"الست ب 100 راجل" مقولة لطالما انطبقت على السيدات المصرية، التي يقفن بجانب أزواجهن، لسد رمق أسرتهن، وتوفير لقمة العيش، ومجابهة الظروف المعيشية القاسية، يغطسن هؤلاء في المياه للحصول على قوت يوم أولادهن من اصطياد الأسماك وبيعها. رغم التطور الحديث في أدوات الصيد واقتصارها على الرجال منذ قديم الأزل، إلا أن هؤلاء الصيادات، قررن مجابهة الظروف المعيشية، وتوفير الاحتياجات الأساسية لأسرهن وأبنائهن، فيخرجن كل صباح، بحثا عن الرزق في مهنة اصطياد الأسماك، تاركين الشباك، معتمدين على الغطس في بقاع النهر والصيد اليدوي، وبالتقاط الأسماك في حجورهن.
بمهارة فائقة، تخرج الصيادات، وحجورهن ممتلئة بالأسماك من قاع النهر، فارحين بما آتهم الله من فضله، آملين في بيعها بالكامل، وانتهاء يومهن الذي يبدأ منذ الصباح الباكر، بعرضها على المارة. أهالي مركز شربين بالدقهلية، توارثن مهنة اصطياد الأسماك يدويا، أبا عن جد، نظرا لأنها من الحرف الأساسية في العديد من القرى المطلة على المجارى المائية من ترع وبحيرات ومصارف، يخرجن الصيادات للعمل بمهنة الصيد، تاركين منزلهم، غير مبالين لحالة الطقس، ينتظرن بعضهن، متوكلات على الله للترع والمصارف للصيد.
على أطراف الأراضي الزراعية، يقبع بعض السيدات العاملات في مهنة صيد الأماك، يتسامرن في انتظار، بعضهن البعض، آملين في الحصول على أسماك كثيرة وبيعها للعودة إلى منازلهن. وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق 8 مارس من كل عام؛ تكريمًا لدورها وإنجازاتها التقت "الفجر" مع عدد من صيادات مركز شربين بالدقهلية، للتعرف على المعاناة الحقيقية لهؤلاء الصيادات وقصص نجاحهن.
نشوى عيد سيدة مصرية تأتي من ضواحي المنصورة، لتواصل عملها منذ الصباح الباكر في مهنة يد الأماك، لتسلك حياة شاقة بحثا عن العيش الحلال والحياة الكريمة، منذ 30 عام، غاطسة في مياة المصارف والترع غير مبالية من أضرارها الوخيمة.
سامية عزت ابنة المنصورة، تترك أبنائها كل صباح، حاملة على أعناقها، مهمة توفير لقمة العيش، لأبنائها، وتوفير احتياجاتهم، من مهنة الصيد التي تعمل بها منذ 20 عام.
لا ترتدي بدلة الصيد، فتنزل الترع بملابسها، كقرينتها من السيدات العاملات في مهنة الصيد، إنها نجيه عبد الرؤوف التي تعمل منذ أكثر من 20 عام.
أما حكمت السيد 30 عام، عمر عملها في مهنة الصيد، تتوجه منذ الصباح الباكر لأقرب ترعه أو بحر أو مجرى مائي، وتقوم باصطياد السمك بأيديها، وأحيانا كثيرة بالغطس في المياة، لتلتقط السمك في حجرها، وتعرضه على المارة للشراء. جسد متعب تخفيه صيادات الدقهلية، وراء فرحتهن باصطياد الأسماك، لتوفير قوت يوم أولادهن، تعرضه على المارة هنا وهناك، مقتطفين ابتسامات هادئة، ليتناسوا أتعابهن طيلة يومهن.
يبدو على بضاعتهن التي في حجورهن، أن الإقبال على شراء الأسماك، ضعيف، لتتنافس بعضهن لبيع رزقهن، لسد رمق أسرتها، أملين في العودة المبكرة إلى منازلهم.