رحلة البحث عن الخبز في قطاع غزة تبدأ من العدم، فلم يعد يُسمع صوت الضجيج الذي يُنتج طحينًا، وسط احتياج تام للطحين هناك في ظل حالة مجاعة مستعصية يعرفها القطاع لم تتوقف حتى الآن. ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تُغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، باستثناء مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، التي اتُهمت بشكل رسمي بأنها بمثابة "مصائد موت" للمدنيين الفلسطينيين الباحثين عن الغذاء والحصول على المساعدات، حيث يترصدهم جنود جيش الاحتلال ويطلق الرصاص عليهم ما يوقع الشهداء في صفوف المدنيين الأبرياء. وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد سقط قرابة ال1000 شهيد من الفلسطينيين بعدما استهدفهم جنود جيش الاحتلال عند مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية. اقرأ أيضًا: «مثلث الرعب».. كيف يحيط القتل بأهل غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية؟ حاجة إلى 500 ألف كيس طحين وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المجاعة تتفاقم في قطاع غزة، محذّرًا من روايات زائفة حول دخول المساعدات إلى القطاع، وسط احتياجات للطحين تتجاوز نصف مليون كيس أسبوعيًا. وأشار المكتب الإعلامي الحكومي، في بيانٍ صادرٍ عنه، إلى أن حدة المجاعة وانتشارها في محافظات قطاع غزة تزداد بالتزامن مع إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر بشكل كامل منذ 145 يومًا، ومنع إدخال حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن مستشفيات قطاع غزة سجلت حتى الآن أكثر من 115 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية. وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن حالة المجاعة تأتي في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء، مؤكدةً أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى ما لا يقل عن 500 ألف كيس طحين أسبوعياً لتجنّب الانهيار الإنساني الشامل. المجاعة لم تنكسر ونفى المكتب الإعلامي الحكومي أن يكون قد حدث حالة انكسار للمجاعة التي يُعيشها سكان القطاع، قائلًا: "نتابع بأسف ما يروّجه بعض النشطاء خارج قطاع غزة حول انكسار المجاعة ودخول مئات الشاحنات، وننفي نفيًا قاطعًا هذه الادعاءات، فهي لا تمتّ للواقع بصلة، وتمثل تماهيًا خطيرًا مع الرواية المضلِّلة للاحتلال الإسرائيلي، وتشويهًا متعمدًا لحقيقة الجريمة الجارية". وطالب المكتب الإعلامي الحكومي جميع دول العالم دون استثناء بضرورة كسر الحصار فورًا وفتح المعابر بشكل دائم، وإدخال حليب الأطفال والمساعدات إلى أكثر من 2.4 مليون إنسان محاصر في قطاع غزة. خطر الموت الجماعي وسبق أن حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من استمرار الوضع الراهن في القطاع، مع استمرار إطباق الحصار المحكم على غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات الإنسانية نتيجة جميع إغلاق معابر القطاع. وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في تحذير صادر عنه يوم الأحد الماضي، إن "غزة تتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل في قطاع غزة". وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي قائلًا: "نحن على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر منذ أكثر من 140 يومًا، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وحليب الأطفال والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، ونفاد الغذاء والدواء واستمرار سياسة التجويع