لم تكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر اليوم الأحد، هي الأولى من نوعها، بل سبقها عدة زيارات رسمية، التقى خلالها الرئيس الصيني وتبادلا التعاون في كافة المجالات، فضلًا عن لقاءاته مع كبار وممثلي الشركات الصينية لإقامة مشروعات إنتاجية وخدمية، ناهيك عن توقيع الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والتجارية والدولية. أول زيارة تاريخية في ديسمبر 2014، استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول زيارته الرسمية للصين، التقى خلالها كبار المسئولين وممثلي كبريات الشركات الصينية لإقامة العديد من المشروعات الإنتاجية والخدمية، والتوصل إلى اتفاق الشراكة الاستراتيجية ، وجهوده لجذب الاستثمارات والسياحة الصينية إلى مصر. ووقع "السيسي"، والرئيس الصيني شي جين بينج في ختام مباحثاتهما على بيان بشأن إقامة ''علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة'' بين البلدين ينظم كافة جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين. ويشمل البيان المشترك المجالات التالية: 1- المجال السياسي: يتمسك البلدان بثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة ويعملان معًا لتحقيق المصالح المشتركة، ويكثفان الزيارات المتبادلة.
2- المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية: اتفق الجانبان على تحقيق المنفعة المتبادلة وتفعيل دور اللجنة الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين. وتعرب مصر عن دعمها لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير البري والبحري، كما يدعم الجانب الصيني خطط الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد. 3- المجالات العسكرية والأمنية: اتفق البلدان على تبادل الزيارات بين القوات المسلحة في البلدين، وتحقيق التواصل بين مختلف الكليات والمعاهد العسكرية، وتفعيل دور اللجنة المصرية الصينية للتعاون في الشئون الدفاعية. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والجرائم الإلكترونية. 4- المجالات الثقافية والإنسانية: اتفق الجانبان على تبادل زيارات الوفود الثقافية، ويحرصان على إنشاء آلية اللجنة الثقافية المشتركة بين البلدين، ودعم التواصل بين الجامعات والمعاهد المختلفة، والمراكز الثقافية المصرية والصينية، ولاسيما معاهد كونفشيوس. كما يواصل الجانبان التعاون في مجال السياحة، ويدعم الجانب الصيني الجهود المصرية الرامية لاستعادة النشاط السياحي إلى مصر ويشجع السائحين الصينيين على زيارتها. 5- مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء: اتفق الجانبان على ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمعامل ومراكز الأبحاث المصرية والصينية. 6- الشئون الإقليمية والدولية: يؤكد البلدان على التزامهما بتطبيق مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية وكذا رفض تسييس قضايا حقوق الإنسان. الزيارة الثانية وفي أغسطس 2015، قام "السيسي"، بزيارته الثانية إلى الصين، والتي تم خلالها تأكيد أهمية دور مصر كدولة محورية في المنطقة، والتأكيد على تفعيل كافة الاتفاقيات والمشروعات مع الجانب الصيني، والسعى لجذب السياحة الصينية لمصر وأيضًا رؤؤس الأموال الصينية. واستهل "السيسي"، حينها لقاءاته في مقر إقامته بالعاصمة الصينيةبكين، مع رئيسة شركة هواوى للاتصالات، وتباحثا حول استثمارات ومشروعات الشركة الجديدة التي تريد القيام بها في مصر. واستقبله، عقب وصوله مطار بكين الدولي، نائب وزير الخارجية الصيني والسفير المصري لدى بكين مجدي عامر وأعضاء السفارة المصرية وعدد من السفراء العرب وأحمد سلام المستشار الإعلامي السابق بالصين وهدى فؤاد المستشارة الإعلامية الحالية في بكين. الزيارة الثالثة وفي سبتمبر 2016، كانت الزيارة الثالثة ل"السيسي"، في الصين، وكان محورها تفعيل بعض الاتفاقيات التي أبرمتها مصر مع الصين خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي دشن في شرم الشيخ، والتي تصل إلى 26 اتفاقية تعاون بالجانب الاقتصادي. ومن أهم المشروعات التي تدخل فيها الصين بمصر، كانت العاصمة الإدارية وفى شرق التفريعة، وأيضًا بمدينة النسيج فى محافظة المنيا. ومن ضمن الاتفاقيات الموقعة بين "السيسي"، ونظيره الصيني، إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميجا وات، تنفذها وزارتي الإنتاج الحربي والكهرباء والطاقة، بتكلفة إجمالية 3.3 مليار دولار. الزيارة الرابعة أما الزيارة الرابعة، وهي التي يقوم بها "السيسي"،ظهر اليوم الأحد، في زيارة رسمية إلى مدينة شيامين الصينية في مستهل زيارة تستمر3 أيام للمشاركة في اجتماعات الدورة التاسعة لقمة دول تجمع "بريكس" تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج. ورافق "السيسي"، وفدًا وزاريًا رفيع المستوى، يتضمن وزير التجارة والصناعة طارق قابيل، ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. ويقول أسامة المجدوب سفير مصر لدى بكين، إن زيارة "السيسي" ستشهد عددًا من اللقاءات الثنائية على رأسها لقاء قمة مع الرئيس الصيني بينج، ولقائين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولقاء مع رئيس وزراء الهند، مشيرًا إلى أهمية القمة المصرية الصينية، والتى سيتم خلالها بحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، والعمل على تذليل العقبات الخاصة بالاستثمارات، ورجال الأعمال في البلدين.