الصيد الجائر يشكل تهديداً كبيراً علي الثروة السمكية في مصر لأنه يعمل علي انقراض بعض سلالات الأسماك المهمة وكذلك الزريعة منها مما يسبب تدهورا في التوازن البيئي البحري وزيادة نجوم البحر الشوكية التي يتغذي عليها بعض الأسماك. فيما أكد الخبراء ان الصيد الجائر يقتل الثروة السمكية ويؤثر علي الأجيال القادمة مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات قانونية سريعة ضد الصيادين غير الملتزمين بالتعليمات فضلاً عن وضع استراتيجية لحماية الثروة السمكية. التقت "المساء" صياداً من محافظة المنوفية يدعي محمد عبدالمحسن يبلغ من العمر ثلاثين عاما متزوج ولديه طفلان نيجار خمس سنوات ويوسف ثلاث سنوات يعيش هو وعائلته في مركب صيد يأتي به من المنوفية يومياً للبحث عن باب رزق في أعماق نهر النيل. يقول عبدالمحسن ان النيل هو مأواه الذي يعيش فيه ومركبه هو بيته الذي يسكن فيه صيفا وشتاء وصيد السمك هي المهنة التي ورثها من والده وجده.. مؤكدا ان كل ما يحصل عليه من الصيد والذي يبدأه من الثالثة فجرا وحتي الثامنة صباحا من اثنين إلي ثلاثة كيلو سمك من نوع البياض والبلطي وليست دائمة.. مضيفا ان سمك الذريعة "الدلوعة" يتم اصطياده لوضعه كطعم لصيد السمك الكبير. أضاف ان أكبر مشكلة تواجهه هي شرطة المسطحات التي تحرر محاضر له دون ذنب وتغريمه 200 جنيه في المحضر وإذا لم يدفع فيكون مصيره الحبس مؤكدا انه قام باقتراض الغرامة أكثر من مرة وان كبيرهم رمضان السيد شيخ الصيادين بمنطقة الوراق وقف بجانبه أكثر من مرة. اتهم محمد نقابة الصيادين بالفشل لعدم اهتمامهم بالصيادين الصغار وأمثاله مؤكدا انه لو دخل في مشكلة لا يجد من يقف بجانبه فضلاً علي انه لو أصيب بأي مرض لا يجد من يعتني به أو بأسرته. أشار إلي أن الشرطة لا تحاسب إلا الضعيف تاركة المراكب الكبيرة التي تسير بجانبه في نهر النيل وبها "بهدلة" علي حد قوله جيث انه يستنشق دخان المخدرات والحشيش من المراكب فضلا عن الرقص والموسيقي الخليعة. طالبت هبة بدخول طفلها "نيجار" أي دور حضانة بالقاهرة وقيام هيئة الثروة السمكية بعمل زريعة سمك لأسرتها تكون باب رزق حتي لا نموت من الجوع حيث ان زوجها يفشل في صيد أسماك في بعض الأحيان فضلا عن ارتفاع أسعار الخضروات بشكل مبالغ فيه. بينما قال رزق خليل صياد انه لا يستطيع الخروج من مركبه فهو سكنه الذي يأكل ويشرب ويعيش فيه.. مضيفاً ان عمله في الصيد لسد احتياجات أسرته المكونة من خمسة أفراد بالإضافة إلي والده الذي لا يقوي علي العمل. أضاف رزق ان رزقه علي الله يومياً يقوم بالصيد قبل آذان الفجر ويسير بمركبه ليصطاد به الأسماك المختلفة ولكنه يواجه العديد من المشاكل أبرزها غرامات شرطة المسطحات التي تمنعهم من الصيد في أوقات كثيرة من العام خاصة في فصل الصيف وإذا لم نصطد فكيف سنأكل؟! أضاف ان ادارة الثروة السمكية طالبتنا بعدم اصطياد سمك "الدلوعة" الزريعة حتي لا يكون هناك انقراض للأسماك ووافقنا علي ذلك ولم يجدوا لنا حلولا لوضع للطعم الذي سنصطاد به الأسماك فضلا عن عدم وجود حلول بديلة للشهور العجاف لعدم الصيد. عاطف سعد باحث في الثروة السمكية حذر من الصيد الجائر لأنه يزيد من نجوم البحر الشوكية التي تتغذي عليها بعض الأسماك مما يحدث خللاً في التوازن البيئي البحري.. مطالباً الحكومة بوضع استراتيجية لحماية الثروة السمكية في مصر وتكثيف الدوريات النهرية ودعم منتجي الأسماك وانشاء أقفاص مائية بمواصفات عالمية وأيضاً إنشاء بحيرات صناعية خاصة للأسماك. يذهب سعد إلي مخاطر السموم والمبيدات الكيميائية قائلاً انه لابد من توعية الصيادين والتنبيه عليهم بعدم استخدام المبيدات الكيميائية والديناميت للصيد الذي يقتل الآلاف من الأسماك والزريعة ويكون له تأثير سلبي علي بيض الأسماك مما يؤثر علي الأجيال القادمة.. مضيفا انه لابد من تكثيف الدوريات النهرية لعدم استخدام الصيادين لمثل هذه المبيدات والديناميت.