"صيد السمك" يمارسه البعض كهواية.. والبعض الآخر يعيشون عليه كمصدر للرزق، وفي "عز" موجة البرد التي تعيشها مصر انطلقت كاميرا "البوابة نيوز" لتلقي الضوء على ما يتعرض له الصيادون، من معاناة في هذا الطقس السيئ. عقب رحلة بحث مريرة بدأت من كورنيش النيل إلى المرسى الكائن بمحيط كوبري أكتوبر، رصدت البوابة عددًا من الصيادين بعد أن هرب معظمهم من المهنة، بسبب ضيق الحال. بالقرب من المرسى.. صيادون وأصحاب مراكب يجلسون بعيدا عن مراكبهم التي رست على شاطئ النيل، يتسامرون إزجاء للوقت الفارغ. على لنش نيلي التقت "البوابة نيوز" أحد شباب، "محمد عادل" الذي ورث العمل عن أجداده على إحدى المراكب التي تنظم فسحًا للمواطنين، إضافة إلى مساعدة والده في الصيد من المراكب. حكاوي الصيادين وفصل الشتاء قال "محمد عادل": موجات البرد تجبر بعض الصيادين على ترك مصدر رزقهم في صيد الأسماء، عائدين إلى محافظاتهم التي جاءوا منها، مشيرا إلى أن أغلب الصيادين من محافظة الفيوم، ويوجد أيضا صيادون من محافظاتالجيزة والدقهلية "القناطر الخيرية" وغيرها، جاءوا القاهرة بحثا عن "أكل عيشهم". وأضاف "عادل" أن الصيادين الذين ليس لديهم مورد رزق آخر، يضطرون إلى تحمل الظروف ومكافحة الموجات قارصة البرودة التي تتطلب صيادين مهرة، لكن الشتاء يعرقل الإنتاج ويقلص أيام العمل إلى يوم أو اثنين في الأسبوع. ولفت الصياد الشاب إلى أن مهنة الصيد ليست اختيارية، بل يرثها الأبناء عن آبائهم، وغالبا ما يولودون على مركب، لأن الصيادين اعتادوا على الحياة داخل مراكبهم مع أولادهم وزوجاتهم مثل المنزل تماما، فيكون لكل فرد داخل المركب دوره، فالزوجة تطهي الطعام أو تنظف السمك، والأولاد يساعدون أباهم في الصيد. ويتابع "عادل" أن الرزق يحب الخفية، والكل يشقى في سبيل الحصول على لقمة العيش، فقد يتطلب الأمر البقاء بجانب الشباك التي ترمي على النيل من عصر اليوم إلى صباح اليوم التالي لكي يخرج الرزق من الماء. ويكشف كواليس عملية الصيد قائلا إن عملية الصيد تبدأ بتوفير الطعم الذي يتكون من السمك الصغير أو البياض، أو أبو الرعاش، والذي يتم الحصول عليه بواسطة السنارة ثم ترمي الشباك في النيل محملة بالطعم، "وعشان تجيب سمك أكتر لازم تغوَّط جوا"... ويقول متابعا، إن السمك لا يكون موجودًا دائما في المناطق القريبة، كما أن الأمر يعود أيضا إلى نوع "الشباك" التي ترمي في النيل فهناك شباك تغطي مساحة كبيرة وهناك ما يغطي مساحة أقل. ويكشف عادل "تكاليف المهنة" قائلًا تتفاوت أسعار السنار والشباك، فهناك سنارة لا تعيش، أكثر من 20 يوما وتتلف من الصياد، وعموما تبدأ أسعار الشباك من 200 و300 جنيه، ويوجد أيضا ب400 جنيه على حسب نوعية كل شباك وطولها. وأضاف "محمد عادل" أنه في بعض الأوقات تزداد كمية ما يحصل عليه الصيادون من أسماك، والموسم الأفضل حينما يكون منسوب المياه قليل نسبيا، ما يسهل الحصول على الرزق ويكون ذلك خلال شهري سبتمبر وأكتوبر غالبًا. وأشار إلى أن أشهر أنواع السمك في النيل، هو البلطي، وتكون أحجامه من نصف كيلو إلى 20 كيلوجرام، والبياض الذي يتفاوت وزنه أيضا، كما توجد الثعابين والقراميط التي قد يصل وزنها إلى 20 كيلومترا، مؤكدا أنه عقب الصيد يتم التوجه إلى سوق المنيب وبيعها هناك، مشيرا إلى أن أسعار السمك البلطي تصل 25 والبياض 25 جنيها أيضا، القراميط 15جنيها، بينما الثعابين هي أغلي الأنواع بسعر 60 جنيها للكيلو. ويقلل "عادل" من دور نقابة الصيادين قائلًا إذا تعرض أي صياد منا لمحنة سواء بالإيقاف أو سحب الرخص لا يوجد رد فعل من النقابة ويتم تغريم الصياد في النهاية الذي لا يرتكب أي مخالفة سوى محاولته توفير لقمة العيش قائلا "كله منفض لكله".