الثروة السمكية في بحيرة قارون مهددة بالانهيار بسبب "الهبلة " وهي نوع من الشباك يستخدمه الصيادون لاصطياد الأسماك الصغيرة "الزريعة " ويقومون ببيعها بالكيلو كغذاء للبط وغيرها من الطيور الداجنة.وينتقد مصطفى محمود رئيس مجلس إدارة جمعية صيادي الأسماك ببحيرة قارون تصرفات بعض الصيادين غير المسئولة،وقيامهم بالصيد بطرق مخالفة فى أوقات إغلاق البحيرة، مما تسبب فى تدمير الثروة السمكية بها ، على الرغم من الاجتماعات العديدة والدورية التى يتم عقدها للصيادين لتوعيتهم بالطرق السليمة والعلمية للصيد والأوقات التي تضمن تكاثر الأسماك وزيادة الإنتاج. ويقول إن عدد المراكب العاملة والمصرح لها بالصيد فى البحيرة 605 مراكب ، وهناك ما يعادل مثل هذا العدد ويمارس عمليات الصيد بدون ترخيص، مما فتح الباب لتجارة غير مشروعة، وهي بيع الأسماك الصغيرة " الزريعة " لتغذية الطيور كالبط وغيرها ، نتيجة الصيد بشباك مخالفة، و صغيرة الفتحات، يسميها بعض الصيادين " الهبلة " ،مشيرا إلى انتشار هذا النوع الخطر من صيد الأسماك فى ظل ضعف إمكانات شرطة المسطحات المائية، لمواجهة الصيادين المخالفين. ويضيف سيد عبد الحميد منصور، أحد الصيادين ببحيرة قارون، أن السبب فى تدمير الثروة السمكية هو " الهبلة " فى إشارة إلى الشباك المخالفة ذات الفتحات الصغيرة والتى تقوم بتجريف البحيرة والتقاط الزريعة قبل نموها، فى وقت إغلاق الصيد بالبحيرة، الأمر الذي يسبب قلة فى الإنتاج تنعكس على الصياد فى سوء حالته المادية وعدم الوفاء بالتزاماته الأسرية لأنه لايستطيع الحصول على الإنتاج الكافي من الأسماك لبيعه وتلبيه احتياجاته الحياتية ، والغريب أن هولاء الصيادين يقومون ببيع الزريعة كطعام للبط بسعر يصل إلى جنيه ونصف للكيلو . وفي محاولة لتبرير سلوك الصيادين، قال الصياد رجب عبد الظاهر سلامة في فترة إغلاق البحيرة تتوقف مصالح الصيادين تماما، ولا يجدون سبيلا للارتزاق، ويجب أن يكون هناك بديل يسترزق منه الصيادون خلال فترة منع الصياد فى أيام شهرى يناير ومايو من كل عام، حتى لا يظلم الصياد ولانعطي الفرصة لبعض الصيادين بالمخالفة فى طرق الصيد . ويؤكد قرنى أحمد خليفة رئيس لجنة الثروة السمكية السابق بمجلس محلى أبشواى التابع لها بحيرة قارون، أن اهم مشكلات إنتاج الأسماك فى بحيرات قارون والريان هي عدم جدوى عمليات نقل الزريعة، وأن طول المدة الزمنية للسفر وإحضار الزريعة، والتى تصل إلى 8 ساعات يتسبب فى تلفها ، لعدم توافر وسائل نقل حديثة مزودة بالتكنولوجيا. ويضيف أن أنواع الزريعة التي كانت تأتى للبحيرة من أفضل الأنواع ، كما ان مشروع تسويق الأسماك التابع للمحافظة أيضا كان يبيع إنتاج البحيرة من الأسماك وكان يراعى البعد الاجتماعي للمواطنين، وخاصة محدودي الدخل، فالسمك البلطي لم يكن يتعدى سعره 3،5 جنيه والبوري 4 جنيهات والموسى 5 جنيهات. وقال إنه بعد تولى هيئة الثروة السمكية عمليات جلب ونقل وإلقاء الزريعة تراجع مستوى جودتها، وقل الإنتاج بصورة كبيرة، كما ارتفعت أسعار الأسماك ليصل سعر البوري إلى 25 جنيها للكيلو والموسى يتراوح مابين 20 إلى 30 جنيها والبلطي من 10 إلى 20 جنيها للكيلو. من جانبه حذر صلاح نادى مدير منطقة وادى النيل للثروة السمكية بالمحافظة من أن الصيد المخالف والجائر من الممكن أن يقضى نهائيا على إنتاج البحيرة ويضيع الجهود على المسئولين عن جلب وإلقاء الزريعة من أجل زيادة تكاثر الأسماك بصورة سليمة ، مطالبا بتوعية الصيادين بتلك الجريمة.يذكر أن بحيرة قارون تقع على مساحة 100 ألف فدان من المسطحات المائية، والسعة القصوى للبحيرة 210 آلاف طن سنويا من الأسماك، فى حين أن ما يتم استخراجه سنوي لا يزيد على 5 أطنان فقط .