قال الكاتب بدر الرفاعي، مترجم كتاب «إعلام الجماهير.. ثقافة الكاسيت في مصر»، إنه على الرغم من عمله الطويل في مجالي التأليف والترجمة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بحفل توقيع كتاب، مشيرًا إلى أن تجربته مع هذا العمل كانت مختلفة واستثنائية. وأضاف أن علاقة خاصة من الألفة نشأت بينه وبين الكتاب خلال فترة العمل عليه، موضحًا أنه رغم أن الكتاب يتناول في الأساس ثقافة الكاسيت، فإنه يفتح في الوقت نفسه ملفًا تاريخيًا بالغ الأهمية، يتمثل في مرحلة الانتقال من اقتصاد الدولة إلى سياسة الانفتاح. وأشار الرفاعي إلى أن آندرو سايمون فاجأه بنجاحه في بناء «أرشيف ظل» متكامل بعيدًا عن الوثائق الرسمية، وهو ما منح الكتاب قيمة بحثية وتاريخية مضاعفة. وأكد أن الكتاب يتقاطع مع حياته الشخصية، معتبرًا نفسه شاهد عيان على كثير من الوقائع الواردة فيه، بل إن بعض هذه الوقائع كان طرفًا فيها، ومن بينها مشاركته في أول ظهور جماهيري واسع للشيخ إمام عام 1968، وهو عام وصفه بالحاسم والمختلف. وأوضح أنه عقب انتفاضة الطلبة حدثت مساحة من الانفراجة، ونجح الطلاب في تأسيس اتحاد طلاب يتمتع بقدر من الاستقلال، ما أدى إلى ازدهار الأنشطة الثقافية داخل الجامعة. وأضاف أن الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد نظم في تلك الفترة احتفالية بكلية الآداب جامعة القاهرة في ذكرى استشهاد تشي جيفارا والمهدي بن بركة، وتمكن من إقناع عميد الكلية بأنه سيستضيف «شيخًا أعمى يغني»، في وقت كان فيه صوت الشيخ إمام يتداول بشكل شبه سري. وتابع أن تلك المناسبة شكلت بداية علاقة الطلاب بالشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، حيث بدأوا في التردد على منزلهما بحوش آدم، قبل أن يكتب الدكتور فؤاد زكريا مقالًا بعنوان «ظاهرة الشيخ إمام»، الذي أسهم في اتساع دائرة التعرف عليه، وأن أشعار الشيخ إمام بدأت تغنى بأصوات مطربين آخرين، كما خصص برنامج إذاعي خلال شهر رمضان عام 1968 لتقديم ألحانه، من إعداد وتقديم رجاء النقاش، وهو ما اعتبره محاولات لشراءه لكن باءت بالفشل.