على خطى الزعيم الراحل سعد زغلول، التحق بمدرسة الحقوق، ولعب دورًا بارزًا في السلك القضائي، ومن ثم غامر في الحياة السياسية، حتى شكل الوزارة سبع مرات، هذا هو مصطفي النحاس باشا الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 23 أغسطس 1963. بداياته ولد مصطفي النحاس باشا في 15 يونيو 1879 في سمنود الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج في مدرسة الحقوق وعين قاضيًا بالمحاكم الأهلية وخدم بالسلك القضائي لفترة.
محاذاة "زغلول" وعلى خطى أستاذه الراحل سعد زغلول، التحق "النحاس" بمدرسة الحقوق وتخرج منها عام 1900م ، فرفض العمل بسلك النيابة وظل يعمل في المحاماة حتى عام 1903، وعندما عرض عبد الخالق باشا ثروت عليه العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا خلال فترة توليه وزارة الحقانية، رفض النحاس هذا العرض، لكن ثروت أقنعه بقبول الوظيفة حتى قبلها.
وكان أول تعيين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا الأهلية وأسوان أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908، يعقب ذلك تسعة أعوام من التنقل بين مدن الدلتا والقاهرةوطنطا حيث تولى آخر مناصبة كرئيسً لدائرة محمكة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.
حياته السياسية دخل "النحاس" غمار السياسة حينما أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون المبادئ الأربعة عشر ونادى بحق الشعوب الصغيرة في تقرير مصائِرها بعد الحرب العالمية الثانية الأمر الذي أثر في قرارات النحاس الذي كان يكن شعورًا عدائيًا تجاه الاحتلال البريطاني لمصر.
وبدأ أدوراه السياسية بانتمائه لتيار الحزب الوطني في مطلع القرن العشرين، ثم انضمامه إلى الوفد المصري إلى جانب سعد زغلول، فتوليه زعامته بعد وفاة الأخير سنة 1927، وانتهى هذا الدور بعد يوليو 1952 بشهور قليلة مع حل الأحزاب السياسية.
ترأسه للوزارة تولى "النحاس" منصب رئيس وزراء مصر 7 مرات، كان آخرها بين عامي 1950و1952 وكان من مؤسسي حزب الوفد وجاء زعيمًا له في الفترة من 1927 إلى 1952، كما ساهم في تأسيس جامعة الدول العربية.
وكان "النحاس" مسؤولاً عن المعاهدة المصرية البريطانية "معاهدة 1936"، وهو الذي ألغاها لاحقًا وحين قدم محمد محمود باشا استقالته في 27 أبريل 1938 كلفه الملك بتأليف وزارته الثالثة.
وما لبث أن تقدم "محمود باشا" باستقالته وعهد الملك فاروق إلى على ماهر بتأليف الوزارة للمرة الثانية. وفي 22 يونيو1940 وجهت السفارة البريطانية إنذارًا للملك بأنه لا سبيل للتعاون مع على ماهر، وطلب الملك تشكيل وزارة ائتلافية وأوفد وكيل الديوان الملكي عبدالوهاب طلعت إلى النحاس في كفر عشما بالمنوفية ورفض النحاس الوزارة الائتلافية، حتى لو كان رئيسًا لها وطالب بوزارة محايدة تحل البرلمان وتجرى انتخابات حرة.
وما لبث أن طلب السفير البريطانى من فاروق تأليف وزارة تحرص على الولاء للمعاهدة، وأن يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942 فكان حادث 4 فبراير 1942 حيث حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين واجتمع قائدها بالملك الذي قبل الإنذار، وأعلن أنه كلف النحاس بتأليف الوزارة ورفض النحاس وظل الملك يلح عليه مناشدًا وطنيته فقبل النحاس تشكيل الوزارة.
رحيله وفي 1951 ألغى النحاس معاهدة 1936 ووقع حريق القاهرة في 26 يناير 1952 وبعد ثورة يوليو1952 اعتزل "النحاس" الحياة السياسية ثم سُجن هو زوجته زينب الوكيل من 1953 إلى 1954 إلى أن رحل عن عالمنا في 23 أغسطس 1965.