله بشارع ترعة الزمر؛ لبحث هذا الأمر. توجه الشاب ذو الملامح الصعيدية، إلى منزل الخفير، وتنالوا وجبة الغداء سويًا، وجلسا يتبادلان أطراف الحديث، حتى وقع ما لم يكن في الحسبان، بعدما طلب الرجل المسن من الشاب الذي يصغره ب31 عامًا ممارسة الشذوذ الجنسي معه. وقعت هذه الكلمات على أذن الشاب كالصاعقة، متمنيًا ان يكون كل هذا مجرد "حُلم"، لكن الحقيقة كانت صادمة بتجديد الخفير لطلبه غير المشروع، ووصل به الأمر لإغلاق باب الشقة؛ لضمان عدم هروبه. أخذ "محمد" يفكر في كيفية الخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر، فجاءت له فكرة بقتل الرجل الشاذ، وطلب منه إعداد كوبين من الشاي عقب وجبة الغداء، وفور دخوله المطبخ، استل سكينًا، وسدد طعنات نافذة اخترقت جسد الخفير، ثم ذبحه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وقام بسرقة هتافه المحمول ومبلغ مالي، وفر هاربًا. الجريمة لا تفيد تلقى العميد درويش حسين، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، إخطارًا من غرفة النجدة بالعثور على جثة موظف بالمعاش داخل شقته. وتبين من معاينة الرائد هاني عكاشة، رئيس مباحث الجيزة، أن الجثة بها آثار طعنات بالجسم، وعُثر عليها مسجاه على الأرض، مرتديًا ملابسه. وتم تشكيل فريق بحث قاده العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، توصلت جهوده إلى أن الجاني يُدعى "م. ص"، عاطل، وتم ضبطه بأحد الأكمنة المُعدة له. واعترف المتهم أمام اللواء علاء عزمي، نائب مدير مباحث الجيزة، بارتكاب الجريمة، بعدما طلب منه المجني عليه ممارسة الشذوذ الجنسي، مضيفًا أنه تعرف على الضحية، وأخبره أنه يبحث عن وظيفة. ويوم الجريمة، ذهب القاتل إلى منزل الضحية، وفوجئ به يطلب منه ممارسة الشذوذ الجنسي، ولدى رفضه، نشبت بينهما مشادة كلامية، استل على إثرها المتهم سكينًا من المطبخ، وتعدى بها على المجني عليه، محدثًا إصابته التي أودت بحياته، وقام بسرقة هاتفه المحمول ومبلغ مالي، وفر هاربًا.